لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ إفريقية والمغرب للرقيق القيرواني pdf

 تحميل وقراءة كتاب تاريخ إفريقية والمغرب للرقيق القيرواني - أونلاين بصيغة إلكترونية pdf







معلومات عن الكتاب :


العنوان : تاريخ إفريقية والمغرب.


المؤلف : الرقيق القيرواني، أبو اسحاق إبراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق النديم (المتوفى: نحو 425 هـ).


المحقق: الدكتور محمّد زينهم محمّد عزب


الناشر : دار الفرجاني للنشر والتوزيع.


حجم الكتاب : 5.14 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF






مقتطف من الكتاب :


"ولاية عقبة بن نافع - رحمه الله


رحل عقبة من الشام، ولما مر على مسلمة بمصر اعتذر إليـه مـن فعل أبي المهاجر، وأقسم بالله : لقد خالف رأيه فيها صنع، وأنه وصاه به، وأمره بتقوى الله وحسن السيرة، وأن يعزل عقبة أحسن عزل، فإن أهل بلده يُحسنون القول فيه، فخالفني وأساء عزلك، فقبل منه عقبة، ومضى سريعاً لحنقه على أبي المهاجر، حتى قـدم إفريقية، فأوثق أبا المهاجر فى الحديد، وأمر بخراب مدينته، وردّ الناس إلى القيروان، وركب فى وجوه العساكر من التابعين والعباد، فدار بهم حول مدينة القيروان وهو يدعو لها ويقول : يارب املأها فقهاً وعلماً، واعْمُزها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزا لدينك. وذلاً لمن كفر بك، وأعز بها الإسلام، وامنعها من جبابرة الأرض ».


(ثم عزم ) عقبة على الغزو في سبيل الله، وترك بها جنداً من المسلمين، واستخلف عليهم زهير بن قيس، ودعا أولاده فقال لهم : ( إنى بعت نفسى من الله عز وجل أن أجاهد من كفره حتى ألحق بالله، ولست (ج) أدرى أتروننى بعد ( يومى ) هذا أو أراكم لأن أملى الموت في سبيل الله أو ردى إليكم كما أحب )، ثم قال : « اللهم تقبل مني نفسي في رضاك )، ومضى فى عسكر عظيم حتى أشرف على مدينة باغاية، فكانت النصارى تهرب من طريقه يميناً وشمالاً واحتصر صاحب قلعة مجانة فلجأ النّصارى إلى مدينة باغاية، واجتمعوا بها، فنزل عليها وخرجوا إليه، فقاتلهم قتلاً شديدًا، فقتلهم قتلاً ذريعا، وأخذ لهم خيلاً كثيرة، ولم ير المسلمون في مغازيهم أصلب منها، وكانت من نتاج خيل أوراس المطل عليها، ودخل بقية الروم حصنهم، وكره عقبة أن يقيم عليها فمضى إلى المسن وكانت [في ] ذلك الوقت من أعظم مدائن الروم، فلجأ إليها من كان حولها منهم وخرجوا إليهم في عدة وقوة، فقاتلوهم قتالاً شديدًا حتى ظن الناس أنه الفناء، فانهزموا فقاتلهم إلى باب حصنهم فأصاب غنائم كثيرة [ وكـره ] المقام عليها، فرحل إلى بلاد الزاب، فسأل عن أعظم مدينة لهم قدراً، فقالوا : مدينة يقال لها « أذنة»، ومنها الملك وهى.. الزاب وكان حولها ثلاثمائة قرية وكلها عامرة فلما بلغهم أمره لجأوا إلى حصنهم، وهرب أغلبهم إلى الجبال والوعر، ونزل وادياً بينه وبينها ثلاثة أميال، فلقوه عند الوادى وقت المساء، فكره قتالهم في الليل، فوقف القوم ليلهم كله ساهرين، فسماه الناس إلى اليوم ( وادى سهر ) فلما أصبح وصلى، أمر بالقتال، وكانت بينهم حرب ما رأوا قط ممن حاربوه مثلها حتى يئس المسلمون من أنفسهم، فأعطاه الله عز وجل الظفر، فانهزم القوم، وقتل فيها أكبر فرسان البربر، فذهب عزهم من الزاب، وذلـــــوا آخر الدهر، فكره أن يقيم عليها، فرحل حتى نزل على المغرب بتيهرت، فلما بلغ الروم خبره، استعانوا بالبربر، فأعانوهم ونصروهم، فقام عقبة خطيباً على سيفه، فقال : « يا معشر المسلمين، إن خياركم وأشرافكم السابقون منكم [ الذين ] رضي الله عنهم، بايعهم رسول الله بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله يوم القيامة فبيعوا أنفسكم من رب العالمين، فإنكم داخلون في تلك البيعة لكم وعليكم ما عليهم، وأنتم ما وطئتم هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وغضباً أن يُعبد شيء سواه، فأبشروا فكلما كثر [ بشركم ] كان أخزى لهم وأعز لدينكم وربكم ليس يسلمكم، فألقوه بقلوب صادقة، جعلكم الله أولى بأسه الذي لا يُردّ عن القوم المجرمين.


فالتحم القتال، وصبر المسلمون، ولم يكن للروم والبربر بقتالهم من طاقة، فولوا هاربين، فقتلهم قتلاً ذريعاً، وفر جميع الروم عن المدينة، وقتلوا حيث أُدركوا، وغنم المسلمون.


ثم رحل حتى دخل طنجة، فلقيه رجل من الروم يقال له ( البيان ) وكان شريفا في، قومه، فأهدى إليه هدية حسنة، فلاطفه فنزل على حكمه، فسأله عن بحر الأندلس، فقال له : ( إنه محفوظ لا يرام » « دلني على حال البربر والروم ) فقال له : ( قد تركت الروم خلفك، وما قدامك إلا البربر وفرسانهم ) قال له : ( وأين موضعهم ؟، قال : ( في السوس الأدنى، وهم قوم ليس لهم دين ولم يدخلوا النصرانية، يأكلون الميتة، ويشربون الدم من أنعامهم وهم أمثال البهائم، يكفرون بالله عز وجل ولا يعرفونه فقال عقبة ابن نافع لجنوده : ( ارحلوا على بركة الله ).


فرحل من طنجة إلى السوس الأدنى وهو في مغرب مدينة طنجة التي تسمى تارودانت » فانتهى إلى أوائلهم، فتلقوه في عدة عظيمة، وقتلهم قتلاً ذريعا، وهرب بقيتهم، وافترقت خيله في طلبهم إلى كل موضع هربوا إليه من الأرض لا يزمهم أحد ومضى كذلك حتى دخل السوس الأقصى، فاجتمع به البربر في عدد لا يحصى فلقيهم، فقاتلهم قتالاً شديدًا ما سمع أهل المغرب بمثله، وقتل منهم خلقاً عظيماً، وأصاب منهم نساء لم ير الناس فى الدنيا مثلهنّ، فقيل : إن الجارية منهنّ كانت تبلغ بالمشرق ألف [ دينار وهربوا بين يديه.. ] فخرجت العرب منها، ولم يكن لهم بقتاله طاقة، لعظيم ما اجتمع معه من البربر والروم، وأسلموا القيروان وبقى بها أصحاب الذراري والأثقال فأرسلوا إلى كسيلة : يسألونه الأمان وأجابهم، وأقام كسيلة حتى نزل القيروان وأقام أميراً على إفريقية، وقد بقى من بقى من المسلمين تحت يده، فما زال على ذلك إلى أن ولي عبد الملك بن مروان فاشتد سلطان بنى أمية وعظم أمرهم، واجتمع إليه أكابر المسلمين فسألوه في قيروان إفريقية أن يخلصها ومن فيها من المسلمين من يد كسيلة بن ليوم، وأن يرد بها الإسلام عزيزاً كما كان، فقال لهم : ( لا يصلح للطلب بدم عقبة من المشركين وكفرة البربر إلا من هو مثله فى دين الله » فأتفق رأيه على زهير بن قيس البلوى، وقالوا : « هو صاحب عقبة واعرف الناس بسيرته وتدبيره، وأولاهم بطلب ثأره وكان زهير مقيماً ببرقة مرابطا مع أهل من إفريقية، فوجه إليه عبد الملك يأمره بالخروج على أعنة الخيل إلى إفريقية ليستنقذ القيروان ومن فيها من المسلمين، وكتب له قيس بن زهير : يعـرفـه بكثرة من اجتمع إلى كسيلة من البربر والروم، ويستمده الرجال والأموال، فوجه إليه وجوه أصل الشام.


ولاية زهير بن قيس البلوى


فلما حشد له وجوه الرجال من العرب، وبعث إليه الأموال وتسرع الناس معه، ووقدت عليه الجنود، أقبل في عسكر عظيم، يريد إفريقية، فلما دنا من مدينة القيروان. وذلك في سنة سبع وستين وبلغ كسيلة بن ليوم الأوربى قدوم زهير عليه.. لا نهاية له، وكان كسيلة في خلق عظيم من البربر والروم، دعا أشرافهم وأكابرهم فشاورهم، وقال لهم : ( إني أردت أن أرحل إلى ممس فأنزلها، فإن هذه المدينة فيها خلق عظيم من المسلمين ولهم علينا عهد، فلا نَغْدرُ بهم ونحن نخاف إذا التحم القتال أن يتبوا علينا ولكن ننزل ممس على ماء كثير يحمل عسكرنا، فإن معنا خلقاً عظيماً فإن هزمناهم دخلنا معهم إلى طرابلس وقطعنا دابرهم من الدنيا ؛ تكون لنا إفريقية داراً إلى آخر الدهر، وإن هزمونا كان الجبل منا قريباً الشعراء [ هـ ] فنرجو الا نهلك ولا يفقد منا إلا قليل فوافقوه فرحل إلى ممس فنزلها.


وبلغ ذلك زهير فلم يدخل القيروان ونزل على باب سالم وأقام ثلاثة أيام حتى استراح وأراح من معه وزحف في اليوم الرابع، ووقف على كسيلة وعسكره آخر النهار فأمر الناس بالنزول، فنزلوا وبات الناس على مصافهم، ووقفت خيول القوم بعضهم إلى بعض طول الليل فلما اصبح صلى مغلّساً ثم زحف إليه. وأقبل كسيلة ومن معه والتحموا في القتال ونزل الصبر وكثر القتل في الفريقين، حتى يئس الناس من الحياة فلم يزالوا كذلك حتى انهزم كسيلة، وقتل بممس ولم يجاوزها.


ومضى الناس في طلب الروم والبربر، فلحقوا كثيراً منهم بمزرعة « ملمجنة ) وألحوا فيهم وجَدُّوا في طلبهم، حتى سقوا خيلهم من الوادى المعروف بملوية من المغرب، ففى تلك الواقعة هلك رجال الرّوم والمشركين من البربر وفرسانهم وأشرافهم، ففزع منه أهل إفريقية، واشتد خوفهم، فلجأوا إلى الحصون والقلاع، ثم إن زهيراً رأى بإفريقية ملكاً عظيماً فخاف أن يقيم، وقال : إني قدمت إلى الجهاد، وأخاف أن تميل بي الدنيا فأهلك، ولسبت أرضى بملكها ورغد عيشها ). وكان من رؤساء العابدين وكبراء الزاهدين - رضى الله عنهم - فنزل القيروان وأقام بها كثير من اصحابه."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب