لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور - الجزء الثاني - أحمد بن القاضي المكناسي pdf






تحميل 





معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور.


الجزء : الثاني.


المؤلف : أحمد بن القاضي.


المحقق : محمد رزوق.


الناشر : مكتبة المعارف.


سنة النشر : 1986


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).




مقتطف من الكتاب :


"الباب الخامس والعشرون.


فيما صرفت فيه همته العلية

من تمهيد الطرق بسيره المرضية


اعلم أن مخدومنا أولى ما صرفت إليه همته تمهيد الطرق على المسافرين بمنازل وخيام أمر بسكناها على الطريق، بين المنزلة والمنزلة ما يقرب من أربعة وعشرين ميلا، يسكنها أهل البادية،، فقد أجرى لهم على ذلك من إقطاع الأرض ما يكفيهم ثوابا لهم على سكناهم هنالك وأمرهم ببيع الشعير، والطعام، واللحم، والعسل، وغير ذلك مما يحتاج إليه المسافر ودوابه، وفي بعض المنازل من يصنع أطعمة جيدة ويبيعها ممن يستحقها، وإن باتت لديهم قافلة يحرسونهم طول الليل، ويحوطون أمتعتهم، وإن ضاع شيء فيما بينهم ضمنوه لربه حتى لم يبق له درهم واحد، وإن كان ضياعه فيما بين المنزلتين ضمنه أقربهما منه أي من كان ذلك في حدوده الملزوم، فتجد المسافر في حال ذهابه "وإيابه كأنه في بيته وبين أهله، ولقد ضاع من بعض أصحابي حمل (ملف) مرة وثمنه ما يقرب من ثمانمائة أوقية، فأعطاني ذلك كله قائد قواده ودعامة اعتماده : أبو سالم القائد إبراهيم بن محمد السفياني عن آخره. ومثل هذه اتفق لبعض التجار : ذهب لهم شيء سرق بقرب بعض المنازل فرفعوا أمرهم إليه - أيده الله تعالى - فأعطاهم ذلك من بيت ماله إلى أن يخلفه من أهل المنزل، وتوجهت يمين على التجار على أن الذي ضاع منهم قدره كذا، فعافاهم منها وأدى لهم المال عن آخره أعني القدر الذي حددوه لأنفسهم، وهذا دأبه أبدا مع رعيته. وليست بلاده كبلاد المشرق التي لا يقدر أحد أن يسافر فيها في البر إلا مع قافلة عظيمة محتوية على آلاف الناس الحاملين للأسلحة، وقد يعرض لهم من العرب من يقاومهم فينهب أموالهم من ويستبيح دماءهم، وأما ما جرت به عادة أهل المشرق من توظيف الامكاس على أموال التجار عند الوصول إلى كل مدينة، وشبه ذلك من المسمى بالغفر (كذا) عند العرب فليس في بلاده - أيده الله تعالى شيء من هذا القبيل أصلا، حتى أن الانسان يكون في احماله من التبر والياقوت ولا يخشى عليها في الطريق شيئا ولا يعطي على ذلك كله إلا ربع درهم على كل حمل في باب المدينة، فهذا مما تشرف به المغرب على كل الأقطار، لا كما هو معهود في الاسكندرية ومصر والشام وجدة وغيرها من البلاد، فقد طهر إمامنا ومخدومنا مملكته من هذه النقيصة العظيمة التي عمت بها البلوى وحصل بها في الاسلام داهية دهياء، لا سيما وهم يولون اليهود على أمكاسهم، فتجدهم يدخلون أيديهم في أمتعة المسلمين وفي جيوبهم لعلهم اخفوا شيئا من السلعة عن المكاس، ولهم في ذلك على المسلمين اليد الطولى، ويقصدون نكاية المسلم بتبديد أسبابه وأثاثه مما لا تحل رؤيته، وإن كان في القافلة نساء أدخلوا أيضا أيديهم في جيوبهن ليبحثوا هنالك السلعة المخبأة عن، وان لحقت زوجها غيرة فما يقدر على دفع جولان يد اليهودي في جيب زوجته، ولا نكير عليهم في ذلك، ولو تتبعنا شماتات البلدان فيما يقرب من هذا المعنى لطال الكتاب جدا.


وبالجملة، فاعلم أنه لو أمكن منه. - أيده الله تعالى ـ جور فهو عدل غيره ـ أبقى الله وجوده للمسلمين، وأثابه وعامله بجميل صنعه بجاه سيد الأولين والآخرين.


الباب السادس والعشرون


في عظيم سلطنته


وما شوهد من جميل شيمه وعلو همته


لا خفاء على كل ذي خبرة ومعرفة بأخبار الملوك الماضية، والقرون الخالية، أن - مخدومنا - أيده الله - أضخم الملوك ملكا، وأعلاهم همة. لقد انتهى إليه من الملك ما لم ينته لغيره ممن تقدمه، وقد ضم من الجيش ما لم يضمه غيره، وخطب له على منابر المغرب بأسره، ودخل في طاعته مالم يدخل في طاعة غيره، كصقعي تيجورارين وتوات، وما اتصل بذلك من بلاد السودان وغير ذلك، مما يدل على شهرة سلطنته، وضخامة مملكته، واتساع ايالته، وأن الله تعالى مهد له البلاد، وحسم به مادة أهل الزيغ والشر والفساد.


ومما شوهد منه - أيده الله وأبقاه ـ أنه خطر في باله أخذ ملك السودان والاستيلاء عليه، فأمر بتجهيز جيش عرمرم عظيم من جنوده المظفرة المنصورة في خامس عشر ذي القعدة [ سنة ثمان وتسعين وتسعمائة ]، فأخرجت المحلة ذلك اليوم، فلم يمر لها بباب مراكش إلا شهر أو أقل، فتوجهت بعدد وعدد من الابل التي لا يمكن حصرها، ورحلوا من مراكش قاصدين بلاد السودان من طاعة اسكيا، أعظم ملك هنالك في طاعته ما ينيف على مسيرة ستة أشهر، فركبوا مهامه فيح البيداء وقصدوه، ورئيس الجند إذ ذاك جؤذر الخصي، أحد مماليكه - أيده الله تعالى بمنه - فأمهم إسحاق ملك السودان بما ينيف على مائة ألف من جنوده، فنصر الله جنود مولانا، وأظهرهم عليه، ولم تمر عليه ساعة إلا وهو مسلوب مما لديه، وهذه منقبة عظيمة لا شك فيها عند كل من له خبرة بأخبار الملوك الماضية، والقرون الخالية، أنه لم يخطر قط ببال ملك ممن مضى التوجه للسودان حتى توجه له - أيده الله ـــ وظفر به وخطب له على منابره كلها - أيده الله وأبقاه -، ولا شك أن هذا الفتح معجزة وغرة في جبين الدهر، هيأه الله له، فهو من صنع الله له الذي لم يتفق لأحد قبله، ووطئت عساكره تخوم ممالك لم يخطر لأحد من الملوك إليها على بال."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب