كتاب السوسيولوجيا والتاريخ للمؤلف دروبيشينا - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
عنوان الكتاب : السوسيولوجيا والتاريخ.
تأليف : ل.م. دروبيشينا.
ترجمة : د. علي نمر دياب.
الطبعة الاولى : 1981م.
الناشر : دار الحداثة للطباعة و النشر، بيروت لبنان.
عدد الصفحات : 162.
حجم الكتاب : 4.05 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"الحاضر في اعمال المؤرخين والسوسيولوجيين
غالبا ما يواجه المؤرخون الذين يدرسون الماضي السحيق ، صعوبات في القاعدة المرجعية لابحاثهم. لذلك يحسدون قليلا المؤرخين المهتمين بتاريخ المجتمع السوفياتي. فلم يعد تحليل الماضي بهذه البساطة رغم توفر المراجع بالمواد الفنية. ولا تبدو العلاقات السببية لظواهر الحقبات التاريخية الماضية بهذا الوضوح، لافتقارنا الي المراجع الاحصائية التي تؤكد الادلة العامة، بالاضافة الى غموض ردود فعل الناس السيكولوجية تجاه الاحداث التي تتم في الحاضر، الخ ومن هنا يزداد اهتمام المؤرخين الذين يحللون وقائع الحاضر بالعمل المشترك مع السوسيولوجيين، والذي يساعدهم في كشف العلاقات السببية والاجزاء الملموسة والغامضة في بحثهم للعمليات التاريخية، من خلال طبيعة ابحاثه المتشابكة.
يتنوع البحث التاريخي للماضي القريب. ومن العسير هنا تبيان جميع منجزات علم التاريخ في تحليل تاريخ المجتمع السوفياتي في فترة الاشتراكية المتطورة، كما يعتبر مجال الابحاث السوسيولوجية واسعا جدا.
فستتركز عناية البحث هنا على مسائل المدينة والقرية العمل وأوقات الفراغ، العائلة والعلاقات القومية وعلى التغيرات في الفروق بين الطبقات وداخلها وهكذا.. وسنكرس عرضنا المقبل لتلك الابحاث السوسيولوجية التي تجد اهتماما كبيرا لدى المؤرخين ايضا، تلك الابحاث التي توسع تصوراتنا حول بنية المجتمع الاجتماعية وسيكولوجية الطبقات والفئات والجماعات الاجتماعية.
ان احدى اهم الموضوعات الرئيسية في كتابة تاريخ المجتمع السوفياتي، هي تاريخ الطبقة العاملة السوفياتية. و سننظر عن كثب بعض الاعمال السوسيولوجية التي توسع امكانيات بحث المؤرخ في هذه الموضوعة.
1 - جوانب جديدة في بيوغرافيا الطبقة العاملة -
تصور الطبقة العاملة في الادبيات التاريخية مرة كموضوع للتاريخ يبحث في هذه الحالة تطور الطبقة العاملة في مجرى التغيرات الاجتماعية في البلاد وأخرى كصانع للتاريخ، وذلك يعني : كقوة فاعلة ونشيطة في التغيرات الاجتماعية.
·
يشيد المؤرخون المختصون بالطبقة العاملة، انها كانت توضع في مركز الاهتمام حتى الماضي القريب كصانع للعمليات التاريخية، ولم تبحث التغيرات داخلها الا في بعض الاعمال القليلة. ولقد تركزت تحليلات المؤرخين قبل كل شيء على تركيب الطبقة العاملة حسب المرتبة، المستوى الثقافي، مدة الخدمة في المهنة ومجموعات العمرة.
وادى الفهم المعمق للارث اللينيني بالضرورة الى تقسيم الطبقة العاملة الى فئات وجماعات متعددة على اساس مواصفات شاملة.
ان بحث مجمل طموحات افراد مجتمع ما او مجموعة منه، تمكن فقط من تحديد نتيجة هذه الطموحات علميا ونجد في اختلاف وضع وظروف حياة الطبقات التي ينقسم اليها المجتمع الاساس في تناقض الطموحات». وتبعا لذلك يتوجب على الانسان في دراسته لبنية المجتمع السوسيولوجية ان يأخذ بعين الاعتبار مجمل الملامح الاقتصادية السوسيوسيكولوجية والايديولوجية لكل الطبقات، المجموعات والفئات لنتذكر أن لينين لم يقتصر في تمييزه للطبقة العاملة على مجموعات المهن، التأهيل، مدة الخدمة المهنية والاصل الاجتماعي، ثم أطلق صفات متنوعة على هذه الفئة العمالية او تلك. وكتب لينين : لكل ما يخصه، فلكل فئة اجتماعية أسلوبها في الحياة وعاداتها وميولها».
وكتب لينين حول الفئة التقدمية في الطبقة العاملة، فوصفها بالاكثر وعيا، ثقافة، تطورا، تأهيلا والاعلى اجرا.
وكان لينين في حينه يضع عمال التعدين في عداد هذه الفئة قبل غيرهم. وتحلل الابحاث السوسيولوجية العيانية بنية الطبقة العاملة كافة من الجوانب.
من المعروف عموما ان هناك عمالا في نفس المهنة ومجموعة العمر ومتساوين في الخدمة يتقاضون أجرا مختلفا، ويتمايزون ايضا في مواقفهم تجاه الاحداث السياسية والعمل، ولديهم تأهيلا مهنيا مختلفا.
بماذا يحدد الوضع الاقتصادي ـ الاجتماعي لفئات العمال المتعددة، وكذلك ملامحها الاجتماعية - السياسية والسيكولوجية ؟
لقد وصل السوسيولوجيون الى الاستنتاج ان طابع العمل في الظروف الاشتراكية يكمن في التمايز داخل الطبقة نفسها، وتتشكل حسب هذه الميزة المجموع التالية في الطبقة العاملة :
عمال عمل جسدي دون تأهيل، عمال عمل غير جسدي من غير تأهيل خاص غير مؤهلين وكذلك مؤهلين قليلا، عمال مؤهلين لعمل جسدي في الغالب على الآلات والماكينات : عمال مؤهلين غالبا لعمل جسدي يدوي، عمال ذوي تأهيل عالي لعمل ذهني وجسدي.
وتستخدم في الابحاث بعض التجمعات الاخرى على سبيل المثال : عمال العمل اليدوي غير المؤهلين - والمؤهلين قليلا، عمال الشريط الآلي، الذي يتطلب تأهيلا مهنيا متوسطا، عمال عمل ممکنن دون نظم محدد وبمستوى تأهيلي متوسط، منظم، ميكانيكيي التصليحات، عمال الاجهزة المؤتمتة.
تیقی مبادىء التصنيف متشابهة بوجه الاجمال، رغم الفروق في تقسيم العمال حسب طبيعة ومحتوى عملهم في الابحاث المختلفة. ويضيف السوسيولوجيون الى كل بحث - عياني توصيفا ثابتا لمجموعات العمل حسب العمر، التعليم، الاجر والممارسة. وتحك بل ملامح هذه المجموعات السيكولوجية والاجتماعية - السياسية على اساس هذه الملامح الاجتماعية الاقتصادية.
لقد اعطت التوصيفات اللينينية الخواص سلوك وسيكولوجية الطبقة العاملة المثل للمؤرخين والسوسيولوجيين. لقد اكد لينين خاصة على استعداد العمال لوضع المصالح الطبقية فوق المصالح الفئوية، وحقدهم مقابل اشكال الاستغلال، والانضباط والتنظيم واستعدادهم للتضحية مقابل مصالح المجتمع، واستعدادهم وتلاحمهم وقدرتهم لوضعها مئات المرات قيد الاختبار وتحسينها من أجل الوصول الى الاهداف الدفينة، وحقدهم واحتقارهم مقابل البورجوازية الصغيرة والاذلال، وطموحهم من اجل مستوى ثقافي اعلى.
وتترك قراءة بعض الاعمال في وصفها الممل للعمــــال تأثيرا بائسا . وينجم هذا البؤس عن استمرارية بعض المؤرخين بالتقيد تجاه التفسيرات الموروثة.
ولنأخذ على سبيل المثال علاقة العمال بالعمل. لقد انحصرت دراسة هذه العلاقة في الابحاث التاريخية حتى الماضي القريب في مشاركة العمال في المباراة الاشتراكية».
ويجري التعرض أحيانا لمكافحة الاهمال في العمل وللجنة الانتاج والمساهمة العمال في العقلنة Rationalisierung اثناء معالجة المراحل الأولية في تاريخ المجتمع السوفياتي، لكن العلاقة بالعمل تبقى أغنى من ن ذلك بكثير. لنفكر فقط بمدى الاعتزاز الذي نتحدث فيه عن معارفنا وأصدقائت
«المتفانين في أعمالهم ... ونستمع احيانا أخرى «اف علي ان اذهب غدا صباحا للعمل ثانية .. او تصدح احيانا في اذاننا دونما اكتراث اعيش من سبت لآخر». وغالبا ما. نستشهد بقول ماركس القديم : ليس العمل حاجة فقط او سيكون كذلك، وانما سيكون مصدر المتعة في المستقبل البعيد». وليس من الصعب معرفة ان مثل هذا العمل ليس شيئاً مستقبليا، وانما موجود في حاضرنا، بل وجد دوما ويعود ذلك الى ان هذا العمل لم يدرك كعمل. لقد نوه اينشتاين مرة بأنه لا يعمل في اليوم الا اربع ساعات، وحدد بذلك الوقت الذي يتواجد فيه جالسا في غرفة العمل. فعملية التفكير خارج هذه الغرفة ليست عملا كما نظر اليها اینشتاین، وعندما يحقق العمل الرضى والمتعة، سنشعر به كحاجة وليس كعمل صعب.
ويحاول السوسيولوجيون ان يلموا بتنوع علاقة الناس بالعمل، كعلاقة عمل لمجموعات العمال على اختلافها ضمن الظروف المعاصرة .. لقد درس علماء لينينغراد بصورة خاصة علاقة الشبيبة بالعمل ، ويكتسب ذلك اهمية خاصة لان الشبيبة ستغدو في عشر سنوات مركز الطبقة العاملة.
وتشكل نسبة العمال الشباب في لينينغراد ما بين ١٨ - ٣٠ سنة ٤٠ بالمئة من تعداد المعامل."
رابط تحميل الكتاب :
