لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مؤسسة المخزن في تاريخ المغرب - محمد جادور pdf

كتاب مؤسسة المخزن في تاريخ المغرب - محمد جادور - أونلاين بصيغة إلكترونية online PDF







معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : مؤسسة المخزن في تاريخ المغرب.


المؤلف : محمد جادور.

الناشر : منشورات عكاظ. 


تاريخ النشر : 2011. 


مكان النشر : الدار البيضاء. 


عدد الصفحات : 572.


حجم الكتاب : 59.94 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).





مقتطف من الكتاب :


"المخزن؛ السياق التاريخي للمفهوم


يثير مصطلح المخزن بصفته مفهوماً متداولاً متداول في الخطاب التاريخي بالمغرب، جدلا نظريا حول ماهيته وكنهه ووظائفه وطبيعة حضوره. ويعزى هذا الجدل في المقام الأول إلى بداهة مضمونه المعجمي، مقابل تعقد حمولاته ودلالاته وتشابكهما في القاموس السياسي المغربي. وأفرز هذا الوضع تباينا في الآراء بين الباحثين، إذ تم تناول مضمون المخزن باعتباره معطى بديهيا علينا التسليم به، أو على أساس أنه بنية سياسية معقدة وصعبة التحديد، تحتاج إلى مزيد من التمحيص للكشف عن مكوناتها، وللوقوف على مراحل تطورها، بينما راهن تيار ثالث على جعله نظاما سياسيا له خصوصيات مميزة انفرد بها المغرب.


ووظف كل اتجاه من هذه الاتجاهات الثلاثة نقط انطلاق وأدوات منهجية خاصة به، مما أفضى إلى بروز تصورات مختلفة، لا تساعد على الخروج بمفهوم محدد قادر على وضع آليات مضبوطة لمؤسسة المخزن. ولما كان هذا المفهوم قد ظهر كما أسلفنا، منذ العصر الوسيط. فما هو السياق التاريخي الذي تبلورت فيه هذه المؤسسة بشكل جلي بصفتها منظومة محددة القواعد؟ وإلى أي حد يمكن مقاربتها بنظرية الدولة انطلاقا من ممارساتها على عهد السلطانين؟


ظروف التبلور


وثمة شبه إجماع على أن مؤسسة المخزن أصبحت منذ العصر الحديث تدل على مجموع التنظيمات الإدارية، التي تشكلت تدريجيا بفعل الضرورات الداخلية المتمثلة في الحفاظ على الأمن وتحصيل الضرائب، ثم التزامات السياسة الخارجية وما واكبها من تبادل المبعوثين، وتوقيع الاتفاقيات التجارية، وافتداء الأسرى؛ كل ذلك أضفى على المخزن تدريجيا شكل مؤسسة سياسية حقيقية. ترى أارتبط تدعيم هياكل هذه المؤسسة فعلاً بالصعوبات التي واجهتها البلاد داخليا وخارجيا من خلال اتساع الامتداد الترابي وما رافقه من امتناع بعض المناطق عن دفع الضرائب، ثم عبر الحضور المستمر للتهديدات الخارجية، مما نجم عنه بالضرورة تزايد في حجم الأجهزة الإدارية والعسكرية ونوعيتها؟ أم أن صعوبات من هذا القبيل حالت على العكس من ذلك، دون تعزيزها بفعل عدم تدخل المركز بشكل كبير في الشؤون المحلية، وهو ما شكل عرقلة في وجه ترسيخ أساليب المركزة الإدارية؟ 


والمؤكد أن السيطرة على طرق التجارة البعيدة المدى وخاصة تجارة الذهب والعبيد شكلت وسيلة من وسائل تحصين تلك الأجهزة، فأسهمت في ظهور مجموعة من البنيات المرتبطة بالمخزن، إذ أصبح يجسد سلطة سياسية تشرف على تنظيم النشاط التجاري، الذي نتج عن تحول شرايينه إلى المحيط الأطلنتي بفعل وصول العثمانيين إلى الجزائر، إضفاء طابع التنظيم السياسي والإداري إلى حد كبير على مكوناته بل أفضى الاحتكاك بالأتراك إلى اقتباس بعض المظاهر التي أسهمت بصماتها في تحديث هياكله. وفي الوقت الذي يمكن فيه اختزال ظهور هذه المؤسسة في عوامل لها علاقة بالتجارة، فإنه وجبت الإشارة إلى أن الدولة في أوروبا تطورت واستمرت بفعل توسع الاقتصاد الزراعي، ولم تساهم التجارة في ذلك إلا بشكل ثانوي وحتى إذا كان المجتمع المغربي قد استفاد . من عائدات التجارة البعيدة المدى، فإن هذا النشاط ظل تأثيره محدودا على مستوى البنية الإنتاجية للقبيلة، في الوقت التي استفادت منه المدن بشكل أكبر، ومرد ذلك إلى الاحتكار الذي كان يمارسه السلطان لمختلف أوجه المبادلات.


والظاهر أن التجارة أسهمت بصفة فاعلة في تمويل الخزينة السلطانية، لكن دون أن تتمكن مواردها من إحداث تغيرات جذرية، تتمثل في توفير قاعدة مادية صلبة، يمكن للمخزن المراهنة عليها في تطوير آلياته كما حدث بأوروبا مثلا، بل ظل دورها ظرفيا. وعموما، يمكن اعتبار عهد السعديين وخاصة عهد أحمد المنصور، كما بين ذلك مجموعة من الدارسين، المرحلة التي أصبح فيها جهاز المخزن يحمل دلالة ( دولة » أو « سلطة مركزية ». إذن لماذا بالضبط القرن السادس عشر وتحديدا عهد أحمد المنصور؟


الراجح أن الضغوط الخارجية التي شهدها المغرب خلال هذه المرحلة ألقت بثقلها على هذا الجهاز؛ فالتهديد العثماني ظل جاثما بالرغم من الاتفاق على جعل وادي تافنا حدا فاصلا بين المغرب والجزائر، واستحوذ الإيبيريون على بعض الثغور الساحلية مما أدى إلى ظهور نوع من الوحدة السياسية والإثنية داخل مجال ترابي، أصبح أكثر تمييزا من منظور السلاطين والنخب الدينية والمتعلمة، بالرغم من ضعف الوعي بمفهوم الحدود خاصة لدى القبائل. كما عرف الربع الأخير من القرن السادس عشر ، حكم أحمد المنصور الذي تميز بكفاءته وقوة شخصيته، إذ عمل على إعادة تنظيم المخزن، انطلاقا من التجربة التي اكتسبها في منفاه لدى الأتراك رفقة أخيه، فهو بحق الملك الوحيد قبل القرن العشرين أصالة عن نفسه وكوارث أخيه عبد الملك، الذي خطط لسياسة وطنية عصرية ) واتسم ملكه بالعظمة والسؤددة، كما أن المولى إسماعيل بدوره استطاع أن يحيي بالوسائل المتوافرة لديه، « المغرب التاريخي . لكن أيحق لنا الحديث انطلاقا من مرحلتي حكم السلطانين عن المخزن باعتباره دولة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي مضامينها على اعتبار أنها نموذج للتشكيلات العربية الإسلامية؟"


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب