لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فلسفة التاريخ - غوستاف لوبون PDF

 تحميل وقراءة كتاب فلسفة التاريخ - غوستاف لوبون - أونلاين بصيغة إلكترونية PDF







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : فلسفة التاريخ.


المؤلف : غوستاف لوبون.


ترجمة : عادل زعيتر.


الناشر : مؤسسة هنداوي.


صيغة المقال : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من المقال :


"روح النقد في التاريخ


رأينا في الفصول السابقة مقدار الارتياب في تفسير الوقائع التاريخية القديم، حتى التي تُعَدُّ أكثرها شهرة.


وكان يجب للحكم فيها في بدء الأمر أن تُحذف العوامل القومية والدينية والسياسية التي تُعَيِّن معظم الأحكام حذفًا تاما، وما كُتب في مختلف البلدان من مؤلفات حول الحوادث نفسها يشتمل بفعل سلطان تلك العوامل على تقديرات مختلفة أشد الاختلاف.


وفي المؤلفين تؤثر المبتسرات الدينية على الخصوص وإن اعتقدوا تخلصهم منها، وهكذا انتهى كثير من المؤرخين مثلًا إلى آراء شديدة الخطأ حول قيمة الحضارة الإسلامية، ويظل التحامل على العالم الإسلامي السابق مستعصيًا حتى الوقت الحاضر، فيحتاج تاريخ القرون الوسطى إلى تجديد في جميع أجزائه الخاصة بانتقال الحضارة القديمة إلى الأزمنة الحديثة.


ويهدف مؤرخون كثير إلى التخلُّص من التفاسير الشخصية، فيريدون تأليف حوادث زمن ما تأليفًا مُجددًا بسلسلة من البطاقات مشتملة على مقتطفات من الوثائق، أي الشهادات، وسنبيّن في فصل آتٍ نقص هذه الوسيلة في الاستقصاء.


وكلما كَمَلَتْ مناهج دراسة التاريخ شُوهد تعيين معظم الحوادث بسلسلة من العلل الخفية، ولا يُحدِّث التاريخ عنها مطلقًا، مع أنها هي التي توجد التاريخ.


وينشأ أحد مصادر الخطأ الكبرى في تفسير الحوادث الماضية عن محاولة المؤلفين إيضاح الوقائع بأفكار الحاضر بدلا من تقديرها وفق أهواء كل زمن ومشاعره المتقابلة. 


وليس العمل سهلًا، فيجب مثلًا أن يُوصَل إلى إدراك روح المؤمن المسيطر عليه اعتقاده، وإدراك كون روح البارون الإقطاعي المهددة حياته دائمًا غير مشابهة لروحنا، وإدراك روح الثوري المنوم بأحلامه، إلخ. وكيف يكون تأثُر الرجل في أيامنا بالمناقشات حول العناية الربانية التي هزت الفرنسيين المثقفين هزا عنيفًا في زمن اليَنْسِنْيُوسية؟ وكيف تنتحل حال رجال القرون الوسطى ورجال الهول النفسية ؟ لا ريب في كون العالم المحقق يَشعر في مكتبه بكثير من المشقة حتى يبصر الضرورات التي حملت سيلا وماريوس على إهلاك ألوف المواطنين من الرومان، وحملت قيصر على عبور نهر الروبيكون، وشارل التاسع على معاناة إرادة الشعب التي تُعَدُّ سببًا حقيقيا لمذبحة السان بَرتِّلْمِي. 


ويجب لحسن إدراك معنى هذا الحادث التاريخي أو ذاك أن يُوصَل إلى إحياء ما يمكن أن يُدعى روح الزمن»، هذه الحساسية المتقلبة إلى الغاية والمؤثرة حينا ثم الدارسة المخلوعة حينا آخر. 


وتتحول فرنسا في الدور القصير الممتد بين آخر عهد لويس السادس عشر وإعادة الملكية تحولاً أعظم مما في عهدي لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر.


واليوم يُمكن أن تُبيَّن، على الرغم من كل تقدم علمي حديث درجة تجرُّد المناهج المُتَّخَذَة لتعيين الحقائق التاريخية من روح النقد، وذلك بالاستقصاء الطويل الغالي الذي أمر به الريشتاغ، وصولاً إلى معرفة علل هزيمة ،الألمان، وكانت اللجنة التي فُوِّضَ إليها هذا الاستقصاء مؤلفة من رجال فُضلاء، وقد عمل هؤلاء ثمانية أعوام وأنفقوا مبالغ طائلة، «أنه فكانت النتيجة التي وصل إليها هي أن تُعزى علل الهزيمة إلى تفوق الحلفاء يجب الحربي والاقتصادي، وأنه لا يمكن أن يُنسَب أي خطأ إلى قادة الألمان.»


إن هذه النتيجة مختلفٌ فيها؛ لأنه إذا كان من الصعوبة الشديدة أن يُصاغ رأي قاطع عن علل هزيمة الألمان فإن من الممكن أن يُلاحظ صدورها عن عامل نفسي أساسي - لا ريب - غفلت عنه اللجنة، وهو ضياع الثقة بالنصر النهائي. وكان ضياع الثقة هذا ينشأ عن نقص بصيرة إمبراطور ألمانية الذي أدت أغاليطه النفسية إلى تدخل جيش أمريكي يزيد كل يوم، وكان الشأن الحربي لهذا الجيش الذي ارتجل على عجل في حكم المعدوم، ولكنه كان بالغ النفوذ، فلم يلبث أن قُطِعَ أمل مَدَنِيِّي الألمان والجيش الألماني من نيل نصر على مثل هذا الجمع، فغلبت ألمانية في آخر الأمر بعوامل نفسية أكثر تأثيرًا من المدافع.


ومهما يبق من نقص في المناهج التاريخية التي تُشتق منها أحكامنا فإنها حقَّقَتْ تقدُّما جديرا بالذكر مع ذلك، ويُشاهد هذا التقدم عند المقابلة بين الآراء الحاضرة في بعض النظم كالإقطاع مثلا، وما كان يُصاغ في موضوعه من آراء منذ نحو نصف قرن من قبل كتاب كثيرين، ولا سيما المؤرخ المشهور غيزو، فقد قال:


«لم تشعر الشعوب بغير الحب والشكر حينما كانت تُقام الحصون الإقطاعية، فهي لم تُبْنَ ضدها بل من أجلها. وكانت هذه الحصون مركزا عاليًا يقوم بالحراسة فيه حماةٌ يترقبون العدو، وكانت مستودعًا أمينًا لمحصولاتها ، وأموالها ، وكانت إذا ما وقعت غارات ملجأ لنسائها وأولادها ولأنفسها. والحق أن كل حصن قوي كان ينطوي على سلامة كُورة. وعادت الأجيال الحديثة لا تدري ما الخطر ولا الحاجة إلى النجاة.».


إذن: كان النظام الإقطاعي ضرورةً في زمن ظهوره، أي في زمن الغزوات، وكانت الخدم التي يقوم بها تُسَوِّغ التكاليف المفروضة مبادلة، ولم يُمقَتْ هذا النظام إلا بعد أن صار غير نافع، فزعم أنه يحافظ على امتيازات لم يبقَ ما يُسَوِّعها. وقد جاء زمن أنقذ الإقطاع فيه فرنسة التي تخلَّتْ عنها السلطة المركزية، ثم جاء زمن عاد الإقطاع لا ينفع فيه لغير البَغْي على البلد، وهذا الذي جعله ممقوتا.


والتاريخ، فيما عدا الحوادث الصغيرة التي يختلف تفسيرها بكل اتجاه جديد، يتألف من آراء عامة، لا تلبث أن تستقر حول كل دور، فهذه الآراء العامة. هي التي تعرفنا الكتب بها.


وقد تنوعتْ هذه الآراء كثيرًا لفقدان روح النقد، حتى إنه يُرى عند عدم النظر إلى غير الحوادث التي وقعت منذ ١٥٠ سنة، أن هذه الحوادث أدت إلى أكثر التفاسير تناقُضًا حول تكوينها ونتائجها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما جاء في تاريخ الثورة الفرنسية التي عُدَّتْ في ثلاثة أرباع قرن حادثاً عجيبًا لإصلاحها جميع شئون الحياة، فقد حرَّرَتْ فرنسة من نير الطغاة، وألغت الامتيازات، ووضعت من المبادئ الجديدة ما يكون به مختلف الشعوب سعيدًا باعتناقها وصارت المذاهب الثورية دستور العالم بفضل حرب دامت عشرين عاما في طول أوربة وعرضها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب