لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب دراسات في فلسفة التاريخ النقدية - جميل موسى النجار PDF

 تحميل كتاب دراسات في فلسفة التاريخ النقدية pdf لـ د. جميل موسى النجار





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : دراسات في فلسفة التاريخ النقدية.


المؤلف : جميل موسى النجار.


الناشر : مكتبة مدبولي.


الطبعة : الأولى 2011 م.


عدد الصفحات : 274.


حجم الكتاب : 6.04 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


Ebook download PDF





مقتطف من الكتاب :


"المنهج الخلدوني وموقعه من منهج البحث التاريخي الحديث


لا ينتاب الباحث في فكر ابن خلدون شك في القدرات الفكرية الإبداعية التي تمتع بها هذا العالم خاصة إذا ما قورن فكره ببيئته وبفكر عصره الذي سجل تراجعاً يمثل في الواقع انحسار وتراجع الحضارة العربية الإسلامية. كما لم يشهد ذلك العصر بعد نهضة أوربا وتقدمها الحضاري، ذلك أن النهضة الأوربية لم تتبلور إلا خلال القرن الذي أعقب وفاة ابن خلدون، ولم تنجب أوربا قريناً له إلا بعد عصره بثلاثة قرون تقريباً إذا ما اعتبرنا الإيطالي (فيكو)) قريناً له.


وقد أودع ابن خلدون فكره الذي يعالج موضوعات شتى في (مقدمته) التي كتبها لتاريخ الموسوم بـ (العبر)، فكانت المقدمة، دون التاريخ، الوعاء الذي ضم الفكر الإبداعي الخلدوني الذي غدا مجالاً رحباً لدراسات الباحثين من عرب وغربيين، في التاريخ وفلسفته وفي الاجتماع والسياسة والاقتصاد والفلسفة، بل وحتى في اللغة والأدب وعلوم الفقه والشريعة. وعلى الرغم من كل ما كتب من دراسات عن المقدمة في شتى العلوم والموضوعات وهو كثير، فلا يزال ما احتوته من تراث إنساني قيم بحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث والتحليل، لا من أجل الدراسة فحسب بل لما نراه من ترابط ووشائج وثيقة تجمع بين عدد ليس بالقليل من القضايا التي عالجها الفكر الخلدوني ومثيلها المعاصر، مما يمكن معه القول بأن فكر ابن خلدون هو فكر معاصر في إحدى صفاته وفي وجه من وجوهه.


وفي الوقت الذي حظي فيه الفكر الخلدوني باهتمام من قبل الباحثين في علم الاجتماع، ومن قبل الفلاسفة وغيرهم ممن وجدوا في المقدمة موضوعات وقضايا تدخل في تخصصاتهم، فإن اهتمام المؤرخين، فيما يبدو، بالمقدمة كان أقل نصيباً من اهتمام غيرهم بها، ربما لأن المقدمة في مجملها قد كتبت كما يقرر صاحبها، لتكون شعيناً على تحليل الأحداث التاريخية وفهمها، ولتكون قبل ذلك. بـ (علم العمران البشري والاجتماع الإنساني) الذي جاءت به معياراً للتحقق من صحة وصدق الروايات التاريخية. وقد وجد المؤرخون مثل هذه المعايير والقواعد في تفسير وفهم الأحداث التاريخية والتحقق من صدق رواياتها في المنهج الغربي الحديث للبحث التاريخي مما أغناهم عن النظر فيما ورد في المقدمة عنها، أو أنهم نظروا إلى المقدمة، في أحسن الأحوال، على أن ما فيها من فكر منهجي تاريخي (مفيد) ولكنه لا يقوى على الوقوف إلى جانب المنهج الغربي الحديث في البحث التاريخي، وهو من ثم لا يستحق العناية به ودرسه وحقيقة اعتماد مؤرخينا على منهج البحث التاريخي الغربي حقيقة واضحة لا تحتاج إلى إثبات بقدر ما تحتاج إلى تفسير، وهي تعكس افتقارنا لمنهج بحث تاريخي خاص بنا، لذلك فإن فكرة الدراسة التي بين أيدينا قد استمدت وجودها من التأمل في واقع فقر الفكر التاريخي العربي المعاصر لرؤية خاصة متميزة في البحث التاريخي، ومن واقع اعتمادنا في هذا المجال على ما أنتجه الفكر الغربي اعتماداً يكاد يكون تاماً، وهو أمر يتطلب دعوة مفكرينا ومؤرخينا لتغيير هذا الواقع بصياغة منهج عربي جديد للبحث التاريخي ينطلق فيما نرى من تراثنا الفكري الذي أفرز آراء وممارسات منهجية ونقدية بلورها الفكر الخلدوني ووظفها لصالح التاريخ، ويسترشد بتجاربنا الخاصة في ميدان الدراسات التاريخية ولا يغفل، في الوقت نفسه، الاستعانة بالفكر الغربي لما أحرزه من تقدم كبير في هذا المضمار.


ومن ثم فإن التعرف على منهج البحث التاريخي الخلدوني أمر ضروري لاعتماد هذا المنهج كمنطلق لبلورة منهج عربي خاص في البحث التاريخي. كذلك فإن أهمية المنهج الخلدوني لمثل هذا العمل تتجلى بمقابلته بالمنهج الحديث ذي المضمون الغربي، ذلك أن ابن خلدون قد قطع، كما سنتبين ذلك، شوطاً كبيراً من الطريق الذي رسمه الغربيون للدراسات التاريخية.


وإذا كانت الدعوة لوضع مناهج تاريخية منبعثة من طبيعة دراسات التاريخ الإسلامي وملائمة لها، هي دعوة سبق وأن نودي بها"، وهي تتصف، في واقع الحال، بأنها دعوة عملية لأنها ترى بأننا وإن كنا بحاجة ملحة إلى فهم النظريات والاتجاهات الحديثة في علم التاريخ لنستفيد منها في بحوثنا التاريخية، إلا أننا قد لا نستطيع متابعتها، وقد لا نتمكن من تطبيق قواعد البحث التاريخي الغربية على وجه تام في دراساتنا التاريخية، ومن ثم تتضح حاجة دراسات التاريخ الإسلامي إلى منهج خاص بها ... نقول إذا كانت هذه الدعوة تتصف بالعملية والواقعية، فإنها قد تكون أكثر أهمية وفائدة إذا ما عممناها على مجمل الدراسات التاريخية ولم نقصرها على التاريخ الإسلامي، وحينها يمكن القول بأن دراساتنا التاريخية المعاصرة بحاجة إلى (منهج) من وضعنا يعكس ملامح شخصيتنا وفكرنا واتجاهاتنا. ولوضع مثل هذا المنهج فإن من الضروري التعرف على المنهج الخلدوني الذي يشكل منطلقاً وأساساً، من ضمن منطلقات وأسس أخرى، لوضع منهج عربي جديد للبحث التاريخي ينأى عن محاكاة المناهج الغربية الحديثة والنقل الحرفي عنها دون إهمانها بالطبع، ويتلمس طرائقه وأساليبه الخاصة به.


ومن ذلك كله تتضح أهمية دراسة منهج البحث التاريخي الخلدوني الذي نعني به، في بحثنا هذا، التنظير الذي قام به ابن خلدون في مقدمته لما يجب أن يتبعه المؤرخ من أساليب، وما ينتهجه من طرق ليصل إلى فهم سليم للأحداث التاريخية بتعرفه على الأحداث الخاطئة والمزورة منها واستبعاده لها فليس المقصود بدراسة منهج البحث التاريخي الخلدوني هنا دراسة المنهج الذي اتبعه ابن خلدون في كتابة مؤلفه التاريخي (العبر)، فنحن بصدد الحديث عما (نظر) له ابن خلدون وليس عما (طبقه) من منهج تاريخي.


وجدير بالذكر أن المنهج الذي طبقه ابن خلادون في (العبر) فيه اختلاف عن المنهج التاريخي الذي وضع أسسه في المقدمة، فابن خلدون، في مجال علم التاريخ، لم يكن مؤرخاً من مستوى متميز بقدر ما كان (فيلسوفاً للتاريخ)، ذلك أن الباحثين الذين مخصوا (تاريخه) لاحظوا عدم التزامه بتطبيق (المنهج) الذي اختطه للمؤرخين في مقدمته، فهو بعد أن آخذهم على عدم نقدهم للأخبار ومن ثم قيامهم بنقل الأخبار غير الصحيحة والموضوعة، تجاوز هو مثل هذا (النقد) الذي وضع ضوابطه في المقدمة لينقل في (العبر) أخباراً ضعيفة لا تقوى على الوقوف بوجه تلك الضوابط النقدية عينها، مما جعل بعضهم يضعه في مرتبة لا تفوق مراتب معظم أقرانه من المؤرخين الذين سبقوه، وهي دون مرتبة بعضهم الذين تفوقوا عليه كمؤرخين". ولكنه على الرغم من ذلك كله يبقى ابن خلدون (مؤرخاً) بالدرجة الأولى، ومؤرخاً متميزاً، ليس بتاريخه، بل بتاريخه وما يتطلب فهم التاريخ من فكر نقدي ثاقب، ومن آراء في تحليل وتفسير أحداثه أودعها في المقدمة، تلك الأفكار والآراء الثرية التي استخلصنا منها (منهجاً للبحث التاريخي) تناثر في ثنايا حديثه في الصفحات الخمسين الأولى من المقدمة، ثم جاءت بقية المقدمة بما حوته من موضوع كلي العمران البشري والاجتماع الإنساني)، وموضوعات فرعية متفرقة أخرى، لكي تكون (معياراً) يوظفه المؤرخ في دراسته للتاريخ لاستخلاص التاريخ الصحيح."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب