لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847 - يوسف مناصرية PDF

 تحميل وقراءة كتاب مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847 - يوسف مناصرية - أونلاين بصيغة إلكترونية PDF







معلومات عن الكتاب :


- عنوان الكتاب : مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب 1832 – 1847م.


- المؤلف : يوسف مناصرية.


- الناشر : المؤسسة الوطنية للكتاب – الجزائر


- سنة النشر : 1990م.


- حجم الملف : 2 ميجا بايت.


- عدد الصفحات : 108.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من الكتاب :


"ليون روش في الجيش الفرنسي (1839 – 1844)


 كانت السلطة الفرنسية في الجزائر تحكم بالأعدام على كل فرنسي أخلص في خدمة الأمير. وكان الجندي مونسيل Moncel) أحد ضحايا هذه الاجراءات. فقد أعدمته المحكمة العسكرية في شهر أكتوبر 1837 م (1235 هـ )، عقابا له على ما قدمه للأمير من. خدمات حسب قولهم ويزعم بعض الكتاب الفرنسيين أن ليون روش قد أخلص في خدمته للأمير، وأن الفضل يرجع له في انشاء مصانع للأسلحة والذخيرة وتطويرها، وتنظيم الجيش، وتجهيز القوات الاسلامية، وتغيير النظام الداخلي والاداري لدولة الأمير. وأكثر من ذلك تأثيره على علاقة الأمير الخارجية مع فرنسا، اذ عمل على افشال مهمة الرائد دي صال، مبعوث المارشال فالي، سنة 1839 م (1255 هـ ) وانه قدم نصائح إستراتيجية كثيرة للأمير، فاقترح عليه أن يغير مقر عاصمته من مدينة معسكر إلى مدينة سعيدة ليتوسط مواقع القبائل. ذلك ومن يستطيع السيطرة عليهم فتجتمع حوله كلمة المسلمين، وتسهل عليه عملية جمع الضرائب، وبناء أسس دولته بعيدا عن أشغاب الفرنسيين. واستخلصوا في النهاية أن روش قد أنكر شخصيته الفرنسية نهائيا، ولم يعد يفكر الا في بناء مستقبله إلى جانب الأمير. واذا صدقنا كل ذلك أليست هي أدلة كافية لاعدام روش ؟.

 ‏

 ‏ ان الباحث اذا حقق النظر جيدا في نظام الأمير العسكري، والاداري،وجميع الأسس التي وضعها لدولته الناشئة، يلاحظ بسرعة أنه استمد كل ذلك من النظم الاسلامية في العهود الزاهرة خين كان الفرنسيون، بل الأوربيون، يعيشون في عصر الظلمات. وإذا اعتقد الفرنسيون أن تنظيم الفرق العسكرية وتقسيمها إلى فصائل، وكتائب، وفيالق، قد اقتبسه الأمير من التنظيمات العسكرية الفرنسية بأيعاز من ليون روش، فإن السؤال المتبادر إلى الذهن هو من أين هذا لليون روش ذلك الضابط الشاب البسيط الذي كان عمره لا يتجاوز الثلاثين ؟


ولكن بناء على الأقوال الآنفة الذكر، فقد كان الانصاف أن تنفذ من الحكومة الفرنسية حكم الاعدام في ليون روش بتهمة خيانته لبلاده، والعمل على تقوية العدو ضلها. فأذا كانت قد أعدمت الجندي مونسيل عقابا له على قتله صف ضابط فرنسي كان قد قسا عليه وتجبر، فانتقم هذا الجندي لنفسه وانقذ نفسه من موت كان محتوما، ثم هرب إلى المسلمين. ماذا فعلت السلطة الفرنسية مع ليون روش ؟


لقد وصل روش إلى مدينة وهران في منتصف شهر نوفمبر 1839 م (1255 هـ )، بعد أن قضي حوالي عامين إلى جانب الأمير، واستقبله الجنرال جيهينوك (Geheneuc، حاكم اقليم وهران، بحفاوة، واستجوبه بكل احترام وتقدير. وكان روش يعلن على أسراره بحرارة شديدة وبصوت عال. وكانت أهم المعلومات التي قدمها إلى الجنرال تتعلق بأعلان الأمير عبد القادر للجهاد ضد فرنسا، وانه يجوب ولاياته ويجهز قواته. وأكد له أن الحرب سوف تندلع في الشتاء القادم. وقال الجنرال جيهينوك في رسالته بتاريخ 14 نوفمبر 1839، إلى المارشال فالي، أنه استجوب روش، وأنه سيرسله إلى الجزائر لمقابلته على متن الباخرة فوتور (Vautour) بقيادة النقيب مارسو ( Marceau) (92). وفي هذا الحين كان الأمير عبد القادر قد أعلن الجهاد في جميع مساجد دولته وأمر جميع المسلمين بشراء الأسلحة والذخيرة، والخيول والاعداد للحرب. ولما علم بقرار تا قدامت، اغتاض لذلك كثيرا وأمر بمصادرة جميع ما يملك ليون روش من وحسب قول الجنرال جيهينوك في رسالته إلى المارشال فالي، بتاريخ 16 نوفمبر 1839 م (1255 هـ )، ان أحد عيونه أخبره أن الأمير زوج امرأة روش إلى أحد المسلمين وسلم له منزله.


ولما وضل روش إلى الجزائر، استقبله الماريتال فالي على الانفراد وتلقى منه جميع المعلومات الدقيقة الخاصة بأحوال الأمير العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، ومواقفه السياسية. وعينه مترجما مخلفا من الطبقة الثانية. ثم كلفه بكتابة كل ما يعرفه عن الأمير، وان يحصى له كل القبائل الخاضعة له بأسمائها وأسماء شيوخها، وعدد رجالها، وعدتهم ومصادر قوتهم. وان يعين أسماء الذين ينوون ولاءهم لفرنسا. وعين المارشال السيد بير بريجو (Berbregguer)، محافظ متحف الجزائر آنذاك، لمساعدة روش في أداء مهمته على أحسن وجه. وكان روش أهلا لها، واعتمد على وثائقه فيما يخص المعلومات الاحصائية، وتبوغرافة القبائل. ولما وصلت تقاريره إلى باريس استدعته الحكومة الفرنسية في شهر جانفي 1840م ( 1256 هـ ). وتقابل روش هناك مع. عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، منهم الدوق دورلیون (D'Orleans)، وزودهم بمعلومات كثيرة بالاضافة إلى التي قدمت لهم كتابيا من الجزائر عن أحوال الأمير. فجازوه خير الجزاء ورفعوا رتبته إلى مترجم من الطبقة الأولى، وعينوه إلى جانب الدوق دورليون، واصطحبه إلى الجزائر في أوائل شهر أفريل سنة 1840 م، لقيادة المعارك ضد الأمير.


غير أن المارشال فالي لم ير فائدة من اقامة روش في مدينة الجزائر، فالحقه بمركز المترجمين العسكريين بالبليدة بهدف تنظيم اتصالات مع معارفه من رؤساء القبائل، وجمع المعلومات، والتعرف على أخبار الأمير. وكلف روش أثر ذلك بعدة مهام جاسوسية في مدينة القليعة، لمراقبة مسلمي الحجوط الذين يعملون على نشر الفوضى والبلبلة في نواحي الجزائر ». كما شارك في عدة حملات عسكرية مع المارشال فالي في خريف سنة 1840 م، ورافق الجنرال شانجارني ) Changarnier) في تموين مدينتي مليانة والمدية. وعينه فالي مترجما رئيسا إلى جانبه، خلفا لمترجمه ميلار (Muller) الذي مات في تلك السنة بعد أن أنهكته متاعب الحرب.


ولما وصل الجنرال بيجو إلى الجزائر في أواخر شهر ديسمبر 1840، خلفا للمارشال فالي، كان يحمل معه وصايا كثيرة من باريس في صالح ليون روش، فقدم له هذا الأخير تقارير مفصلة عن الأحوال العسكرية والسياسية لأقليمي الجزائر ووهران، مكنته من التخطيط بدقة لعملياته العسكرية المقبلة ضد الأمير. ولما انتصر الجنرال يجو في حملته على مدينتي تاقدامت ومعسكر في النصف الأخير من شهر ماي 1841م 1257 هـ )، كان روش من بين الضباط الذين اثنى عليهم الجنرال في تقريره إلى وزير الحربية.


وبعدما أحتفل ينجو بانتصاره في هذه الحملة، في مدينة الجزائر، فكر في نيل فتوى من كبار علماء المسلمين في تونس، تحرم على مسلمي الجزائر محاربة المسيحيين، وذلك لتشتيت جمع المسلمين من حول الأمير، وهو أمر لم يكن قد خطر على بال أحد الحكام الفرنسيين السابقين له، بل ما كان ليهتدي له هو نفسه لولا أراء ليون روش. فقد سمع يجو قول الأمير أثناء مفاوضات اتفاقية تافنة، « انكم تتحدثون عن دينكم.... لو كنتم مسيحين... لكنتم من أحسن أصدقائنا، إذ أن القرآن يأمرنا بالسلم.... واحترام دین عیسی ابن مريم...»  ولكن يجو، كرجل عسكري، لم يكن يهتم بالأمور الدينية، وكان يجهل سر قوة المسلمين. وكان روش هو الذي يعلم أن قوة المسلمين تكمن في تمسكهم بدينهم. ولذا عمل من جهته على اقناعهم بأن دينهم يحرم عليهم محاربة أهل الكتاب، وان لا يرموا بأنفسهم إلى التهلكة، ويقاتلوا علوا أكثر منهم. عددا وعدة."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب