لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المقاربة الطبونيمية التاريخية: وسلية لفهم التلاقح الثقافي بين المجتمعات - أنموذج مدينة فاس خلال العصر الوسيط pdf تأليف د. طارق يشي

 مقالة "المقاربة الطبونيمية التاريخية: وسلية لفهم التلاقح الثقافي بين المجتمعات - أنموذج مدينة فاس خلال العصر الوسيط" تأليف د. طارق يشي - أونلاين بصيغة إلكترونية online pdf









معلومات عن المقالة :


العنوان : المقاربة الطبونيمية التاريخية: وسلية لفهم التلاقح الثقافي بين المجتمعات - أنموذج مدينة فاس خلال العصر الوسيط.


المؤلف : طارق يشي.


المصدر : البحث التاريخي - عدد 12، سنة 2015.


عدد الصفحات : 25 صفحة.


صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 


 



مقتطف من المقالة :


"الطبونيميا والتاريخ أية علاقة؟


تختزن الأعلام المكانية مجموعة من المعطيات التي تفيد مختلف مراحل البحث التاريخي، فإذا اقتنعنا بأن اسما ما أطلق في فترة زمنية معينة، على مجال محدد من قبل مجتمع ما، فإن هذا يدفعنا إلى اعتبار تشكل العلم المكاني من ثلاثة أبعاد رئيسية: الزمان والمجال والمجتمع، وهي الأبعاد نفسها التي يعتمد عليها المؤرخ، وبذلك فإن هناك نقط التقاء بين الباحث الطبونيمي والمؤرخ. وإذا كان هذا الأخير يعتمد على مجموعة من المصادر لوضع تصور عن المجتمع في فترة زمنية معينة، سواء منها المادية، أو غير المادية.. فإن من شأن دراسة العلم المكاني والبحث في دلالاته التاريخية واللغوية وتحديد فترته الزمنية من خلال ضبط الزمن الذي وضع فيه الاسم واستخراج أبرز تفاعلاته مع المجتمع، ووضعه ضمن نسقه العام إلى جانب الأعلام الأخرى، أن يسهم في دراسة مختلف التفاعلات المجتمعية في فترة زمنية محددة.


إن أهمية الدراسة الطبونيمية تتجلى أيضا في:


- كون الأعلام المكانية تحمل في طياتها دلالات متنوعة، فهي تشير في بعض الأحيان إلى طبيعة المكان من حيث وضعه الطبوغرافي أو الهيدرولوجي أو الجيولوجي وتشير في أحيان أخرى إلى فترة من الفترات التاريخية التي مر بها الموقع، وإلى بعض الظروف الاجتماعية وحتى بعض القضايا التي تتصل بالعقيدة.


- يزود علم الأماكنية الباحث بمختلف العناصر البشرية التي استوطنت بالمكان، وسعت إلى تخليد ذكرها عن قصد أو بدونه، من خلال توثيق أسماء القبائل والجماعات البشرية في المكانية، وهو أمر يمكن أن يعطي دينامية علمية جديدة لما تضمنته المصادر التاريخية وما أغفلت ذكره المصادر الجغرافية، وبذلك تمكن الباحث من وضع لوائح لهذه الجماعات البشرية.


- إن الاعتماد على الطبونيميا يعتبر وسيلة أساس لمعرفة التطور اللغوي الذي شهده المجتمع، ومن هنا يمكن أن نشير إلى أحد رواد هذا التخصص العلمي، وهو " Albert DAUZAT الذي ناقش أطروحته في موضوع لسني يهم خصوصيات اللغة واللهجة بأحد المناطق الفرنسية، واستخلص أنه لا يمكن الحديث عن هذه الخصوصيات دون الإشارة إلى الأعلام المكانية، وهو الأمر الذي مكنه من تكوين قناعة عن أهمية هذا التخصص العلمي، فسخر كل جهده لاحقا للتقعيد لهذا العلم، ووضع أسسه ومقوماته، ودون أن ننسى أن العلم المكاني قد يكون آخر دليل على وجود لغة ما بهذا المكان أو دليل على وجود لغات اندثرت نهائيا.


- يساعد علم الأماكنية على تفكيك اسم العلم المكاني الذي يتكون من عنصرين اثنين: العنصر الأول وهو الدال الذي هو المكان المشار إليه، والذي يترسخ في ذهن المجتمع، وبمجرد نطقه يتبادر إلى ذهن الفرد الموقع الجغرافي مع تناسي العنصر الثاني الذي هو المدلول أي مدلول تلك الكلمة فعندما نقول مدينة فاس، فكل ما يتبادر إلى الذهن هو موقع هذه المدينة وعراقتها وخصوصياتها الحضارية، بينما نادرا ما يتم التساؤل عن مدلول الاسم نفسه، وهنا يأتي دور الباحث الطبونيمي في تحريك آليات البحث عن المدلول الغائب. وهكذا يمكننا الحديث عن وجود بنية مرجعية للأعلام المكانية، وهي البنية الثقافية العميقة التي استلهمت منها المفاهيم والتصورات والرؤى الفلسفية جذورها، فاتخذت من الأسماء مظهرا متجليا، ومن أسماء الأماكن معنى معبرا أعطاه طاقة تعبيرية توافق الناس في تداولهم ونعتهم للمكان عبر التاريخ أو تم تغييره لدافع من الدوافع المتصلة سواء بتغير البنية المرجعية الناظرة لاسم المكان أو بوجود حدث غالب حواه المكان».


- نستطيع أيضا وضع خرائط تاريخية أكثر دقة عن الحدود الثقافية والسياسية والاجتماعية من خلال علم الأماكنية.


- تساعد الطبونيميا على قراءة العديد من النصوص الجغرافية والتاريخية والفقهية وتحقيقها، إذ كثيرة هي الأعلام الجغرافية التي تذكر مثل هذه النصوص وضبطها في بعض الأحيان يكون مفتاح فهم النص مما يبرز قيمة ضبط الأعلام الجغرافية في الكتابة».


وبذلك يمكن اعتبار العلم المكاني مصدرا جديدا من مصادر التأريخ، ولا يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة إلا بعد ضبط مختلف مراحل العمل الطبونيمي، والتي تتمثل في ضبط المجال المدروس أولا، واستخراج أعلامه المكانية وضبط دلالاته التاريخية واللغوية، وموقعه الجغرافي ثانيا، وتصنيفها ثالثا، واستخراج أنساقها الثقافيه في مرحلة موالية ليتمكن الباحث من استغلالها لخدمة قضاياه التاريخية."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب