لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التجربة المغربية في كتابة تاريخ المغرب الإقتصادي: الفترة الحديثة نموذجا - عثمان المنصوري pdf

 تحميل وتصفح مقالة "التجربة المغربية في كتابة تاريخ المغرب الإقتصادي: الفترة الحديثة نموذجا" للمؤلف عثمان المنصوري - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF











معلومات عن المقالة :


عنوان المقالة : التجربة المغربية في كتابة تاريخ المغرب الإقتصادي: الفترة الحديثة نموذجا.


تأليف : عثمان المنصوري.


المصدر : أسطور.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"أهم توجهات الكتابة التاريخية المغربية عن الفترة الحديثة


بعد استقلال المغرب في عام 1956، بدأت الجامعة المغربية تستقبل طلابا مغاربة شكل بعضهم في إثر ذلك النواة الأولى لأساتذة الجامعة الذين سيشرفون لاحقا على البحث التاريخي المغربي ويبصمونه بأفكارهم وتصوّراتهم لما سيكون عليه هذا البحث في العقود التالية. وكانت كلية الآداب في جامعة محمد الخامس في الرباط المهد الذي احتضن أوّل الأبحاث المتعلقة بتاريخ المغرب، كما احتضن كبار الأساتذة الذي أثروا إلى حد بعيد في البحث التاريخي وأثروه بإنتاجاتهم وإشرافهم عليه وتوجيههم له. ويطول المقام بنا لو أردنا عرض هؤلاء الروّاد واتجاهاتهم في كل التخصصات، يكفي أن نذكر بعض الأسماء، مثل محمد القبلي وعبد الله العروي وجرمان عياش ومحمد حجي وإبراهيم بوطالب ومحمد زنيبر ومحمد المنوني، وغيرهم من كبار المؤرخين المغاربة، في شتى التخصصات، لكننا سنقتصر هنا على ما يتعلق بالفترة الحديثة.


بدأ البحث في تاريخ المغرب الحديث، بصفة محتشمة، وبدأت أولى الرسائل الجامعية تناقش مع مطلع الستينيات. لقد ورث الأساتذة الرواد إرثًا ثقيلا عن الحقبة الاستعمارية التي خلف باحثوها رصيدًا كبيرًا من الأبحاث المتعلقة بالفترة الحديثة. وبقي تأثيرهم قائمًا بفضل استمرار شعبة التاريخ بقسمها الفرنسي حتى عام 1974، على يد بعض الأساتذة المهتمين بتاريخ المغرب الحديث، وعلى رأسهم برنارد روزنبرجي الذي أشرف على تدريس الطلاب المغاربة وتأطيرهم في المغرب أولًا، ثم تابع اهتمامه بتاريخ المغرب الحديث بعد عودته إلى فرنسا، واعتمد في معظم أبحاثه على هذا الإرث الوثائقي المهم، وأنجز عددًا من الدراسات التاريخية الجديدة والرائدة في مجالها. وقد اقتفى أثره في ذلك بعض طلابه، سواء في الاعتماد على المصادر الأصلية أو في تناول مواضيع تخرج عن النطاق السائد والمواضيع العامة السياسية والدينية.


في موازاة مع إنشاء أول شعبة معربة للتاريخ وجد الروّاد الأوائل للبحث التاريخي فراغا كبيرًا ناتجا من نقص التأطير، وقلة الإمكانات، وقلة المصادر والوثائق. وزاد ذلك النقص مع إغلاق القسم الفرنسي من شعبة التاريخ في كلية الآداب بالرباط، في عام 1973، فانبروا لسد هذا الفراغ، عن طريق تثمين المصادر والوثائق المغربية وتوجيه الاهتمام إلى المواضيع التي تهم التاريخ المغربي على الخصوص، من دون القطع مع الإرث الفرنسي.


لا يمكن الحديث عن رواد البحث في تاريخ المغرب الحديث من دون ذكر محمد حجي، الذي ترك بصمات واضحة على البحث في الحقبة الحديثة، وذلك بفضل دروسه وكتاباته، وإشرافه على العديد من الرسائل والأطروحات الجامعية، والمبادرات الكثيرة التي اتخذها من أجل فتح الآفاق أمام الباحثين وتنويع أساليب البحث، وتوفير المادة المصدرية اللازمة للنهوض به، وكان وراء توجه معظم الباحثين إلى الخوض في مختلف أنواع البحث ومواضيعه ومن بين أهم هذه التوجهات.


البحث في التاريخ الفكري والديني : كان محمد حجي من أوائل المشتغلين بالتاريخ الديني والفكري في المغرب الحديث، وكانت الانطلاقة من بحثه الآنف الذكر عن الزاوية الدلائية، الذي عزّزه في ما بعد بأطروحته عن الحركة الفكرية في عهد السعديين، وكان ذلك في إطار توجه عام يهدف إلى الاهتمام بهذا التاريخ، برؤى جديدة، وبالاعتماد على المصادر والوثائق المغربية بالدرجة الأولى. وحذت حذوه مجموعة من الباحثين الذين اشتغلوا بمواضيع التاريخ الفكري والديني المغربي على مدار عدة عقود إلى وقتنا الحالي، سواء تحت إشرافه أو إشراف أساتذة آخرين، ودعموه بدراسات عن المجتمع المغربي، ومن بينهم على سبيل المثال، عبد اللطيف الشادلي الذي أنجز رسالة دبلوم الدراسات العليا عن حركة المجاهد العياشي، ثم أنجز أطروحته عن التصوف والمجتمع، وعبد المجيد قدوري الذي أنجز رسالته لنيل دبلوم الدراسات العليا عن الشيخ أبي محلي، من دون أن ننسى الدراسة المهمة التي أنجزها محمد القبلي عن دور النسب الشريف في قيام دولة السعديين. واستمر هذا التوجه وتعزّز بدراسات منوعة عن التصوف والزوايا والعلماء، أنجزها جيل آخر من الباحثين من كلية الآداب، الرباط، ومن غيرها من الكليات الجديدة، خاصة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز - فاس. ولا يتسع هذا التمهيد لعرض ما أنتجه هؤلاء الباحثون، لكننا نكتفي بالإشارة السريعة إلى بعض الأسماء على سبيل المثال، ومنهم محمد مزين الذي أنجز أطروحة بالفرنسية بعنوان: عصر الأولياء والشرفاء : محاولة في التاريخ الاجتماعي المغربي من خلال الكتابات النوازلية الدينية "، وعبد الله نجمي الذي أنجز دراسة عن طائفة العكاكزة"، وأحمد الوارث الذي تخصص في دراسة "الأولياء في الفترة الحديثة "، ولطفي بوشنتوف الذي أنجز أطروحة عن أدوار العلماء في بداية العهد السعدي وعلاقتهم بقيام الدولة السعدية" ، ومحمد المزوني في دراساته عن آل" أمغار، وأحمد بوكاري بأبحاثه عن "الزاوية الشرقاوية"، وأحمد عمالك ودراساته عن "الزاوية الناصرية ".


تحقيق المصادر المخطوطة: أمام الحاجة إلى تنويع وتعزيز المصادر التي يشتغل بها الباحثون، وندرة الوثائق المغربية مقارنة بنظيرتها في الأرشيف الأوروبي، عمد محمد حجي إلى تشجيع البحث في مجال التحقيق وتوجيه الباحثين من طلابه إلى تخريج ودراسة وتحقيق العديد من المصادر المغربية التي كانت بعيدة عن متناول الباحثين وهو التوجه الذي كان سائدا أيضًا لدى بقية الأساتذة الروّاد المشتغلين بالحقبتين الوسيطية والمعاصرة، والذي مكّن الخزانة المغربية من التوفّر على مصادر مرتبطة بالفترة الحديثة منوعة ومحققة وفي متناول الباحثين وقد حقق محمد حجي الكثير من هذه المصادر المهمة، ومن بينها على سبيل المثال: دوحة الناشر ونشر المثاني، وموسوعة الونشريسي الكبرى المسماة المعيار المعرب التي جمعت فتاوى الغرب الإسلامي، والتي أشرف على تخريجها مع جماعة من الفقهاء، وصدرت في 13 جزء، وموسوعة أعلام المغرب التي قام فيها بتنسيق وتحقيق أعلام المغرب لما يزيد على 1400 عام. وقبل ذلك، سبق لعبد الكريم كريم أن قام بدراسة وتحقيق مناهل الصفا للفشتالي)، الذي سبق لعبد الله كنون أن حققه، في عام 1964، مع مجموعة من الرسائل السعدية). ثم توالت أعمال التحقيق للمخطوطات في إطار رسائل السلك الثالث، أو بمبادرات خاصة، واستمرت إلى وقتنا الحالي، وتذكر على سبيل الاستشهاد بأعمال محمد رزوق وعبد اللطيف الشادلي وعبد الرحيم بنحادة، وغيرهم من المحققين الذين قدموا خدمات جليلة لغيرهم من الباحثين في تاريخ المغرب الحديث وزوّدوهم بمادة غنية ومنوعة، ساهمت في تقليص النقص الذي كان موجودًا مع بداية فترة الاستقلال.


الترجمة: تعزّزت حركة التحقيق المشار إليها، بتوجه معزّز لها هو ترجمة المصادر الأجنبية وتوفيرها للدارسين، وشملت الترجمة وثائق ومصادر بمختلف اللغات، خاصة الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والتركية. ويمكن الإشارة هنا إلى الدور الذي أدته الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر التي ترأسها محمد حجي مع مجموعة من الباحثين المتخصصين، والتي أصدرت مجموعة من الأعمال المهمة التي أصبحت من مصادر تاريخ المغرب الحديث الرئيسة لدى كل باحث في هذه الفترة. وتصدّى بعض الباحثين الآخرين لترجمة بعض المقالات المهمة من الفرنسية أو غيرها من اللغات، لتعميم ما فيها من فائدة للباحثين الذين يجهلون هذه اللغات، لكن عدد الأعمال المترجمة ظل مع ذلك قليلًا قياسًا على عدد ما نشر من دراسات وكتب. ولا يتسع المقام لتتبع كل ما أُنجز من أعمال مترجمة، خاصة الدراسات، لذلك سنقتصر على ذكر بعض النماذج، مبتدئين بحسب تواريخ إصدارها برحلة الأسير مويط لمحمد حجي؛ ومعركة وادي المخازن لبيير بيرتيي التي ترجمتها مجموعة من الأساتذة؛ ورحلة جون ويندوس إلى مكناس التي ترجمتها زهراء إخوان؛ وتاريخ سانتا كروز لمؤلف مجهول الذي ترجمه أحمد صابر ؛ ومذكرات خورخي هنين التي ترجمها عبد الواحد أكمير، والترجمات العديدة لأحمد بوشرب الذي نقل إلى العربية الكثير من الوثائق والمصادر البرتغالية، ومن بينها على الخصوص كتاب حوليات أصيلا (646 صفحة)، وترجمة محمد فتحة لكتاب دولة بني وطاس ، وحسن أميلي عن الأسير مويط و تاریخ بارباريا، وعثمان المنصوري لبعض الوثائق والإنتاجات البرتغالية ) . وقد ساهمت هذه الترجمات وغيرها في إغناء المكتبة التاريخية الحديثة وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين في هذه الفترة."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب