لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المجذومون بمغرب بداية العصر الحديث - محمد جادور PDF






تحميل وقراءة مقال المجذومون بمغرب بداية العصر الحديث - محمد جادور - أونلاين بصيغة إلكترونية PDF






معلومات عن المقال :


العنوان : المجذومون بمغرب بداية العصر الحديث.


المؤلف : محمد جادور.

 

المصدر : دراسة المجالات الاجتماعية المهمشة وتاريخ المغرب.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك - مختبر المغرب والعوالم المغربية.

 

صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من المقال :


"حارات الجذامي


جدم: أصابه الجذام، وهو داء كالبرص يسبب تساقط اللحم والأعضاء. والجذام مرض مزمن يتطور ببطء شديد، وتصل فترة حضانته إلى نحو خمسة أعوام، بينما قد لا تظهر أعراضه إلا بعد عشرين عاماً. وينتقل عبر رذاذ الأنف والفم، لكنه ليس شديد العدوى. وقد عرف الجذام في الحضارات القديمة في الصين ومصر والهند، كما ورد ذكره في سفر اللاويين من التوراة المحرفة. ويعتقد أن تاريخ أول إشارة إلى الجذام هو عام 600 قبل الميلاد، وأن أصله هو الشرق الأدنى غير أن اكتشاف علاج جرثومته لم يتم إلا سنة 1875 من طرف النرويجي Hansen .


ولا نقف من خلال المصادر التاريخية إلا على ثلاث حارات للجذامي بمغرب بداية العصر الحديث، وهي حارات فاس ومراكش وتازة. على أن هناك إشارات إلى وجود حارات أخرى منها حارة مدينتي الرباط وسلا التي خربت خلال حكم المولى سليمان، ثم حارة منطقة دكالة. لكن الراجح أن كل المدن الكبرى على الأقل كانت تتوفر على حارات لهذا الغرض. إذن لماذا اختيار موضوع الجذامي؟ ولماذا التوقف عند بداية العصر الحديث؟


تسعى هذه المداخلة إلى إثارة الانتباه إلى المجتمع المجهري الذي مثله المجذومون، ومحاولة خلخلة سكوت المصادر الإخبارية عن معاناة هذه الشريحة من سكان المغرب. أما اختيار بداية العصر الحديث فيرتبط في شكله ومضمونه بآخر وأهم نص، على علاته، وصلنا عن الموضوع - وهو نص الوزان، باستثناء ما أكده ابن القاضي، حين وصف أحياء مدينة فاس في الفترة التي عاصرها. ثم ما ورد عند محمد القادري بخصوص حارة مدينة فاس. ويحمل نص الوزان في طياته بعض التساؤلات المستفزة لحدس المؤرخ فما هو مضمون هذا النص؟


لقد وقف الحسن الوزان في وصفه لأحياء مدينة فاس، عند حارة المجذومين، أو كما سماه "ربض" المجذومين قائلا: "وهناك ربض آخر يسكنه المجذومون يحتوي على مائتي دار تقريبا، ولهم رئيسهم الديني الذي يجمع دخل الأملاك العديدة الموقوفة عليهم لوجه الله من طرف الأعيان وغيرهم من المحسنين. ويقدم إلى هؤلاء المرضى كل ما هو ضروري لهم بحيث لا يحتاجون إلى شيء، ويقوم رؤساؤهم بتخليص المدينة من كل مجذوم، ولهم السلطة لإخراج كل من رأوه مصابا بهذا الداء من فاس وإسكانه بهذا الربض. وإذا هلك مجذوم ولم يترك وارثا آل نصف تركته إلى جماعة الربض، والنصف الآخر للشخص الذي دل عليه. وإذا كان للهالك المجذوم أبناء اختصوا بتركة أبيهم. واعلم أنه يعد من المجذومين البرصان الذين تظهر على أجسامهم بقع بيض وغيرهم من ذوي الأمراض المزمنة.


وتستشف من القراءة الأولية لهذا النص ملاحظتان: الأولى تتعلق بما أسماه الرئيس الديني للجذامى، والثانية ترتبط بمسألة ذات أبعاد فقهية، تتجلى في كون كل من دل على مجذوم ما يحصل على نصف تركته، وإذا لم يترك وارثا يعود نصف تركته للحارة.


ولما وصف مارمول أرباض فاس البالي قال: "يقع خارج المدينة القديمة، في جهة الغرب ربض المرس الذي تربو الديار فيه على ثلاثمائة [...] ويشتمل على عدة كهوف منحوتة في الصخر، كان ملوك فاس قديما يخزنون فيها القمح [...] وليس في هذا الربض سوى دور قبيحة، يلتجئ إليها جميع اللصوص والمحتالين والمتسكعين في المدينة، يتخذونها أماكن للفساد والعهارة، ويتعاطون فيها لعب الورق والقمار ومعاقرة الخمر دون أن تستطيع العدالة أن تلقي عليهم القبض لأن هذه الديار قائمة على جانب النهر. فبمجرد ما يحضر قاض يقطعون النهر إلى الضفة الأخرى ويلتجئون إلى غابة كثيفة من الأشجار المثمرة، حيث يستحيل العثور عليهم [...] كما يوجد في نفس الجانب ربض يضم نحو ستين دارا فيه مستشفى للمجذومين يقبض مديره الدخل، فيطعمهم منه ويعولهم، وكذا الصدقات ولا يسمح لهم بالتجول عبر المدينة كسائر المصابين بمرض عضال في مدينة فاس. وحتى لو أراد رجل أن يعالج من ذوي البيوتات الكبرى في منزله، فإنه لا يقبل منه ذلك، بل يحمل إلى المستشفى الذي يرث نصف ماله إذا توفي، ويترك الباقي لورثته، وبذلك أصبح مستشفى الجذامي يملك ثروة طائلة وقد وقع خلط المارمول بين المارستان وحارة الجذامي، إذ سبق أن وصف هذا المستشفى قائلا: هناك فقط مستشفى في الربض معد للمرضى الغرباء، لكن يجب أن يعالجوا أنفسهم على نفقتهم، إذ يكتفون بخدمتهم وتغذيتهم، لأن المستشفى أفقر من أن يزودهم بالباقي.


قبل مناقشة هاتين الملاحظتين لابد من الوقوف عند المواضع التي كان يتم اختيارها لبناء هذه الحارات."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب