لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب النظرية في علم الاجتماع (دراسة نقدية) pdf تأليف د. سمير نعيم أحمد

 تحميل وتصفح كتاب النظرية في علم الاجتماع (دراسة نقدية) تأليف د. سمير نعيم أحمد - أونلاين بصيغة إلكترونية  online PDF








معلومات عن الكتاب : 


إسم الكتاب : النظرية في علم الاجتماع (دراسة نقدية).


تأليف: د. سمير نعيم أحمد.


الناشر : مؤسسة المعارف للطباعة والنشر.


الطبعة الخامسة : 1985.


حجم الكتاب : 115 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


Ebook download PDF 


 



مقتطف من الكتاب :


"الموقف الأيديولوجي الأوجست كونت


إن كل من تعرض من المؤلفين في النظرية الاجتماعية لأوجست كونت (۱۷۹۸) - ١٨٥٧) لم يستطع، حتى ولو أراد أن يتجنب الإشارة لموقف كونت الايديولوجي، ذلك أنه كان من الصراحة والوضوح بحيث لم تخل أى من كتاباته من دليل عليه.


إن اهتمام كونت بالنظرية الاجتماعية، بل أن اختراعه اسم "علم" الاجتماع" قد نبع من دوافع سياسية أكثر منها علمية أو فكرية بحتة. وفي ذلك يقول نيقولا تيماشيف :


"لقد روع كونت بالآثار الهدامة للثورة الفرنسية، شأنه في ذلك شأن كثير من فلاسفة هذه المرحلة، وبخاصة الفلاسفة الاجتماعيين أمثال بونال وجوزيف دی میستر، كما روعته الفوضى التي ترتبت على تقويض الجماعات . الاجتماعية الوسيطة بين الأسرة والدولة بالقوة، ولذلك كان إصلاح المجتمع هو شغل كونت الشاغل منذ البداية، وكان ذلك هو الهدف الرئيسي في حياته : ولما كان العلم الجدير بذلك غير متاج وغير قائم، فقد كرس جهوده لخلقه. علم الاجتماع إذن كان بالنسبة لكونت هو الركيزة التي يجب تطويرها والاعتماد عليها لإصلاح المجتمع، ففي أي اتجاه كان كونت يريد الإصلاح وما دور علم الاجتماع في ذلك؟ يمكننا أن نستدل على نوايا كونت من خطاب كتبه إلى نيقولا قيصر روسيا قال فيه :


"إن الثورة الجماعية للمفكرين المحدثين ضد كل أشكال السلطة السابقة . قد خلقت بالتدريج لدى كل فرد ميلا معتادا لعصيان العقل والقلب مما يؤدى إلى القضاء على كل نظام إنساني، وهكذا فإن الغرب بأسره يتجه نحو الشيوعية الهمجية التي تسحق فيها الجرية الحقيقية تحت وطأة المساواة المهينة والمخزية ".


وقد أرفق كونت بهذا الخطاب نسخة من كتابة "الفلسفة الوضعية" وأيد في خطابه ديكتاتورية الحاكم وعبر عن اقتناعه بأن أسلوب الحكم الديكتاتوري هو المناسب للقيام بإصلاحات تنقل روسيا إلى المجتمع الوضعي.


ولم تكن الشيوعية التي يخشاها كونت هى مجرد النظام الاجتماعي الذي تنادى به الماركسية أو الفكر الاشتراكي ولكن كل شئ وكل فكر تحررى بورجوازي فلسفة التنوير اعتبرت شيوعية ونظام الإصلاح المالي البورجوازى اعتبر شيوعياً ودفاع الشخص عن نفسه مستخدماً عصا إذا هوجم ببندقية نظر إليه على أنه من شرور الشيوعية، والنظام البرلماني الديمقراطي نظر إليه على أنه مساواة مهينة ومخزية. لقد انضم كونت إلى زعماء الثورة المضادة للثورة الشعبية في فرنسا وسخر نفسه في خدمتهم.


لقد عارض كونت كما يقرر مؤرخ علم الاجتماع الأمريكي برنارد سترن Bernard Stern النظام البرلماني وهلل للانقلاب الذي قاده الديكتاتور لويس بونابارت . وقد أعلن كونت سعادته بالنظام الديكتاتوري بقوله: "أن جمهوريتنا قد انتقلت من المرحلة البرلمانية التى لا تناسب إلا إنجلترا في المرحلة الانتقالية التى تمر بها، إلى المرحلة الديكتاتورية، وهي التي تمثل النظام الأوحد المناسب لفرنسا مع العلم بأنه نظام مناسب أيضاً لغيرها من البلدان الكاثوليكية كما نرى في أسبانيا . لقد تخلينا عن أوهام الدستورية وليس هناك من سبيل آخر للقضاء على الثورة سوى إقامة تحالف فعال بين النظام والتقدم.


ولم يكن كونت معادياً للاشتراكية والديمقراطية فحسب ولكنه كان أيضاً شديد العداء لأبسط حقوق العمال في إقامة روابط أو نقابات أو منظمات سياسية تدافع عن حقوقهم وتحقق العدالة الاجتماعية، ودعا إلى إعادة البناء الروحي للطبقة العاملة Spiritual Construction حتى يمكن إعادة بناء المجتمع، ولذلك رأى أن التربية هي الوسيلة الأساسية للإصلاح الاجتماعي.


 لقد أيد كونت إقامة النظم الديكتاتورية وقمع أي حركات راديكالية ولكنه قرر في نفس الوقت أن التربية يجب أن تكون الوسيلة الأساسية لإصلاح المجتمع، فالاستمالة في رأيه خير من العنف لأنه كان يدرك أن العنف من جانب السلطة سوف يولد عنفا لدى الجماهير وفى ذلك يقول كونت : " إن الهدف الجوهرى للسياسة العملية يجب أن يكون تجنب الثورات العنيفة التي تنشأ عن العقبات التي توجد في طريق تقدم الحضارة واختزال هذه الثورات إلى مجرد حركات أخلاقية ورسم كونت الطريق لتجنب الثورات العنيفة بقوله : يجب أن نعرف بأكبر درجة من الدقة الاتجاه الفعلي للحضارة حتى نستطيع أن نجعل سلوكنا السياسى متفقا معه وحتى يمكن تجنب الصدام مع الطبقات الحاكمة ومنع أى خطر يمكن أن يلحق بنظام الملكية الخاصة".


وقد اتخذ كونت موقفا عدائيا من الايديولوجيات الثلاث الرئيسية السائدة فى عصره وهي الليبرالية والاشتراكية والشيوعية، وبذل كل جهد للحد. من انتشارها فقد رفض منذ البداية الليبرالية الفلسفية بكل متضمناتها ومقتضياتها السياسية والاقتصادية رغم أن المظاهر الاقتصادية لهذه الحركة كانت تنادى بضرورة رفع القيود والحواجز المفروضة على الحياة الاقتصادية لإتاحة الفرصة لظهور الحوافز الفردية التي تساعد على النجاح. كذلك وقف موقف المعارضة السافرة الصريحة من الشيوعية التي كان يعتبرها ايديولوجية. لا أخلاقية، ودخل في حوار عنيف مع الاشتراكية انتهى به إلى رفضها لأنها تقف موقف العداء من المجتمع البورجوازي وتحاول تغييره عن طريق الثورة وليس عن طريق التوعية أو عن طريق التغير التدريجي البطئ. وهذا معناه في آخر الأمر أن أوجست كونت يرى أن المجتمع الإنساني يعيش على التنظيم أكثر مما يعيش على الايديولوجيات وأن أفضل صورة للحياة الاقتصادية والسياسية هي بالتالي الرأسمالية وبالذات الرأسمالية الأوربية.


وعلى الرغم من أن أوجست كونت قد دعا إلى إنشاء علم جديد الدراسة المجتمع أسماه علم الاجتماع إلا أنه كان طوال حياته وفي كل مؤلفاته رجل أخلاق وداعية ايديولوجية أكثر منه عالما، بل أن بعض المؤلفين اعتبروه مدعيا للنبوة وأنه اعتبر نفسه نبيا للإنسانية يبشر بدين جديد هو الوضعية، وقد وصفه دانكان متيشل في قاموس علم الاجتماع بقولة : "فيلسوف ورجل أخلاق وعالم اجتماع فرنسى. وصور كونت علماء الاجتماع بصورة القساوسة أو . قساوسة الدين الجديد للبشرية ووضع ترتيبا هرميا لهم يشبه التدرج في الكنيسة الرومانية، بل أنه تعدي هذا كله إلى حد تسمية أيام السنة بأسماء قديسين وضعيين."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب