تحميل وقراءة كتاب كتاب العز والصولة في معالم نظم الدولة - الجزء الأول - مولاي عبد الرحمن بن زيدان. بصيغة إلكترونية PDF
معلومات عن الكتاب :
عنوان الكتاب : العز والصولة في معالم نظم الدولة.
الجزء : الأول.
المؤلف : مولاي عبد الرحمن بن زيدان ( مؤرخ الدولة العلوية ).
طبع بالمطبعة الملكية بالرباط سنة 1961 م.
حجم الكتاب : 12.1 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
Ebook download PDF
مقتطف من الكتاب :
"نظام تعليم الأبناء
قد شرق وغرب حديث اعتناء ملوك دولتنا العلية العلويه بتعليم ابنائههم، وأفلاذ اكبادهم تعليما صحيحا، واختيارهم لهم الاساتذة الماهرين العارفين باساليب التعليم النافع، المعروفين بالصلاح والدين المتين، وابعادهم عن امهاتهم وأقاربهم، والحيلولة بينهم وبين الرفاهية ومظاهر الابهة، وفخفخة الملك، وعظمة السلطان، لعلمهم ان ذلك من أعظم القواطع والعوائق عن التحصيل، والوصول الى مقامات الرجال، المقتدى بهم في الاقوال والافعال، وقد اوردنا من شواهد ذلك فى مؤلفاتنا التاريخية وبالاخص (النهضة العلمية) ما شفى و كفى، فلنقتصر هنا على ایراد كتاب وزيرى للخليفة الامامي يدل على ان السلطان أذن وعين في تعليم اولاده، وسير الاساتذة معهم، لا يعقل ولا يتغافل، لفظه هذا
سیدنا وابن سيدنا سيدى مولاى الحسن، حفظك الله وسلام عليك ورحمة الله عن خير سيدنا نصره الله، وبعد فقد وصلنا كتابك، اخبرت فيه ان سيدى الكبير حفظه الله ختم سورة الرحمان، ودفعت له عشرة مثاقيل ختمة، وطلبوك اهل الدار في جعل الزردة له، وتوقفت عن الاذن الشريف، أطلعنا سيدنا نصره ه الله عليه، فاستغرب دامت سعادته وصوله السورة المذكورة، وهو دخل اصلحه الله للجامع فى المحرم، وقال الا ان يكون المؤدب الذي يقرئه يلعب معه، وينقز له، او انت سهوت عن لفظ السورة التي وصلها، وقال ايضا دامت سعادته : فان كان ختم سورة غير الرحمان فما دفعت له من الختمة فيه كفاية، وان كان ختم الرحمان فالفقيه الذى يقرأ عليه لا يقرئه قراءة الجد، وانما يلعب معه، وليس ذلك المقصود. هذا ويامرك سيدنا نصره الله ان تكون تدفع لسادتنا الشرفاء الختم لمن ختم منهم، ومقدار ما تدفع لهم من مثقالين الى ثلاثين اوقية لكل لوحة، وعلى المحبة والسلام في 3 جمادى الاولى عام 1281. موسى بن احمد لطف الله به صح من اصله بخطه
وقد ختمت القرءان الكريم أيام السلطان المقدس مولاي الحسن، فذهبت لجلالته بلوحى اطلب من علاه الختمة، وكان لوحى مكتوبا بخط مؤدبي من جهتيه، فأخذ اللوح منى وقرأه، ثم سألني عن الخط لمن هو ؟ فقلت الفقيه ! فقال هذا غش، لا ينبغى، فليترككم تكتبون الواحكم بيدكم، وسألومه ونفذلى لدى حاجبه احمد بن موسى المذكور ما يدفع للفقيه في الختمة غاب عني قدره.
نظام تعليم البنات
قد كان لدولتنا العالية اهتمام زائد بتعليم البنات، شريفات ومشروفت، لأن النساء شقائق الرجال في الاحكام، ولم تخل القصور الامامية في حين من الاحيان من استاذ من جلة خيار الاساتذة وأنزههم واسنهم ممن لا أرب لـه في النساء اء، ولا شغل له الا تعليم البنات القراءة والكتابة، والضروري من علوم الدين الذي لا يسع الـ المكلف جهله شرعاً، ولا تخلو القصور من الكتاتيب المعدة لذلك ولا تكون الا داخل باب القصر تحت رعاية واشراف الطواشين، ولا بد لكل شريفة تتعلم من مرافقة دايتها تراقبها داخل المكتب، ولا يشاركهن في القراءة معهن بمكتبهن، ذكر ولو كان أصغر منهن، أو شقيقا لهن.
ياتي المؤدب وقت شروق الشمس ولا يبارح مكتب التعليم الا بعد أداء فريضة العصر مع المتعلمات، ومعهن يكون فطوره وغذاؤه يتناول كفاية من الطعام أولا، ويرد الباقي عليهن، أما عشاؤه فيذهب به الى داره، ولا تعطل القراءة الا في يوم الخميس وبعد زوال يوم الاربعاء وصبيحة يوم الجمعة الى الساعة الثانية بعد الزوال، أما عطلة الاعياد ففى عيد الفطر تبتدى العطلة من 20 رمضان، وتنتهى بانتهاء سابع شوال، وفي عيد الاضحى تبتدى من فاتح ذى الحجة وتنتهى بانتهاء اليوم السابع عشر منه، وفي عاشوراء من صبيحة اليوم العاشر الى غروب اليوم الثالث عشر، وفى العيد النبوى من فاتح ربيع الاول الى تمام التاسع عشر منه، والثلاثة ايام الاخيرة من شعبان، ويسمون تلك الايام التي عطلت فيها القراءة (العواشر).
فاذا ختمت البنت القرءان الكريم ينعم على الفقيه بصلة، وتقام حفلة ختم القرآن لمن ختمت، ويرفع لوحها الذي تقرأ فيه على منصة، وياتي جميع من بالقصور بالهدايا الثمينة يضعونها على ذلك اللوح، نقودا وثيابا رفيعة مخيطة وغير مخيطة، ويقدم الجميع للاستاذ المقرى "، ويخرج من القصر عــدد مهم من قصع الكسكس للمسجد المعد للصلاة برحاب باب القصر، وقوارير ماء الزهر والورد وقماقمه، ومجامير الطيب ويستدعى الاستاذ المقرىء لتناول دلك غيره من الاساتيذ المؤدبين، فيحضرون ذلك الاحتفال، ويوزع الطعام على السجون والزوايا وأضرحة الصالحين
فاذا بلغت البنت السنة العاشرة من عمرها احتجبت ولم يبق لها سبيل للخروج للمكتب، ولا رؤية المؤدب، وتقبل على التعليم البيتي، والتقاليد العائلية، كالطبخ والخياطة والطرز وتربية الاطفال وغير ذلك مما يلزم للمرأة تحضيره في بيتها، ولم تكن توجد بنت شريفة أو مشروفــة ولو مــن وخش الرقيق ولدت بالقصور السلطانية أو أدخلت اليها قبل السابعة من عمرها لا تحسن الكتابة والقراءة الا نادرا، وربما وجد في نساء القصر من كانت تقرأ برواية البصرى كالدرة المكنونة السيدة حفصة بنت السلطان المنعم سيدنا الجد عبد الرحمان بن هشام، وما زال ولدها الشريف الاديب أبو على الحسن بن العربي حيا يرزق، وقد أخبرني أن اللوح الذي كانت تقرأ فيه رواية البصرى لم يزل محتفظا به الى هذه الايام الاخيرة، أما من يحفظ رواية ورش فكثير، وقد كان قدس الله روحه عين لاقراء بناته بفيلالة الشريف العلامة المشارك مولاى الشريف بن على بن عبد الرحمن بن محمد بن الحران بن محمد بن حرون بن على الشريف دفين مراكش. ومن جملة البنات اللاتي كن يقرأن على الفقيه المذكور لا لا حبيبة، ولالا أسماء، ولالا مريم، ولالا ستى
وهذا السلطان إنما هو مقتد في ذلك ومتبع لسنن من قبله من أبـائـه وجدوده المتقين
وقد كان في نساء القصور السلطانية من تقوم بتعليم غيرها القراءة والكتابة ممن لهن رغبة فى ذلك وفاتهن زمان التعليم عند الاستاذ الراتب، ولم يزل العمل جاريا على تعليم البنات وتخصيصهن بمكتب يقرأن فيه، ومعلم يعلمهن الى ما بعد عام سبعة وعشرين وثلاثمئة وألف.
واليك نص ظهير في الامر بذلك بعد الافتتاح والختم الملكي، نقش داخله عبد الرحمن بن هشام الله وليه
وصيفنا الارضى الباشا القائد الجيلالي بن بوعزة. وفقك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فقد وصلنا كتابك مخبرا بامتثال أمرنا في شأن الطالب السيد عبد الرحمن المدغرى، وتوليته اقراء الشريفات، والصلاة بمسجد المدرسة، الله يرضى عنك ويصلحك، امين، والسلام في 28 ذي القعدة الحرام عام 1258 صح المراد من اصله"
رابط تحميل الكتاب
