لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الكامل في التاريخ - المجلد التاسع - ابن الأثير PDF

 كتاب كتاب الكامل في التاريخ - المجلد التاسع - ابن الأثير PDF.






معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الكامل في التاريخ.


المجلد : التاسع.


المؤلف : الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري الملقب بعز الدين المتوفي سنة 630 هـ..


تحقيق : أبي الفداء عبد الله القاضي.


عدد الصفحات : 504.


حجم الكتاب : 13.76 ميجا بايت.


الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"ذكر ابتداء أمر محمد بن تومرت وعبد المؤمن وملكهما


في هذه السنة كان ابتداء أمر المهدي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني، وقبيلته من المصامدة تعرف بهرغة في جبل السوس من بلاد المغرب نزلوا به لما فتحه المسلمون مع موسى بن نصير، ونذكر أمره وأمر عبد المؤمن هذه السنة إلى أن فرغ من ملك المغرب لنتبع بعض الحادثة بعضاً وكان ابن تومرت قد رحل في شبيبته إلى بلاد الشرق في طلب العلم وكان فقيهاً فاضلاً عالماً بالشريعة حافظاً للحديث عارفاً بأصولي الدين والفقه متحققاً بعلم العربية. وكان ورعاً ناسكاً ووصل في سفره إلى العراق واجتمع بالغزالي والكيا واجتمع بأبي بكر الطرطوشي بالاسكندرية. وقيل أنه جرى له حديث مع الغزالي فيما فعله بالمغرب من التملك فقال له الغزالي إن هذا لا يتمشى في هذه البلاد ولا يمكن وقوعه لأمثالنا؛ كذا قال بعض مؤرخي المغرب والصحيح أنه لم يجتمع به فحج من هناك وعاد إلى المغرب ولما ركب البحر من الإسكندرية مغرباً غير المنكر في المركب وألزم من به بإقامة الصلاة وقراءة القرآن حتى انتهى إلى المهدية وسلطانها حينئذ يحيى بن تميم سنة خمس وخمسمائة فنزل بمسجد قبلي مسجد السبت وليس له سوى ركوة وعصا وتسامع به أهل البلد فقصدوه يقرأون عليه أنواع العلوم وكان إذا مر به منكر غيره وأزاله فلما كثر ذلك منه أحضره الأمير يحيى مع جماعة من الفقهاء فلما رأى سمته وسمع كلامه أكرمه واحترمه وسأله الدعاء ورحل عن المدينة وأقام بالمنستير مع جماعة من الصالحين مدة وسار إلى بجاية ففعل فيها مثل ذلك، فأخرج منها إلى قرية بالقرب منها اسمها ملالة فلقيه بها عبد المؤمن بن علي فرأى فيه من النجابة والنهضة ما تفريي فيه التقدم والقيام بالأمر فسأله عن اسمه وقبيلته فأخبره أنه من قيس عيلان ثم من بني سليم فقال ابن تومرت : هذا الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : إن الله ينصر هذا الدين في آخر الزمان برجل من قيس فقيل : من أي قيس ؟ فقال : من بني سليم، فاستبشر بعبد المؤمن وسر بلقائه. وكان مولد عبد المؤمن في مدينة تاجرة من أعمال تلمسان وهو من عائد قبيل من كومرة نزلوا بذلك الإقليم سنة ثمانين ومائة ولم يزل المهدي ملازماً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طريقه إلى أن وصل إلى مراكش دار مملكة أمير المسلمين يوسف بن علي بن تاشفين فرأى فيها من المنكرات أكثر ما عاينه في طريقه فزاد في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فكثر أتباعه وحسنت ظنون الناس فيه، فبينما هو في بعض الأيام في طريقه إذ رأى أخت أمير المسلمين في موكبها ومعها من الجواري الحسان عدة كثيرة وهن مسفرات. وكانت هذه عادة الملثمين يسفر نساؤهم وجوههن ويتلثم الرجال فحين رأى النساء كذلك أنكر عليهن وأمرهن بستر وجوههن وضرب هو وأصحابه دوابهن فسقطت أخت أمير المسلمين عن دابتها، فرفع أمره إلى أمير المسلمين علي بن يوسف فأحضره وأحضر الفقهاء ليناظروه فأخذ يعظه ويخوفه، فبكى أمير المسلمين وأمر أن يناظره الفقهاء فلم يكن فيهم من يقوم له لقوة أدلته في الذي فعله.


وكان عند أمير المسلمين بعض وزرائه يقال له مالك بن وهيب فقال : يا أمير المسلمين إن هذا والله لا يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما يريد إثارة فتنة والغلبة على بعض النواحي فاقتله وقلدني دمه فلم يفعل ذلك. فقال : إذ لم تقتله فاحبسه وخلده في السجن وإلا أثار شراً لا يمكن تلافيه، فأراد حبسه فمنعه رجل من أكابر الملثمين يسمى بيان بن عثمان فأمر بإخراجه من مراكش فسار إلى أغماتولحق بالجبل فسار فيه حتى التحق بالسوس الذي فيه قبيلة هرغة وغيرهم من المصامدة سنة أربع عشرة، فأتوه واجتمعوا حوله وتسامع به أهل تلك النواحي فوفدوا عليه وحضر أعيانهم بين يديه وجعل يعظهم ويذكرهم بأيام الله ويذكر لهم شرائع الإسلام وما غير منها وما حدث من الظلم والفساد، وأنه لا يجب طاعة دولة من هذه الدول لاتباعهم  الباطل بل الواجب قتالهم ومنعهم عما هم فيه؛ فأقام على ذلك نحو سنة وتابعه هرغة قبيلته وسمى أتباعه الموحدين، وأعلمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بشَّر بالمهدي الذي يملأ الأرض عدلاً وأن مكانه الذي يخرج منه المغرب الأقصى، فقام إليه عشرة رجال أحدهم عبد المؤمن فقالوا : لا يوجد هذا إلا فيك فأنت المهدي فبايعوه على ذلك. فانتهى خبره إلى أمير المسلمين فجهز جيشاً من أصحابه وسيرهم إليه فلما قربوا من الجبل الذي هو فيه قال لأصحابه : إن هؤلاء يريدونني وأخاف عليكم منهم فالرأي أن أخرج بنفسي إلى غير هذه البلاد لتسلموا أنتم فقال له ابن توفيان من مشايخ هرغة : هل تخاف شيئاً من السماء ؟ فقال : لا بل من السماء تنصرون فقال ابن توفيان: فيأتنا كل من في الأرض ووافقه جميع قبيلته فقال المهدي : أبشروا بالنصر والظفر بهذه الشرذمة وبعد قليل تستأصلون دولتهم وترثون أرضهم. فنزلوا من الجبل ولقـوا جيش أمير المسلمين فهزمهم وأخذوا أسلابهم وقوي ظنهم في صدق المهدي حيث ظفروا كما ذكر لهم. وأقبلت إليه أفواج القبائل من الحلل التي حوله شرقاً وغرباً وبايعوه. وأطاعه قبيلة هنتانة وهي من أقوى القبائل فأقبل عليهم واطمأن إليهم. وأتاه رسل أهل تينملل بطاعتهم وطلبوه إليهم فتوجه إلى جبل تينملل واستوطنه وألف لهم كتاباً في التوحيد وكتاباً في العقيدة ونهج لهم طريق الأدب بعضهم مع بعض والاقتصار على القصير من الثياب القليل الثمن، وهو يحرضهم على قتال عدوهم وإخراج الأشرار من بين أظهرهم له مسجداً. وأقام بتينملل وبنى خارج المدينة فكان يصلي فيه الصلوات هو وجمع ممن معه عنده ويدخل البلد بعد العشاء الآخرة، فلما رأى كثرة اهل الجبل وحصانة المدينة خاف أن يرجعوا عنه فأمرهم أن يحضروا بغير سلاح ففعلوا ذلك عدة أيام ثم إنه أمر أصحابه أن يقتلوهم فخرجوا عليهم وهم غارون فقتلوهم في ذلك المسجد. ثم دخل المدينة فقتل فيها وأكثر وسبى الحريم ونهب الأموال فكان عدة القتلى خمسة عشر ألفا. وقسم المساكن والأرض بين أصحابه وبنى على المدينة سوراً وقلعة على رأس جبل عال.


وفي جبل تينملل أنهار جارية وأشجار وزروع والطريق إليه صعب فلا جبل أحصن منه، وقيل : إنه لما خاف أهل تينملل نظر فرأى كثيراً من أولادهم شقراً زرقاً والذي يغلب على الآباء السمرة وكان لأمير المسلمين عدة كثيرة من المماليك الفرنج والروم يغلب على ألوانهم الشقرة، وكانوا يصعدون الجبل في كل عام مرة ويأخذون ما، لهم فيه من الأموال المقررة لهم من جهة السلطان، فكانوا يسكنون بيـوت أهله ويخرجون أصحابها منها فلما رأى المهدي أولادهم سألهم : مــا لي أراكم سمر الألوان وأرى أولادكم شقراً زرقاً ؟ فأخبروه خبرهم مع مماليك أميـر المسلمين فقبح الصبر على هذا وأزرى عليهم وعظم الأمر عندهم فقالوا له : فكيف الحيلة في الخلاص منهم وليس لنا بهم قوة ؟ فقال : إذا حضروا عندكم في الوقت المعتاد وتفرقوا في مساكنكم فليقم كل رجل منكم إلى نزيله فليقتله واحفظوا جبلكم فإنه لا يرام ولا يقدر عليه، فصبروا حتى حضر أولئك العبيد فقتلوهم على ما قرر لهم المهدي، فلما فعلوا ذلك خافوا على نفوسهم من أمير المسلمين فامتنعوا في الجبل وسدوا ما فيه من طريق يسلك إليهم فقويت نفس المهدي بذلك."


رابط تحميل الكتاب 


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب