لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب أصول البحث التاريخي - د. عبد الواحد ذنون طه pdf

 تحميل وتصفح كتاب أصول البحث التاريخي للدكتور عبد الواحد ذنون طه - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم كتاب : أصول البحث التاريخي.


المؤلف : د. عبد الواحد ذنون طه.


الناشر : دار المدار الاسلامى.


تاريخ النشر: 2004م.


الطبعة : الأولى.


عدد الصفحات : 297.


حجم الكتاب : 6.87 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"التدوين التاريخي في الحضارة العربية الإسلامية.


يرجع اهتمام العرب بالتاريخ إلى العصور التي سبقت ظهور الإسلام، فعلى الرغم من أن التدوين التاريخي يكاد يكون معدوماً، باستثناء بعض النقوش القليلة الموجودة على الآثار الباقية في اليمن، وشمال شبه الجزيرة العربية، فإن العرب عرفوا نوعاً من التاريخ الشفهي الذي يعتمد على رواة هم أقرب إلى القصاص، كانوا يروون أخبار القبائل وأيامها التي تدور حول غزواتهم ومعاركهم، كما أن كل قبيلة كانت تحفظ أنسابها، لتبقى نقية من كل شائبة ولتفاخر به بقية القبائل الأخرى. وقد استمر اهتمام العرب بالتاريخ إلى ما بعد ظهور الإسلام، وازداد بسبب ظهور عوامل جديدة منها العناية بدراسة الحديث، وسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فضلاً عن القضايا السياسية والإدارية والاجتماعية الأخرى، التي برزت على مسرح الأحداث، ولاسيما مسألة الخلافة، وإدارة المناطق المحررة وطرق تنظيمها وحكمها.


وكان لقيام الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه في وضع تقويم ثابت، هو التاريخ الهجري، أثر كبير في نشأة الفكرة التاريخية عند العرب، ومنذ ذلك الحين، أصبح توقيت الأحداث (أو تاريخها) هو العمود الأساس للدراسات التاريخية، كما قام الخليفة عمر بن الخطاب أيضاً بتأسيس الديوان، أو السجل الذي يُكتب فيه أسماء المقاتلين وأهليهم بحسب قبائلهم، وهذا أعطى للأنساب أهمية جديدة، وكان دافعاً إضافياً للاهتمام بدراسة الأنساب د. وقد جرت في حدود منتصف القرن الأول للهجرة السابع للميلاد محاولات أولية تركزت على الاهتمام بجمع وتدوين أخبار العرب قبل الإسلام، والأقوام المجاورة لهم، والقصص، والأنساب والمغازي والسِّير. وتشير المصادر التاريخية، إلى أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ / 661 - 680م) كان أول من اهتم بهذه المعرفة التاريخية في العصر الأموي وشجعها، وقد استعان ببعض العلماء اليمانيين لتحقيق هذه الغاية، أشهرهم عبيد بين شرية الجرهمي (ت 70هـ/ 689م) الذي استدعاه ليروي له الأخبار المتقدمة عن الماضين من العرب وغيرهم، ولاسيما ملوك اليمن وتواريخ حكمهم، فحدثه عن ذلك في مجالس كثيرة، وقد أمر معاوية كتابه بتدوين هذه المعلومات وتسجيلها ونسبتها إلى عبيد بن شرية خوفاً عليها من الضياع. وقد دونت هذه المعارف تحت عنوان كتاب الملوك وأخبار الماضين، وهي بهذا تمثل مرحلة أولية في التدوين التاريخي.


أما الكتابة التاريخية المنظمة عند المسلمين، فقد تأثرت بدراسات الحديث النبوي الشريف، الذي اهتم المحدثون كثيراً بجمعه، ومعرفة رواته والتأكد من صدقهم، لما في ذلك من أهمية في تحقيق الحديث، سواء كان ذلك في رواياته أو في مصطلحه واهتم علماء الحديث في وضع قواعد نظرية وتطبيقية تتصف بالدقة والاتقان للتأكد من متن الحديث وإسناده أي نصه، وسلسلة الرواة الذين يروون الحديث، وعلى الرغم من أن هذه الدراسات بالأساس من عمل المحدثين، وأنها كانت هي مقتصرة، بالدرجة الأولى، على دراسة الحديث، فإنها كانت على علاقة وثيقة بالتاريخ، لأن دراسة المتن ،والإسناد هي من صميم الدراسات التاريخية لأنها تبحث في الماضي. يضاف إلى ذلك أن كثيراً من المحدثين كانوا مؤرخين في الوقت نفسه فاستفادوا من هذه الطريقة في دراسة التاريخ.


ويسمى العلم الذي وضعه علماء الحديث لنقد الرواة بعلم الجرح والتعديل الذي يقوم على معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد روايته وما يتعلق بذلك من قدح وجرح وتوثيق وتعديل. وقد أصبح هذا العلم منذ منتصف القرن الثاني للهجرة الثامن للميلاد، علماً ذا قواعد وأصول ووقفاً على الخاصة من العلماء المتخصصين الذين يحق لهم الحكم على الرجال، أي الرواة من حيث ما ورد في شأنهم مما يعيبهم أو يزكيهم، بألفاظ مخصصة وتوصل هؤلاء العلماء إلى قواعد ثابتة فيمن يحتج بروايته، بحيث يشترط فيه أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً سالماً . من أسباب الفسق وما يشين المروءة، وأن يكون عدلاً ضابطاً لما يرويه، حافظاً إن حدث من حفظه، ضابطاً للكتابة إن حدث من كتابه، ومن هؤلاء العلماء الذين أكدوا على أهمية الجرح والتعديل والتأكد من المرويات أي متون الأحاديث: الإمام مالك بن أنس (ت) (179هـ / 795م)، والإمام أبو حامد الغزالي (ت 505هـ/ 1111م) والقاضي عياض بن عياض (ت544هـ/ 1149م) والحافظ الفقيه ابن الصلاح الشهرزوري (ت 643هـ/ 1245م).


يتبيَّن مما أشرنا إليه قبل قليل أن بدايات علم التاريخ عند العرب المسلمين سارت في اتجاهين أساسيين هما الاتجاه الإسلامي أو الاتجاه الذي ظهر عند أهل الحديث والاتجاه القبلي أو اتجاه (الأيام) الذي يعكس التيار القبلي الذي استمر في مجتمع صدر الإسلام ، وقد نشأ هذان الاتجاهان في مركزين ثقافيين في الدولة العربية الإسلامية، الأول في المدينة المنورة، التي هي دار سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والثاني في الكوفة والبصرة اللتين أنشئتا بعد تحرير العراق. ويشير الباحثون عادةً إلى مدرستين تاريخيتين تمثل كل منهما أحد هذين الاتجاهين، هما مدرسة المدينة ومدرسة العراق، وقد حصل تأثير متبادل بين هاتين المدرستين التاريخيتين، ثم ظهر تفوق الاتجاه الإسلامي واضحاً، بحيث غلب اتجاه أهل الحديث في الكتابة التاريخية.


لقد أدى اهتمام المسلمين بجمع أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) منذ نهاية القرن الأول للهجرة إلى توافر مادة تاريخية غنية جداً، تتعلق بسيرة الرسول والغزوات التي اشترك فيها، فكان ذلك دافعاً إلى ظهور التدوين التاريخي بشكل منظم حيث وجد المؤرخون العرب الأوائل في تدوين ما يتعلق بسيرة الرسول وغزواته وآثاره شيئاً يحقق ما في نفوسهم من تعلق به وحب لتخليد ذكراه. وهكذا فإن الاتجاه العام لكتابة التاريخ عند العرب قد بدأ انطلاقاً من اهتمام المؤرخين الأوائل بتيار المغازي والسير المتفرع من علم الحديث وكان رواد دراسة المغازي محدثين، فاهتموا بالإسناد أو سلسلة الرواة ما ولد نظرة ناقدة إلى الروايات أو مصادر المعلومات، وأدخل عنصر البحث والتحري في جمع الروايات وكون أساساً متيناً للدراسة التاريخية)."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب