لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تحميل كتاب الرق ماضيه وحاضره pdf - عبدالسلام الترمانيني

 تحميل وقراءة كتاب الرق ماضيه وحاضره pdf للمؤلف عبدالسلام الترمانيني







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : الرق ماضيه وحاضره.


المؤلف : عبدالسلام الترمانيني.


الناشر : عالم المعرفة.


عدد الصفحات : 229 صفحة.


حجم الملف : 0.62 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من الكتاب :


"تجارة الرقيق وأسواقه


كان للرقيق أسواق يباع فيها، وكانت تقام في مدينة الدولة المنتصرة التي يساق إليها الأسرى والسبايا، ففي مدن سومر وعيلام وبابل وأشور ومصر عرفت أقدم أسواق الرقيق المأسور، ثم قامت له أسواق في أثينا وإسبارطة وقرطاجة وروما. ولما زادت الحاجة إلى الرقيق اتسعت تجارته بالرقيق المجلوب بالخطف والشراء، وقامت له أسواق في الجزر اليونانية وكانت جزيرة ديلوس Delos) وقبرص وكريت ورودوس من أشهر أسواقه. وفي العصور الوسطى ازدهرت تجارة الرقيق المأسور والمجلوب في دول الشرق والغرب فاشتهرت في الدولة الإسلامية أسواق مكة والمدينة والطائف ودمشق والقاهرة والإسكندرية وبغداد والبصرة والكوفة وسمرقند وبخاري، وغيرها من المدن الكبرى، وفي الدول المسيحية اشتهرت أسواق القسطنطينية والبندقية ومرسيليا وبروفانس Provence وفردان Verdan وبالرمو Palerme وكاندي Candi. وكان اليهود، العارفون بلغات الشرق والغرب يجوبون أسواق الرقيق في البلاد الإسلامية والأوروبية، يشترون الرقيق ويتجرون به وكانوا يسرقون أبناء النصارى أو يشترونهم من آبائهم الفقراء ويبيعونهم للمسلمين في أسبانيا. كذلك كان تجار البندقية ومرسيليا يجمعون الرقيق المسيحي ويحملونه إلى أسواق البلاد العربية على الرغم من تحريم الكنيسة بيع المسيحيين للمسلمين. وكان العرب يحملون في سفنهم التمور من البصرة والبحرين فترسو في سواحل أفريقيا الشرقية، وفيها يبيعون التمور ويشترون بأثمانها عبيدا من الزنوج ومنهم من كان يسرق أبناء الزنوج بالتمر يخدعونهم به. وكانت بلاد عمان مركزا هاما لتجارة العبيد وتوزيعه على سائر البلاد بما فيها الهند والصين.. وفي زمن العباسيين اشتدت الحاجة إلى الأيدي العاملة لاستصلاح أراض السواد في العراق فزاد الطلب على الرقيق من بلاد الزنج. وقد أدى تكاثر الزنوج، وما كانوا يعانونه من سوء الحال إلى قيامهم عام 255 هـ بثورتهم التي أشرنا إليها فيما تقدم.


وظلت أسواق الرقيق قائمة في بعض البلاد العربية حتى عصر متأخر، فحتى الاحتلال الفرنسي، كانت مراكش وتونس مركزا مهما لتجارة الرقيق، وكان ينقل لمراكش من (تومبكتو) والى تونس من فزان) وفي عصر محمد علي كان في مصر أسواق للرقيق يحمل ا ليها من دارفور) و (سنار) بالسودان، وفيها كان يباع فتيان المماليك ليكونوا خدما في البيوت، وفيها بيع أسرى الروم في حرب اليونان، وكان في جيش محمد علي (2500) من الارقاء.


وفي العهد العثماني كان للرقيق سوق في استنبول، يباح فيه الرقيق المأسور والمجلوب من أفريقيا وأوروبا وبلاد القوقاز، ومن بلاد أخرى، ويتولى البيع فيه من يسمى بلغة الترك اسيرجيلر) - أي نخاسون. وكان يقوم في قصور السلاطين ناظر على أمور الرقيق يدعى ( كيخيا ) يعاونه عبيد من الخصيان يدعون (أغوات). وفي بلاد الخليج العربي، كان يجلب الرقيق من شرق أفريقيا، وخاصة من أسواق زنجبار ويستخدم في صيد اللؤلؤ ومن سواحل السودان كان ينقل إلى جزيرة العرب بمراكب تجتاز البحر الأحمر وترسو في ثغور ينبع وقنفذة وجران وغيرها. وفي أسواق الرقيق كان النخاسون يصنفون أنواعه وأجناسه وأصوله، ويولدون بعض الأنواع من بعض فينشأ منه (المولدون) وفيهم محاسن الجنسين. وكان لكل جنس أوصافه المميزة فمنه ما تميز بالقوة،والجلادة، ومنه ما تميز بالوسامة والحسن، ومنه ما تميز بالفطنة والذكاء ومنه ما جمع هذه الأوصاف أو بعضها فكان أغلاها ثمنا. وتكاد تجتمع اكثر هذه الأوصاف في الصقالبة ومن بعدهم الترك، وفي ذلك يقول أبو بكر الخوارزمي: (ويستخدم التركي عند غيبة الصقلبي).


وكانت سمرقند أكبر سوق لتجارة الرقيق الصقلبي الذي كان يجلب من البلغار، وهي منطقة الصقالبة الذين كانوا يقطنون حول نهر الفولجا. ويربى هذا النوع من الرقيق في سمرقند ويباع فيها، ومنها كان ينقل إلى الممالك الإسلامية. وكان للصقالبة موطن في شرق أوروبا، ومنه كانوا ينقلون إلى الأندلس عن طريق ألمانيا وفرنسا وموانئ البحر المتوسط.


 ويباع الرقيق في سوق خاص يعرف بسوق الرقيق، وفيه يعرض النخاسون تجارتهم ويصنفون رقيقهم إلى زمر، وتعرف كل زمرة بمزاياها وخواصها. ويقف الرقيق على منصة ليراه الشارون، وينادي النخاس عليه ويمتدح مزاياه وما يحسنه، وتجري المزاودة عليه فيشتريه من يدفع فيه ثمنا أعلى. وقد وصف اليعقوبي سوق للرقيق في مدينة سامراء في القرن الثالث للهجرة: (أنها سوق مربعة فيها طرق متشعبة، وفيها الحجر والغرف والحوانيت للرقيق. وكان الرقيق الجيد يباع في منزل خاص أو بواسطة تاجر كبير، وكان بيعه في سوق عام بمثابة عقوبة وحط من قدره.

 ‏

 ‏ وللمشتري أن يقلب العبد أو الأمة بنظره ويده، كما يقلب أية سلعة يريد شراءها. وكان النخاسون يلجئون إلى الحيلة والتدليس في إخفاء العيوب وخاصة في الأماء، فيعمدون إلى تغيير البشرة فيحيلون السمراء إلى ذهبية اللون، ويحيلون الدرية إلى بيضاء، ويحمرون الخدود المصفرة، ويجعدون الشعور السبطة، ويسبطون الشعور،المجعدة ويسمنون الأعضاء الهزيلة وينعمون الأطراف الخشنة، ويزيلون ما في الوجه من أثار الجدري والنمش والوشم والكلف، ويجلون الأسنان، ويخضبون البرص، ويطيبون الفم والجسد، ويفعلون ما هو أكثر من ذلك، فيجعلون الثيب بكرا، ويخفون الحمل، ويغيرون زرقة العين لتصير كحلاء، ولهم في ذلك وسائل شتى من التدليك بالدهن والشمع والطلي بالأصبغة والخضاب والتصميخ بالعطور والطيوب واستعمال أنواع العقاقير والحبوب، والتجميل بالمناقيش والأمشاط، وما إلى ذلك من أدوات ووسائل تستر العيوب وتجلو المحاسن، وربما موهوا على المشتري، فجملوا المملوك في صورة جارية والجارية في صورة مملوك، فقد روى القزويني أن سوقا للرقيق يقام في كل سنة، أول الربيع، أربعين يوما يقال له (بيلة) يأتيه الناس من الأطراف البعيدة من الشرق والغرب والجنوب والشمال، ويقع فيه من المماليك والجواري التركية والرومية. ومن عادة هذا السوق أن من اشترى شيئا فلا يرده،البتة، ويروي القزويني قصة تاجر اشترى مملوكا حسن الصورة بثمن بالغ فلما غاب عنه بائعه وجده جارية).

 ‏

وقد فضح وسائل النخاسين ونبه الغافلين إليها ابن بطلان في رسالته (شراء الرقيق وتقليب العبيد ) وفيها يوصي. ابن بطلان المشتري أن يكون على حذر من شراء الرقيق في المواسم، ففي مثل تلك الأسواق يتم للنخاسين اتخاذ الحيل، فكم من نحيفة بيعت بخصبة، وسمراء كمدة بيعت بصفراء،مذهبة، وممسوحة العجز بيعت بثقيلة الروادف، وبطينة بمجدولة الحشا، وبخراء الفم بطيبة النكهة، وكم صفروا البياض الحادث عن القروح في العين والبرص والبهق في الجلد، وجملوا العين الزرقاء كحلاء، وكم من مرة حمروا الخدود المصفرة، واكسبوا الشعور الشقر حالك السواد، وجعدوا الشعور السبطة وبيضوا الوجوه المسمرة ودملجوا السيقان المعرقة وأذهبوا آثار الجدري والوشم والحكة، وكم من مريض بيع بصحيح وغلام بجارية. ويوصى ابن بطلان بأن لا يغتر المشتري بما ينطق به العبد أو الجارية من عبارات منمقة يحسبها دليلا على نباهته، فقد يكون النخاس قد علمه إياها ودربه عليها ليضلل المشتري ويخفى بها غباء وحمقا).


ويحذر ابن بطلان الرؤساء من له عدو يخشى منه نحيلة أو يخاف أن يطلع له على سر، من شراء خادم أو جارية خرجت من دار السلطان وخاصة إذا كانت كاتبة إلا بعد خبرته بها، فقد كان من عادة الخلفاء والسلاطين أن يعهدوا إلى نخاس ماهر ببيع خادم أو جارية لوزير أو رئيس من الرؤساء لاغتياله أو التجسس عليه.


ويبين أبن بطلان ما يجب أن يكون عليه جسم كل من المملوك والأمة وما ينبغي أن يتصف به حل عضو من أعضائهم، وما يستحسن أن يتحلى به الذكور والإناث والخصيان من خلق، ويضع قياسا للفراسة يمكن منها التعرف على أخلاقهم وطبائعهم، فالشعر اللين يدل على الحمق والخشن يدل على الشجاعة، وعظم العينين يدل على الكسل وغورهما يدل على حسد، وجحوظهما دليل هذر وقحة وشدة سوادهما دليل جبن وسرعة حركتهما دليل شر وإقدام وصغرهما وجحوظهما دليل على الميل إلى الشهوات، وكثرة الشعر في الحاجب دليل الهم، وطوله إلى نحو الصدغ دليل التيه والصلف، وطوله إلى نحو الأنف دليل البله. ودقة الطرف الأنف دليل على محبة الخصومة، فان كان مع ذلك طول دل على الحمق، وغلظه يدل على قلة الفهم، والفطسة دليل الشبق وغلظ أرنبته دليل غضب. والجبهة المستطيلة التي لا غضون فيها دليل شغب وخصومة، وكثرة غضونها دليل صلف. والجبهة المستطيلة التي لا غضون فيها دليل شغب وخصومة، وكثرة غضونها دليل صلف، وكبرها دليل كسل، وصغرها دليل جهل. وسعة الفم دليل شجاعة، وغلظ الشفة دليل حمق والوجه المستدير دليل جهل والصغير دليل خنة وملل والعظيم دليل كسل وطوله دليل..القحة والأوداج البارزة دليل غضب. وعظم الأذن دليل دهاء وطول عمر وصغرها بالضد. وصغر العنق دليل مكر وطولها دليل جبن وغلظها دليل شجاعة. وكبر البطن دليل على البلاهة وصغرها بالضد. وعرض الظهر يدل على القوة والغضب، واستواؤه علامة العقل وانحناؤه علامة رداءة..الخلق. والكتف العريض يدل على جودة العقل والدقيق ضده، وطول الكتف يدل على نبل النفس وحب الرئاسة وقصره ضده. والكتف اللينة دليل سرعة العلم والفهم، والخشنة تدل على الضد والطويلة الدقيقة تدل على زعارة الخلق والقدم اللحيم الصلب دليل بلاهة والصغير الخشن دليل فجور ومرح وغلظ العقب دليل شدة، وضده دليل على حب النساء. والخطى الواسعة البطيئة دليل تأن والخطى القصيرة السريعة بالضد."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب