كتاب صورة الأرض - لإبن حوقل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF
معلومات عن الكتاب :
إسم الكتاب : صورة الأرض.
تأليف : أبي القاسم محمد بن علي الموصلي الحوقلي البغدادي المعروف بابن حوقل النصيبي.
الناشر : دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر - 1992م
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"٤٢ - وفاس مدينة جليلة يشقها نهر وهي جانبان يليهما اميران مختلفان، وبين اهل الجانبين الفتن الدائمة والقتل الذريع المتصل، ونهرها كبير غزير الماء عليه ارحية كثيرة، وهي مدينة خصبة مفروشة بالحجارة احدثها إدريس بن إدريس، في كل يوم من ايام الصيف يُرسل في اسواقها من نهرها الماء فيغسلها فتبود الحجارة وجميع ما بها من الفواكه والغــلات والمطاعم والمشارب والتجارات والمرافق والخانات، فزائد على سائر مــــا قرب منها وبعد في ارض الهبط موقعه، وظاهر بكثرته حده وموضعه و مستفاض بوفوره مكانه ومرفقه.
٤٣ - ومنها الى سجلماسه ثلاث عشرة مرحلة، وسجلماسه مدينة حسنة الموضع جليلة الاهل فاخرة العمل على نهر يزيد في الصيف كزيادة النيل في وقت كون الشمس في الجوزاء والسرطان والاسد، فيُزرع بمائه حسب زروع مصر في الفلاحة وربما زرعوا سنة عن بذر وحصدوا ما راع من زرعه وتواترت السنون بالمياه، فكلما اغدقت تلك الارض سنة" في عقب أخرى حصدوه الى سبع سنين، يستقبل لا يشبه سنبل الحنطة ولا الشعير بحب صلب المكسر لذيذ المطعم وخلقه ما بين القمح والشعير، ولها نخيل وبساتين حسنة وأجنّة ولهم رطب اخضر من السلق في غاية الحلاوة، وأهلها قوم سراة مياسير يباينون اهل المغرب في المنظر والمخبر، مع علم وستر وصيانة وجمال واستعمال للمروءة وسماحة ورجاحة وأبنيتها كأبنية الكوفة الى أبواب رفيعة على قصورها مشيدة عالية.
٤٤ - وعن يسار طريق فاس الى سجلماسه إقليم اغمات وهو رستاق عظيم فيه مدينة كثيرة الخير والتجارة الى سجلماسه وغيرها ؛ ومن سجلماسه الى اغمات نحو ثماني مراحل ومثلها الى فاس ؛ ومن ورائها الى ناحية البحر المحيط السوس الأقصى وليس بالمغرب كاء بلد أجمع ولا ناحية اوفر واغزر وأكثر خيراً منها، قد جمعت فنون المأكل كلها ذات الصرود والجروم، فيها الاتوج والجوز واللوز والنخل وقصب السكر والسمسم والقنب وسائر البقول التي لا تكاد تجتمع بغيرها، وأهل السوس فرقتان مختلفتان. مالكيتون أهل سنة، وموسويون شيعة يقطعون على موسى بن جعفر من أصحاب علي بن ورصند، والغالب على الجميع الجفاء والغلظة في العشرة وقلة رقة الطبع، والمالكيون من فظاظ الجشوية وبينهم القتال المتصل والدماء الدائمة، ولهم بالبلد مسجد جامع تصلي فيه الفرقتان فرادى عشر صلوات، إذا صلت فرقة تلتها الاخرى بعشرة أذانات وعشر إقامات، وبالمالكيين من جباسة الاخلاق وبحسب ما نالوا من رفاهة العيش نالوا من الجهل والطيش، ومن السوس الى سجلماسة اثنتا عشرة مرحلة.
ومن سجلماسه الى اودغست شهران على سمت المغرب فتقع
منحرفة محاذاة عن السوس الاقصى، كأنهما مع سجلماسه مثلث طويل الساقين اقصر اضلاعه من السوس الى او دغست. و او دغست مدينة لطيفة أشبه بلاد الله بمكة وبمدينة الجرزوان في بلد الجوزجان من بلاد خراسان، لأنها بين جبلين ذات شعاب ؛ ومن او دغست الى غانه بضعة عشر يوماً بالمفردة، ومن غانه الى كوغه نحو شهر، ومن كونه الى سامه دون الشهر، ومن سامه الى كزم نحو شهر ايضاً، ومن كزم الى كوكو شهر، و من كوكو الى مرنده شهر، و من مونده الى زويله شهران، ومن زويله الى اجدابيه شهر، ومن زويله الى فزان خمس عشرة مرحلة، ومن فزان الى زغاوه شهران. وعلى سمت او دغست المتقدم ذكرها في نقطة المغرب او ليل وهو على نحر البحر وآخر العمارة واوليل معدن الملح ببلاد المغرب بينها وبين او دغست شهر ؛ ومن اوليل الى سجلماسه راجعاً الى الاسلام شهر وكسر، ومن سجلماسه الى المطه معدن الدرق اللمطية عشرون يوماً. ومن اوليل الى لمطه معدن الدرق خمسة وعشرون ميلا و دون لمطه من بلاد المغرب تا مدلت وعلى جنوبها او دغست؛ ومن سجلماسه الى القيروان على تفزاوه ونواحي قسطيليه شهران.
٤٦ - واكثر بربر المغرب الذين من سجلماسه الى السوس واغمات وفاس الى نواحي تاهرت، والى تنس والمسيلة وبسكره وطبنه وباغاي الى اکربال وازفون ونواحي بونه الى مدينة قسطنطينية الهواء وكتامة وميله وسطيف يضيفون المارة ويطعمون الطعام، ويتخلق قوم منهم بخلق ذميم من بذل انفسهم لأضيافهم على سبيل الإكرام ولا يحتشمون من ذلك، وأكبرهم وأجملهم كأصغرهم في بذله نفسه لضيفه حتى بلح به. وقد جاهد على ذلك ابو عبد الله الداعي لبعضهم الى ان بلغ بهم كل مبلغ فما تركوه. وأما القسطنطينية التي لكتامة فمدينة قريبة الأمر تداني ميله.
٤٧ - و نقاوس في حالها ؛ ومدينة نقاوس مدينة كبيرة عليها سور من حجارة قديمة أزلية ولها مياه كثيرة وأجنة عظيمة، وبها جميع الفواكه كاللوز والجرز والكروم وزرعهم غزير كثير. ومدينة بلزمه حصن لطيف فيه رجال جلد، وله ماء حار وهو في وسط فحص عليه سور تراب وزروعهم تسقى بمائهم، وهو بلد محدث للعرب وفيه بقاياهم الى الآن، وهو من الرخص والسعة وكثرة الكراع والماشية والعز والمنعة في غاية حسنة و بما ظاهر هذه الديار الى نواحي البادية على طريق سجلماسه من افريقيه مدينة شماطه، وهي من نفزاوه مدينة صالحة، وتدانيها مدينة بشرى وهي ايضاً ذات سور، ومدينة نفطه أيضاً مصاقبة لهذه الحدود ولها سور ونخيل واسعة. وقسطيليه مدينة ايضاً كبيرة عليها سور حصين، ولها نخيل كثيرة والتمر والقسب بها كثير، وهي مغوثة افريقية بتمورها، وفيها الأترج الكثير الحسن الطيب الذكي وأكثر الفواكه بها على حال معتدلة في الطيبة، وماؤها غير طيب ولا مرىء، يجري سواقيها في خلال ا جنتها ونخلها اكثر منه بغيرها مما يجاورها، وسعر الطعام بها في سائر الأقوات غال لانه يجلب اليها ولا يُزرع بها من الشعير ولا القمح إلا زرع تافه، رهي من السعة والبيوع والاشربة في الاسواق وكثر الوارد والصادر عليها ملتمسين للمير والتجارة بما لا يدانيها فيه مدينة مما قاربها، و جهاز الصوف في جميع جهاته من الشقة والكسى والحنبل الى سائر ما يعمل منه يحمل منها الى جميع الاقطار. ومدينة الحمة مدينة غير طيبة الماء ايضاً، ولها شيء من النخيل، وبينها وبين مدينة قفصه القصور الثلاثة وقفصه مدينة ايضاً مستقلة ذات سور ونهر يجري اطيب من ماء قسطيليه ولها أجنة وكروم ونخيل، وهي تصاقب من جهة اقليم قموده قاصيره ومدينة مذكود ومدينة نفايض ومدينة كمونس الصابون، وهي مد سنات قريبة الاحوال وكانت قبل سنة ثلاثين في غاية الكمال فأتى عليها أبو يزيد مخلد بن كيداد الاباضي."
رابط تحميل الكتاب
