لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب العلاقات بين السلطة والسكان بمنطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي في أعوام الستين من القرن التاسع عشر ( 1280 / 1863 - 1290 / 1873 ) pdf تأليف محمد زرهوني

 كتاب العلاقات بين السلطة والسكان بمنطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي في أعوام الستين من القرن التاسع عشر ( 1280 / 1863 - 1290 / 1873 ) تأليف محمد زرهوني - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : العلاقات بين السلطة والسكان بمنطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي في أعوام الستين من القرن التاسع عشر ( 1280 / 1863 - 1290 / 1873 ).


المؤلف : محمد زرهوني.


الناشر : كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.


الطبعة : سنة 1998م - مطبعة فضالة.


عدد الصفحات : 569.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).  


 



مقتطف من الكتاب :


"العهد المريني وتحديات منطقة الأطلس الكبير الغربي :


لقد تمكن المرينيون من العمل على استمرار دولة الإمبراطورية، وإن تميز عهدهم بالمد والجزر، في تحقيق أهدافها الكبرى، سواء في الامتداد نحو الأندلس، الذي دشنوه بتحريك الجهاد، خاصة في الثلث الأخير من القرن السابع الهجري، الثالث عشر الميلادي. أو في الامتداد نحو استكمال وحدة شمال إفريقيا، خاصة محاولة أبي الحسن المريني في أواسط القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي. علاوة على دعم مظاهر حضارية عامة، التي تتجلى بالخصوص في تشجيع الثقافة، عن طريق تشييد المدارس.


إذا كانت هذه المظاهر العامة هي امتداد لخطة الدولتين السابقتين، فإن منطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي، أو مصامدة جبال درن، كان لهم موقف خاص من الدولة المرينية تميز بمقاومتها، وعدم الانقياد لها بسهولة، بل وبإنشاء إمارة لها وزنها واستمرت هذه التحديات طيلة قوة العهد المريني، حتى أواخر القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي. وقد يرجع هذا الموقف، إلى عوامل ذكر ابن خلدون ،بعضها مركزا على آمال المصامدة وعلى سلوك الدولة المرينية تجاههم.


فأما آمال المصامدة، فذكر ابن خلدون، أنهم مصممون على الاعتقاد، بـ"أن الأمر سيعود، وأن الدولة ستظهر على أهل المشرق والمغرب، وتملأ الأرض، كما وعدهم المهدي، لا يشكون في ذلك ولا يستريبون. مما يجعل تلك القبائل المصمودية، تطمح في عودة الأمور إليها يوما. فحاولت بذلك تحدي الدولة القائمة، بأشكال مختلفة من المعارضة.


وأما سلوك الدولة المرينية، إزاء المصامدة، فقد ذكر ابن خلدون نماذج منه، تتركز في العمل على إخضاع المصامدة باستعمال أشكال مختلفة العنف. من ملخصا إياها بقوله " لما انقرض أمر الموحدين، وتغلب بنو مرين على المصامدة أجمع، وساموهم خطة العسف في وضع الضرائب والمغارم عليهم، فاستكانوا لعزهم وأعطوهم يد الطاعة. مما : يبين أ أن هدف الدولة، جعل قبائل مصمودة تنزل إلى درجة القبائل الغارمة بعد ما كانت لها هيمنة وسلطة.


إن هذه العوامل قد تفسر تلك المعارضة المستمرة، في منطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي، التي كانت تتميز بالتأرجح بين الانقياد والثورة، حسب ظروف الدولة المرينية، فإذا كانت قوية مستقرة السلطة كانت المنطقة محكمة المراقبة، وإذا تضعضعت السلطة المركزية، أو حدثت النزاعات عليها، أظهرت المنطقة الرغبة في الانزواء عنها مما يجعل السلاطين المرينيين، يجددون بدورهم الحملات العسكرية إليها، غالبا ما تنتهي كما ذكر ابن خلدون، بعقد السلم. 


ولقد أورد ابن خلدون، معلومات هامة عن علاقة الدولة المرينية بالمصامدة، بجبال درن بطرفي الأطلس الكبير الغربي، تشمل حوالي قرن ونصف، من سيطرة المرينيين على مراكش في النصف الأخير من القرن السابع الهجري/ الثالث عشر ، الميلادي، إلى أواخر القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي. ويرجع اهتمام ابن خلدون بما أورده من المعلومات ليس فقط إلى كونه مؤرخا، وإنما لمشاركته ككاتب ومستشار، في كتابة الدولة المرينية في عهدي أبي عنان وأبي سالم لمدة سبع سنوات من 755 إلى 762مما جعله يطلع على حقائق الدولة السياسية، وعلاقاتها برؤساء القبائل وبذلك تميزت اهتماماته بالمصامدة بمنطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي، بنوع من الدقة ومتابعة سيرورتها السياسية، إلى أواخر القرن الثامن الهجري وذلك حتى بعدما انفصل عن المغرب، واستقر بمصر.


لقد كان تصرف قبائل منطقة طرفي الأطلس الكبير الغربي، تتحكم فيه عوامل مختلفة، من المكانة التاريخية والمناعة الجغرافية والقوة البشرية، وقد عني ابن خلدون بإبراز كل هذه الخصائص، في علاجه لعلاقة المرينيين بتلك القبائل.


كان للهنتاتيين دور كبير في تهيء ظروف انقياد قبائل جبال درن للدولة المرينية، نظرا لانقياد رؤساء هنتاتة لأول وهلة للمرينيين، وكانت أسرة محمد بن علي الهنتاتي تتولى على القبيلة فاشتهر منهم ،عامر ، الذي كانت له حظوة ومكانة عنـد كـل، من أبي الحسن وأبي عنان وأبي سالم، فتولى عمالة مراكش كلها، حتى إنه لما استبد الوزير عمر بن عبد الله بالأمر، "اقتسما المغرب شق الابلة". إلا أن هذه العلاقة الودية انتهت بمناهضة المرينيين للهنتاتي أدت إلى قتله سنة 1370/771.


وأما بالنسبة لكدميوة، فقد استغلت الدولة المرينية، الصراع على السلطة بين الأسر المنتفذة في القبيلة. فلما سيطرت على المنطقة، عقب انهيار الموحدين، حاولت الأسرة الحاكمة، بنو سعد، مناهضة فرض الجباية على القبيلة، لكن المرينيين شجعوا أسرة منافسة لها، تولى منها عبد الكريم بن عيسي على القبيلة، فدعم مجهودات الدولة المرينية في السيطرة على كدميوة. وقد ظل الصراع، بين سعد والمنافسين لهم، على التولية على القبيلة حتى أواخر القرن الثامن / الرابع بني عشر، وكانت نتيجته، انتظام قبيلة كدميوة في الخضوع للسلطة المرينية، لأن المتنافسين يلجأون إليها للمناصرة، كما حدث لبني سعد أنفسهم الذين، "رجعت إليهم الرياسة" كما ذكر ابن خلدون عند استعراضه لأحداث الثلث الأخير، من القرن الثامن الرابع عشر.


أما حاحة، فقد ذكر ابن خلدون، أنها توجد في "بسيط ينعطف ما بين ساحل البحر، وجبل درن، وهو يفضي إلى السوس، محددا بذلك، أن القبيلة تقع في منطقة غير منيعة، مما يجعلها سهلة السيطرة، ولذلك فهي من أهل مغرم. وكانت رئاسة القبيلة في أسرة بني مغراوة، وكان المتولي في عهد أبي عنان، إبراهيم بن حسين بن حماد، وهي الفترة التي كان ابن خلدون، يباشر الاتصال فيها بالقبائل في ديوان السلطان. وقد استمرت الرئاسة في تلك الأسرة، إلى أن ذكر "وما أدري لمن الرياسة ". وذلك بعد سنة 776 لما قتل شيخهم، خالد بن عيسى بن مناد في عهد الأمير عبد الرحمان بن يفلوسن، الذي كان قد تولى مراكش، تقاسما الحكم مع السلطان أبي العباس أحمد بن أبي سالم، الذي كان يتولى فاس. وأما مركز السلطة بحاحة فذكر ابن خلدون أنــه كان بتادنست."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب