لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب في فلسفة التاريخ - احمد محمود صبحي pdf

 تحميل وقراءة كتاب كتاب في فلسفة التاريخ للمؤلف أحمد محمود صبحي أونلاين بصيغة PDF.









معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : كتاب في فلسفة التاريخ.


المؤلف : أحمد محمود صبحي.


الناشر : مؤسسة الثقافة الجامعية.


 ‏الصفحات. 347.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



Ebook download PDF 



مقتطف من الكتاب :


"البعد الحضاري الديني لدى تويني


(ان الظروف الصعبة - لا السهلة - هي التي تستثير في

الامم قيام الحضارات) توینبی


تعد نظرية توينبي من أهم نظريات فلسفة التاريخ، فهو مؤرخ معاصر يعيش ويشاهد مشكلاتنا العالمية الامر الذي يجعل آراءه اكثر حيوية وأهمية من فلاسفة أو مؤرخين عاشوا في أزمنة خلت، كذلك حرص توينبى على أن يكون مؤرخا أكثر منه فليسوفا، وهو


ليس مؤرخا عاديا، بل لقد عكف على دراسة حضارات العالم بأسره قديمه وحديثه طوال نصف قرن تقريبا في عمق و خصوبة وموضوعية ومن ثم فان ما يوجه الى فلاسفة التاريخ من انتقاد انهم يقيمون ابراجا ضخمة مادة محدودة لا ينطبق عليه، وليست دراسته من قائمة على الاطلاع فحسب وانما حرص على أن يكون أكثر قربا من موضوع دراسته باسفاره ورحلاته، وهــــو من حيث دسامة المادة التاريخية لا يكاد يناظره مؤرخ آخر.


ومما يضفى على نظريته قيمة كذلك تقييمه الموضوعى الجميع الحضارات دون تفضيل للحضارة الغربية ، بل أنه استبعد وانتقد عدة أحكام كادت ان تستقر في فكر مؤرخى الغرب ، فالقول بوحدة الحضارات من أجل أن تعد الحضارة الغربية أعظمها قيمة ليس الا وهما راجعا الى سيادة الحضارة الغربية الحديثة في المجالين الاقتصادي والسياسي، وهى انانية تماثل ادعاء اليهود أنهم شعب الله المختار او قدامى اليونانيين أن غيرهم من الامم برابرة، فتقييم مؤرخى الغرب للحضارة الاوربية على أنها اسمى الحضارات خاطيء على العكس فان حضارات الجيل الثاني لتاريخ الانسانية اكثر خصوبة : الحضارة السوريانية التي انجبت المسيحية والاسلام، والسندية التي انجبت ديانتي البراهمة والبوذية، أما أن هذه الحضارات أكثر خصوبة وسموا فلان سير التاريخ يقوم على نمو مطرد فى الطاقة الروحية لتزود نفوس البشر بزاد روحی ومن ناحية المدد الزمنية فان الحضارة المصرية القديمة التي عمرت من الالف الرابعة قبل الميلاد حتى القرن الخامس الميلادي تعادل ثلاثة أمثال الفترة الزمنية لحياة المجتمع الغربي منذ قيامه الى الآن، كذلك ينتقد توينبى ما استقر في عرف مؤرخى الغرب من تقسيم ثلاثي للتاريخ الى قديم ووسيط وحديث، ان هذا يعد نظيرا لجغرافي يؤلف كتابا عن جغرافية العالم ولا يتناول الا اوربا والبحر المتوسط، ف التقسيم الثلاثى للتاريخ والتقويم الميلادي لا يعنيان شيئا بالنسبة لشعوب الحضارات الاخرى كالصين.


وقد يكون من اسباب انانية بعض مؤرخى الغرب اعتناق النظرية العرقية التي تعتبر الجنس النوردى ذا البشرة البيضاء والشعر الاصفر والعيون الزرقاء أو ما ايسميه نيتشه الوحش الاشقر اسمى الاجناس، ينتقد توينبى هذه النظرية كمؤرخ فيحصر الحضارات التي أسهم فيها النورد يون وتلك التي أسهم فيها غيرهم ليبين أن معظم الاجناس قد أسهمت في قيام الحضارات فضلا عن أن هناك عناصر بيضاء لم تسهم في قيام أية حضارة، واذا كان الجنس الحامي - العنصر الاسود - لم يسهم فى حضارة ما فان التفوق الروحى والفكرى لا يرتبط بلون البشرة وانما يرجع ذلك الى أن الفرصة لم تهيأ بعد أو لقصور الحافز.


كذلك يستبعد توينبى القومية كوحدة الدراسة التاريخية، ليس فحسب لانها قد ترتبط بالنزعة العنصرية وانما لان الامة جزء غير مكتف بذاته بل مفتقر الى ما هو اشمل منه، ومن ثم فان وحدة الدراسة التاريخية هي الحضارة التي تضم عدة أمم.


يتفق توينبى فى ذلك كله مع شبنجلر ، بل انه يشير الى انه حين قرأ نظرية شبنجلر عام ۱۹۲۰ شعر كما لو كانت الاسئلة التي كانت تشغل باله والموضوعات التي يريد ان يعالجها مطروحة أمام فكر شبنجلر حين وضع نظريته، ومع ذلك فهو لا يتفق معه تماما اذ يعده مذهبیا اكثر من اللازم ومؤمنا بالحتمية فى اسراف، والواقع أن الخلاف بين آرائهما هو اختلاف بين فيلسوف يؤرخ وبين مؤرخ يتفلسف.


قيمة آراء توينبي بالنسبة لغير الاوربيين هي موضوعية خلصته من أوهام كثير من مؤرخى الغرب فتجاوز نطاق الفكر الاوربي الى مستوى عالمى، اذ ان مادته التاريخية من الخصوبة والتنوع الى حد الا يغفل حتى في الامثلة الجزئية احداث حضارة ما، ومن ثم يجد الصيني والهندي اهتماما بحضارتيهما يكاد يتكافا مع اهتمامه بالحضارة الاوربية.


على أن الامر أكثر اثارة للاهتمام بالنسبة للعربي الذي يواجه معركة المصير مع اسرائيل ثم يعرف رايه فى الحضارة اليهودية انها حضارة متحجرة، وان اليهود قد انتجوا بسبب تحدى التشتت لا بالرغم من أن التشتت كما يدعون ومن ثم فان اجتماعهم في دولة يعنى زوال عامل التجدى الذى جعلهم منتجين فضلا عن أن هذا الاجتماع تحد كاف للعرب يستثيرهم عليهم ومن ثم تتكرر مأساة اليهود في الاضطهاد والتشتت، ولا يوطد هذا الراى ايمان العرب بقضيتهم فحسب باعتباره صادرا من مؤرخ محايد وانما يثير فينا الشوق الى دراسة نظريته التي أدت به الى هذا الراي.


ولا ينتقد توينبى المؤرخين فحسب ولكنه يناقش نظريات فلسفة التاريخ تمهيدا لنظريته، يقول عن هيجل : هناك نظريات ربطت التاريخ بفكرة الروح فذهبت الى أن الروح تتمثل في مجرى، تستند هذه النظرية الى مسلمة - وهى انه ليس للفرد روح التاريخ مستقلة وانما هو جزء من المجتمع - ومن ثم ذهبت هذه النظرية الى تقديس المجتمع ممثلا في الدولة، ولقد كان قادة الفكر في الحزب النازي يسعون الى تقديس المانيا في قلب كل الماني، لقد استبدلوا بعبادة الله عبادة الدولة، أو بالاحرى عبادة التنين وهذه كارثة اخلاقية حتى في صورتها المعتدلة، وان كان هناك جانب حق في هذه الفكرة الخاطئة فهو أن الفرد كائن اجتماعي لا يحقق امكانياته وطاقاته الا في علاقاته مع الآخرين.


تقابل هذه النظرية نظرة اسكاتولوجية «اخروية جعلت معنى الروح كامنا خارج التاريخ اى فى العالم الآخر، وقد بدات هذه النظرية متأثرة بالرواقية والا فلاطونية المحدثة وكذلك البوذية، ان هذه النظرة اللاهوتية في تفسير التاريخ انما تفسر المسيحية تفسيرا خاطئا لانه لو كان العالم تافها الى حد الا تصبح للحقيقة وجود الا في العالم الآخر فكيف يمكن تفسير عقيدة الصلب من اجل خلاص أرواح البشر فى هذا العالم، لقد عرضوا العقيدة لهجوم العلمانيين ثم هم تحولوا عن البحث عن صنع الانسان فى التاريخ الى البحث عن

خطة الله فيه."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

لمحات من تاريخ المغرب هي منصة إلكترونية رائدة متخصصة في نشر كتب التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والفلسفة. ويتيح للقراء الوصول إلى تشكيلة واسعة من مصادر ومراجع هذه العلوم ...

جميع الحقوق محفوظة

لمحات من تاريخ المغرب