لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مدخل إلى علم التاريخ - د. محمد بن صامل السلمي PDF

 تحميل كتاب مدخل إلى علم التاريخ - د. محمد بن صامل السلمي PDF







معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : مدخل إلى علم التاريخ.


المؤلف : د. محمد بن صامل السلمي. 


الناشر : الدار اللبنانية للنشر الجامعي.


تاريخ النشر : 01/01/1982.


حجم الكتاب : 90.97 ميجا بايت.


عدد الصفحات: 232.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من الكتاب :


"التاريخ ودراسة المجتمع


لقد اتضح لك من خلال عرض أهداف دراسة التاريخ وفوائده أهمية علم التاريخ وفائدته للمجتمعات البشرية، وأنه بدارسة يعني المجتمعات الإنسانية وتطوراتها الفكرية ومخلفاتها الحضارية وأحوالها الاقتصادية والسياسية مما يفيد من التجارب الماضية في دراسة الحاضر والتخطيط للمستقبل، كما أنَّه ينبغي أن نلاحظ تطور المجتمعات البشرية في النواحي المادية والدينية وأيضًا في مستواها الثقافي والفكري بحسب ما تحصل عليه من العلوم والمعارف السابقة، وما تضيفه إلى تلك المعارف من التقدم المادي والتكنلوجي الذي هو نتيجة استمرار التجارب البشرية وتطوير الحياة الاجتماعية، وتأثير ذلك في السلوك الاجتماعي والتقدم المدني، فالمخترعات المادية والتقدم فيها ميسرات للحياة إذا استخدمت الاستخدام الصحيح الذي يراعي النظم الاجتماعية والمبادىء الاعتقادية التي يقوم عليها البناء الاجتماعي السليم والمستمر في البناء الحضاري للأمة، فإنَّ العقيدة الإسلامية هي أساس البناء وقاعدته، وهي تمانع من الاستفادة الحضارية من الماضي، وتطوير ذلك الموروث إلى الأحسن والأكمل إذا كان ذلك الموروث لا يخالف مبادءها وأسسها، والمؤرخ عليه أن يهتم بالأصول العقدية والمباديء الفكرية، وأن يميز بين الصحيح منها والدخيل حتى يساعد في بناء المجتمع المسلم المميَّز بمنهجه وسلوكه الحضاري الذي يقتفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم هل هو المنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإذا سلم المنهج وتحرر كان البناء الحضاري والاجتماعي بناءً صحيحًا غير متأثر بعقائد وسلوكيات المجتمعات غير الإسلامية، ومع هذا فإنَّه يواصل استفادته من كل ما توصلت إليه الحضارة من تقدم مادي وتقني يساعد في تطوير حياة المجتمع وترقيتها علميًا وفكريًا وماديا.


 علاقة علم التاريخ بالعلوم الأخرى:


علم التاريخ واسع النطاق، وله علاقة بعدد كبير من المعارف. والعلوم الأخرى، والمؤرخ ينبغي أن يكون واسع الاطلاع ومتعدد الفنون والمواهب، ومن المعلوم أنَّ لكل علم وفن تاريخ ومراحل مرَّ بها حتى اكتمل بناؤه، والإنسان هو صانع التاريخ والحضارة، فالطب مثلاً له تاريخ والأدب واللغة لهما،تاريخ وكذا علم الفلك، وعلم الشريعة والفرق والأديان والشعوب والأجناس والبلدان والبقاع.

،

فالمؤرخ محتاج إلى معرفة تاريخ المذاهب والاتجاهات الفكرية والتطورات التي سارت فيها، كما أنه محتاج إلى معرفة اللغات المختلفة والخطوط لدراسة الوثائق والآثار المادية والفكرية المتخلفة عن مختلف الأمم والشعوب ولا بد أن يهتم بعلم التوثيق والنقد للنصوص والأخبار وهذا يجده عند علماء الحديث النبوي في فروع المصطلح وعلم نقد الرجال والجرح والتعديل كما أن صلة المؤرخ بعلم الجغرافيا والبلدان وأجناس الشعوب وأنساب القبائل والأسر صلة قوية ولا غنى له عن. ذلك، إذ لا بد أن يعرف طبيعة الأرض، وطرقها ونتاجها الاقتصادي وإمكاناتها الزراعية والطبيعية من المعادن والبترول ومختلف الثروات، فكل هذه المعرفة تساعده على فهم الأحداث واتجاهاتها وتساعده في تحليلها كما أنَّ الاتجاهات الفكرية والعقدية لها أثر كبير في تفسير الأحداث ومعرفة بواعثها وأصولها.


والصلات بين الأجناس وأنساب الأسر والقبائل ذات أهمية في معرفة المواقف وتحليلها.


وبهذا يتضح سعة المكتبة التارخية وتنوع معارفها، وصلة علم التاريخ بالعلوم الأخرى مثل : علم اللغات والسياسة والاقتصاد الجغرافيا والمذاهب والأديان.


المصادر الأساسية للتاريخ


التاريخ معرف رفة نقلية تعتمد على المصادر والرواة، فإنَّ التاريخ كما عرفنا خبر عن الوقائع والأحداث ووصف لها، ويصنف العلماء المصادر الأساسية للمعرفة التاريخية إلى أقسام هي : 


١- الوثائق والأثار المتخلفة عن الماضي سواء كان بعيدا أم قريبا، والوثائق غالبا تشمل المكتوب بقصد التوثيق لعمل من الأعمال، مثل : العقود والأوامر والمراسيم والاتفاقيات، والكتابات الرسمية والرسائل والتي قد لا يقصد بها التاريخ عند تدوينها ولكنها من أقوى أدلة التاريخ. 


أما الآثار فتنصرف في الغالب إلى النقوش على المباني والأحجار مثل: لوحات التأسيس وشواهد القبور، والرسوم والأشكال وغيرها كما تشمل المخلفات التراثية والحضارية من المباني والجسور، والمصنوعات المعدنية والفضية والسلاح وأدواته.


وهذا القسم من المصادر مهم جدا وهو دليل مادي على الحدث والعصر الذي وقع فيه لكن على المؤرخ والأثاري التحقق من صحة الأثر وأنه أصيل غير مزور حتى لا يعتمد على مصدر غير صادق.


٢- الشارات والرنوك والأختام التي تستخدمها الدول وكذا وحدات الوزن والقياس فإنها ذات أثر مهم في اثبات التواريخ وأسماء الأشخاص والبلدان التي صدرت فيها.


٣- المسكوكات من العملات النقدية التي تستخدمها دولة من الدول لها دلالات تاريخية لما يدون عليها من المعلومات المهمة مثل : تاریخ ضرب العملة ومكانه واسم الحاكم الذي أمر بذلك، والعبارات المدونة على العملة ذات الدلالة الفكرية والعقدية مثل : لا إله إلا الله، لا غالب إلا الله، وقد يرسم عليها شعار الدولة وعلمها، وهذا له أثر ودلالة كما أنَّ مستوى الصناعة ودقة الخط واتقانه يدل على المستوى الحضاري والتقني للدولة. 


 ٤- الروايات والأخبار الشفوية التي يتناقلها الرواة لها دلالات، ولكنها ذات شأن خطير إذا تم الاعتماد عليها من غير تمحيص إذ أنَّ الرواية الشفوية كلما بعدت أحداثها التاريخية يدخلها الزيادة والتحريف حتى تتحول إلى أسطورة من الأساطير والقصص الخرافي الشعبي. فالمؤرخ بحاجة إلى حاسة نقدية ومقارنة بين الروايات، يستخرج بـ ج بها الخبر المقبول ويرد الزيادات والأساطير، وخاصة إذا تعلقت بشخص له بطولات أو قبيلة أو بلد، وذلك لوجود دواعي التزيد والرغبة في البروز والمفاخر أو المثالب. 

 ‏

 ‏٥- المصادر المدونة في المؤلفات، سواء كانت مخطوطة أم مطبوعة، وسوف يأتي تفصيل لها في الفصل الثاني من هذا البحث.

 ‏

ومما ينبغي الإشارة إليه أنَّ النصوص الشرعية في الكتاب والسنة الصحيحة تعتبر المصدر الأساس الموثوق به في تواريخ الأمم الماضية مما وردت الإشارة إليه فيها من حيث المعلومات والأشخاص،والوقائع، أما من حيث تفسير الحوادث وإعطاء التصور الذي يحكم هذا التفسير ويوضح العلل والأسباب والنتائج فإنَّ الوحي هو المصدر الذي يعطي ذلك كله للمؤرخ المسلم ويوضح له المنهج الصحيح في تفسير الحوادث وأسباب قيام الحضارات والدول وأسباب انهيارها وزوالها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب