القائمة الرئيسية

الصفحات

جدلية العلاقة بين علم التاريخ وعلم الاجتماع: سعيد عيادي أنموذجا - ذ. عزيز اليحياوي الادريسي PDF

 تحميل وقراءة مقال جدلية العلاقة بين علم التاريخ وعلم الاجتماع: سعيد عيادي أنموذجا - ذ. عزيز اليحياوي الادريسي PDF







معلومات عن المقال :


العنوان : جدلية العلاقة بين علم التاريخ وعلم الاجتماع: سعيد عيادي أنموذجا.


المؤلف : ذ. عزيز اليحياوي الادريسي.


المصدر : مجلة مدارات تاريخية.


الناشر : مركز المدار المعرفي للأبحاث والدراسات.


حجم الملف : 1.39 ميجا بايت.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من المقال :


"إن أهمية التاريخ بالنسبة لعلم الاجتماع دفعت عالم الاجتماع لوران فلوري Laurent Fleury إلى القول أن على علم الاجتماع أن يبقى علما تاريخيا»، بمعنى أنه لا يمكن فهم وضبط ميكانيزمات الظاهرة الاجتماعية ورصد تطورها، إلا في سياق تاريخي محدد، على اعتبار أن الحاضر قد تشكل واكتسب معالمه الأساسية من خلال مسيرة تاريخية طويلة، ولابد من العودة إلى التاريخ لتأصيل أية ظاهرة اجتماعية.


لقد تحولت هذه الفكرة إلى اتجاه فكري تبناه عدد من العلماء والباحثين المتخصصين في علم الاجتماع، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:


دوركايم Durkheim: «أن الماضي يمكن أن يكون ذا فائدة لعلم الاجتماع». هاري المر بارنز Harry Elmer Barnes : «العلماء الذين يشتغلون بالعلوم الاجتماعية لا يمكنهم تجاهل التاريخ، ذلك لأن المسائل المرتبطة بأصل الإنسان وتكوينه لها أهمية بالنسبة لكافة العلوم الاجتماعية».


کارل بوبر :Kar: Popper: لا يمكن صياغة المشاهدات التي يتخذها علم الاجتماع أساسا له إلا في صورة تقرير زمني للحوادث، أي الوقائع السياسية والاجتماعية. وهذا التقرير الشامل للحوادث السياسية وغيرها من الوقائع العامة في الحياة الاجتماعية هو ما يعرف عادة بإسم "التاريخ"، والتاريخ بهذا المعنى الضيق هو أساس علم الاجتماع».


سعيد عيادي said ayadi بإمكان تحويل العنصر التاريخي إلى عمل سوسيولوجي، نستخرج من خلاله القواعد والعوامل التي شكلت مركز وقلب الحركة الاجتماعية، والتي رتبت للفئات مواقعها ونسق العلاقات.


وإجمالا يتبين من خلال ما أوردنا أن علم التاريخ يقدم خدمة كبيرة للباحثين في علم الاجتماع، ذلك أنه عندما يهتم بتتابع الأحداث والوقائع زمنيا، فهو بذلك يشكل الأساس لاستيعاب الحاضر واستشراف المستقبل. وعليه ؛ يمكن التأكيد أن عالم الاجتماع ذو الحس التاريخي هو الذي يفهم المجتمع بوصفه ظاهرة تاريخية فيعتمد اعتمادا أساسيا على المادة التاريخية، وهي نتاج عملي المؤرخ . وبناءا على ذلك أدرك المهتمون بالسوسيولوجيا قيمة المنهج التاريخي وأهميته البالغة، حيث يعد الخطوة الأولى التي تسهم في فهم الظواهر الاجتماعية، لأن تجريد هذه الأخيرة من بعدها التاريخي يجعلها وكأنها عابرة لا حياة فيها على حد تعبير أحد الباحثين.


وفي الوقت نفسه؛ تحول علم الاجتماع إلى أكثر العلوم منافسة ومزاحمة لعلم التاريخ، نظرا لتقاطعاتهما الكبيرة في مجال اشتغالهما. وهو ما أكده عالم الاجتماع جورج جورفيتش George Gurvitsh بقوله التاريخ هو المنافس الوحيد لعلم الاجتماع عند دراسة الظواهر الاجتماعية العامة سواء في حال تطورها أو تراجعها. وهكذا برز عدد من

الباحثين في علم الاجتماع اتخذوا من المنهج التاريخي سبيلا في دراستهم للظواهر الاجتماعية، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:


أسوالد اشغلر Oswald Spengler الذي يعتبر من رواد علم الاجتماع التاريخي، اشتهر بمؤلفه تدهور الحضارة الغربية" ؛ ترجمه إلى أحمد الشيباني في جزأين، نشرته مكتبة دار الحياة، بيروت سنة 1964.


على الوردي : الكتاب الأول: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث"، نشرته دار كوفان في ستة أجزاء سنة 1992 الطبعة والكتاب الثاني: "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي: محاولة تمهيدية لدراسة المجتمع العربي الأكبر في ضوء علم الاجتماع الحديث"، نشرته دار الوراق، سنة 2007 (الطبعة 3).


عبد الرحيم العطري: "القبيلة بين المخزن والزاوية، دفاتر العلوم الإنسانية، الرباط، 2012.


وفضلا عما ذكر ؛ وفي إطار سياق انفتاح علم الاجتماع على التاريخ، برزت مبادرات على الساحة الفكرية تطالب بضرورة انفتاح التاريخ على كل العلوم والتي من بينها علم الاجتماع، إيمانا منم بأهمية هذه الخطوة في تعزيز البحث التاريخي، وتطويره عبر انخراطه في سياق العلوم الإنسانية. وكان أصحاب هذه الدعوة هم رواد مدرسة الحوليات Les Annales في مقدمتهم بروديل؛ أوصوا المتخصصين في التاريخ الاهتمام بالظواهر الاجتماعية عبر سيرورة ممتدة، بهدف إعطاء عمقا أكبر للتاريخ انطلاقا من اعتقادهم بمزايا علم الاجتماع، والمتمثلة في تزويد المؤرخين بالرؤية الاستدلالية للحدث التاريخي، تساعده في الوصول إلى الاستنتاجات الدقيقة. وبهذا المنظور أمكن إعادة قراءة الماضي بطريقه أكثر دقة، والفضل في ذلك يعود إلى مدرسة الحوليات. وفي هذا الشأن؛ يؤكد بارنز Barnes أن «لعلم الاجتماع أو علم نشاط الناس داخل الجماعات قيمة كبيرة بالنسبة للمشتغلين بالتاريخ، فهذا العلم يحاول أن يصنف ويحلل مختلف القوى... ولذلك فهو العلم الاجتماعي الأساسي والوحيد الذي يمكن أن يعطي فكرة عامة عن التفاعل الاجتماعي وعن السببية الاجتماعية ککل».


رابط التحميل


تعليقات