لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الأوبئة والتاريخ؛المرض والقوة والإمبريالية pdf تأليف شلدون واتس

كتاب الأوبئة والتاريخ؛المرض والقوة والإمبريالية - تأليف شلدون واتس - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


العنوان : الأوبئة والتاريخ؛المرض والقوة والإمبريالية. 


المؤلف : شلدون واتس.


ترجمة : أحمد محمود عبد الجواد.


مراجعة : عماد صبحى.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"في صيف عام ١٣٤٧ اعتلت الفئران والبراغيث المصابة بالطاعون الدملي (الليمفاوي) متن السفن التجارية الجنوية في "كافا" [ميناء - ت] على البحر الأسود، وفي هذه السنة مرت بعض هذه السفن خلال الدردنيل بتركيا-ت] ثم رست في مسينا (صقلية)، بعد ذلك أبحرت إلى بيزا وجنوا ومرسيليا بعض السفن الجنوية الأخرى أبحرت مباشرة من "كافا" إلى مصبات نهر النيل فى مصر. وخلال بضعة أشهر بدأ وباء من نوع غير معروف للمعاصرين في قتل الرجال والنساء والأطفال على جانبي البحر المتوسط. وبانقضاء عام ١٣٤٨ بدأ الطاعون في مهاجمة السكان على طول شواطئ المحيطين الأطلنطى والبلطيق. بعد ذلك صعد إلى الأنهار، وعلى طول الممرات وعبر الحقول، حتى وصل إلى الأوربيين الذين يعيشون في عمق الداخل.


مع ندرة المعلومات التي يعتمد عليها، قد يبدو أنه خلال السنوات الخمس (١٣٤٧-١٣٥١) انتشر الموت الأسود، وتراوحت نسبة الوفاة بين ثمن إلى ثلثي عدد سكان المنطقة وزيادة على ذلك قد يكون أدى إلى وفاة ثلاثة من كل عشرة من الأوربيين، تاركا ما يقرب من ٢٤ مليون قتيل. ويظل هذا أسوأ كارثة لمرض وبائي في أوربا منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية.


كانت نسبة الإصابة في الشرق الأوسط الإسلامى أيضا مرعبة للغاية: فقد مات ما بين ربع وثلث السكان تقريبا . كتب ابن الخطمية وهو مؤلف طبيب من الأندلس (جنوب إسبانيا المسلمة) في عام ١٣٤٩ يشهد أن:


هذا مثال على المآثر العجيبة والقوة الإلهية لأنه لم تحدث من قبل بمثل هذا الانتشار والاستمرار. ليس هناك تقارير مقنعة أعطيت حوله؛ لأن المرض جديد ... الله وحده يعلم متى سوف ينتهى هذا المرض.


في السنوات التي تلت عام ١٣٥١ ، استمر الطاعون الدملي في الظهور بطريقة متفرقة. لم يعف أية منطقة سواء في شمال أو جنوب البحر المتوسط. وبالرغم من عدم وجود حصانة لأية شريحة من الأفراد، يبدو أنه فى كل ارتداد ثان أو ثالث كان الطاعون يستهدف نساء المناطق الحوامل والأطفال الصغار كان التأثير النهائي هو القضاء على أي نمو لبراعم الزيادة السكانية بموت صغار السكان قبل أن يكبروا بما يكفى ليكون لهم أطفال. في حالة فلورنسا سيئة الحظ، التي عرفت عامة بأنها مهد حركة النهضة تركت المدينة بعدد سكان يبلغ أكثر قليلاً من ثلث عدد سكانها البالغ ....۱۰۰ قبل الطاعون بعد أن ضربت ثماني مرات بالوباء بين عام ١٣٤٨ وعام ١٤٢٧.


عندئذ ولأسباب ظلت غير واضحة، بعد حوالي عام ١٤٥٠ بدأت نسبة الوفيات في العالم المسيحي في الاختلاف عما هو موجود في الشرق الإسلامي، ففي الإقليم الأخير استمر الوباء كزائر متكرر ينتقص من عدد السكان حتى عام ١٨٤٠ على النقيض مما كان يحدث في أوربا التي ظل الطابع الريفى يغلب عليها ، ما عدا انتشاراً محلياً محدوداً ، مثل الذي ضرب المراكز الحضرية في الشمال الإيطالي في عام ١٥٧٥ - ١٥٧٦، ١٦٣٠ - ١٦٣١، ١٦٥٦ ، فانتهت قدرة الطاعون على تقليل عدد السكان في عمر الإنجاب بطريقة ملموسة في منتصف القرن الخامس عشر. بعد ذلك أصبح وباء الطاعون أكثر عشوائية، فاختفى من مناطق كاملة لعقود. هذا النسق جعل عدد السكان يعود إلى وضعه الطبيعي بالتدريج حتى ازداد إلى ما قبل نسب عام ١٣٤٧م.


خلال هذا الإطار، وبدءاً بأوربا الغربية، سوف أكشف عن السبب الذي من أجله لم تستجب النخب للطاعون كأزمة لمرض فريد من نوعه تستدعى استجابة خاصة حتى حوالي عام ١٤٥٠؛ وقتها فقط ابتكر الشمال الإيطالي الناشئ بقوة، سياسات خاصة بالطاعون تعتمد على ما سوف أسميه "مفهوم النظام. deology of Order بعد أن أدخلت هذه السياسات في معظم المقاطعات التابعة سياسيا في أوربا (توسكاني، ليجوريا، لمباردى، فينسيا كانت هناك فترة ٢٠٠ عام قبل أن تعطى [ هذه السياسات - ت] تطبيقات عامة على مستوى القارة كما استعملت من المحتمل أن الحجر الصحى Quarantine وتقنيات المقاومة القياسية الأخرى بعد عام ١٦٦٠ كانوا العوامل التي أرغمت الوباء على التراجع، مع أنه ليس كل الخبراء يوافقون على ذلك. وإذ كان الأمر كذلك، وضح بقوة أن هذه السياسات الجديدة أعاقت بشدة الأفكار التقليدية حول الدور الملائم للحكام والذين يحكمون، وهكذا قوى نشوء مقاومة الطاعون بشدة كل من صورة وحقيقة سلطة النخب كما سوف نرى في نطاق أوربا.


وإذا تحولنا إلى الإمبراطورية المملوكية المتمركزة فى القاهرة وإلى نظام الأتراك العثمانيين الذي جاء بعدها عام ١٥١٧ ، سيكون البحث عن سبب عدم ظهور سياسة للتدخل حتى أصبح محمد على واليا على مصر فى عام ١٨٠٥ في هذه الفترة وقف عدد سكان مصر عند ٣ ملايين بالكاد، أي أقل من ثلث ما كان سابقا على ظهور الطاعون عام ١٣٤٧.


في هذا الفصل، لا أنوى أن أدخل فى مناقشة حول تناقص عدد السكان في الريف والحضر، والذي سببه الموت الأسود وما تلاه من الأوبئة، والدور الذي لعبه هذا التناقص على المستوى البعيد في ثروات الأقاليم المختلفة لأوربا الغربية والشرق الأوسط. تجب الإشارة على كل حال إلى أن هذه المناقشة أدت إلى اكتشاف غير محسوس يتمثل في أن النقص المفاجئ في عدد البشر كان فقط أحد المتغيرات التي يمكن أن تغير بطريقة حاسمة التوازن بين الأقاليم ذات النظام القديم والاقتصاد المنتعش (مثل الشمال الإيطالي وأقاليم مثل انجلترا وهولندا التي ظهر فيها نظام جديد للمشروع النفعي بالنسبة إلى إيطاليا، قارن المؤرخ س ر ابستين من كامبردج حديثا بين مصير سيسلي وتوسكاني. وقد رأى أن وفيات الطاعون الوبائية ربما أضعفت في البداية أهمية كلا الإقليمين في تجارة المسافات الطويلة في البضائع الترفيهية ذات الأهمية الخاصة للنخب)، وما يفوق ذلك أهمية كان تأثير تناقص عدد السكان الفجائي على نمو الأسواق الإقليمية فى البضائع غير الترفيهية، ومعها النمو في نسبة السكان المحليين الذين يعتمدون على التعامل في الأسواق من أجل تدبير معاشهم أكثر من الاعتماد على الزراعة في كل إقليم ما أهتم به أكثر كان الإطار المؤسسي والموقف الفكرى للطبقة الحاكمة. وفي وضع قليل الوضوح حيث الصراع بين طبقة الحكام المتنافسين باتت مناطق واسعة من حياة الناس العاديين غير منظمة (كما هو الوضع في صقلية). الفلاحون والعمال الذين نجوا من الطاعون قد حصلوا على مكان للعمل خارج استراتيجيات المدى الطويل لتحسين الوضع العائلي، وإذا أصبحوا قادرين على التحكم في أسلوب إنفاقهم وحجم العائلة، كان بإمكانهم إنتاج البضائع المميزة للبيع في الأسواق الإقليمية مما أعطاهم دخلاً إضافيا يحتاجونه كي يصبحوا مستهلكين في سوق منظم. على العكس من ذلك كانت فلورنسا عصر النهضة وتوابعها ذات الإطار المؤسسي الذي يتميز بالسلطوية والكفاءة في فترة الطاعون واستمر هكذا بعد نزيف السكان في فترة ١٣٤٨ - ١٤٥٠، حيث منع عبء الضرائب ومتطلبات العمل التي فرضت على الناس العاديين من الارتفاع فوق مستوى الفقر. هنا نجد في إقليمين قد ضربا بنفس المرض القاتل بالجملة أنماطا مختلفة من تصرفات النخب نتجت عنها نتائج مختلفة تماما."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب