لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب لماذا نتفلسف؟ pdf تأليف جان فرانسوا ليوتار




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : لماذا نتفلسف؟.


تأليف : جان فرانسوا ليوتار.


ترجمة : يوسف السهيلي.


عدد الصفحات : 130. 


حجم الملف : 3.03 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 






مقتطف من الكتاب :


"لا شك أنكم تعلمون أن من عادة الفلاسفة أن يفتتحوا تعليمهم بالنظر في سؤال ما الفلسفة؟ ففي كل السنوات وفي كلّ المؤسسات التي دُرّست فيها الفلسفة وشُيّدت كان المنشغلون بها يتساءلون أين توجد الفلسفة؟ وما عساها تكون؟


ويُصنّف فرويد ضمن الهفوات في الأفعال واقعة «إخفاقنا في العثور على شيء بالرّغم من أننا كُنا أودعناه في مكانٍ ما». إن درس الفلاسفة الافتتاحي والمتواتر يشبه هفوة في الفعل، وأن الفلسفة تخون ذاتها وهي في حال من الاضطراب، وأننا نبدأ في البحث عنها انطلاقا من الصفر ونتمادَى في نسيانها ونسيان» منزلتها، وهي تظهر وتغيبُ وتُعلّمُ نفسها بنفسها.


إنّ هفوة في الفعل هي أيضا حجب لموضوع ما أو حالة ما بالنسبة إلى الوعي وهي انقطاع داخل وتيرة الحياة اليومية وقطيعة معها.


وعندما لا يُطرح علينا السؤال عن «ما الفلسفة؟» بل عن «لماذا نتفلسف؟»، فإنّنا ننوه بقطيعة الفلسفة مع نفسها وبإمكان غيابها. 


إن الفلسفة - عند معظم الناس ولدى كثيرين من بينكم- هي أبعد ما يكون عن اهتماماتهم وأبحاثهم وحياتهم. وبالنسبة الى الفيلسوف ذاته إذا كانت الفلسفة بحاجة دوما إلى أن تُذكَرَ وتُشيَّدَ لكونها تغُوصُ وتُفلت من يديه، فإنّها تكون مغمورة. فما الذي يدعونا عندئذ إلى التفلسف بدل الإعراض عنه ؟ فحرف «اللام» pour الذي تتكوّن منه أداة الاستفهام «لماذا؟» pourquoi يُشير على الأقل إلى كم من الفروق الدقيقة للمفاعيل والنعوت غير أن كلّ هذه الفروق تتسارع في نفس الثغرة التي ثقبتها القيمة الاستفهامية للمفعول. وهذه [الثغرة] تعين الشيء الذي وقع التساؤل عنه لوضعية مدهشة بحيث يكون بوسعها ألّا تكون ذاتها، أو ألّا تكون بلا زيادة إن سؤال «لماذا؟» يحمل في ذاته إعدام الموضوع الذي يُسأل عنه. وفي هذا السؤال يكون التسليم بالحضور الفعلي للشيء الذي تم استجوابه ونأخذ كمثال على ذلك الفلسفة كواقعة وكحقيقة) والتسليم بغيابه الممكن على حد سواء، بحيث يُوجد في الوقت نفسه حياة الفلسفة وموتها، ونحن نمتلك الفلسفة ولا نمتلكها.


غير أن السرّ في وجود الفلسفة يُمكن أن يوجد بحق في مثل هذا الوضع المتناقض والأشدّ تعارُضًا. ولمزيد من فهم هذه العلاقة المتوقعة بين فعل التفلسف وبين الحضور -الغياب فإنّه من المفيد أن نفحص، ولو بعجالة، ماذا عسى : تكون الرغبة لا سيما وأن مصطلح فلسفة يتضمّن لفظ philein ويعني «أحَبَّ» ووَقَع في حُبّ» و«رَغِبَ في».


وكُنت أود أن أشير فقط إلى مبحثين اثنين بخصوص الرغبة هما:


1 - لقد دأبنا، ودأبت الفلسفة ذاتها في النطاق الذي تُقبل فيه بطريقة مُحَقَّقَة، على طرح المسائل، للنظر في مشكل من قبيل مشكل الرّغبة من زاوية الذات والموضوع، ومن زاوية الثنائية القائمة بين من يرغب وموضوع الرّغبة لدرجة أن سؤالَ الرّغبة يُصبح عمّا قريب سؤالاً في معرفة ما إذا كان المرغوب فيه هو الذي يثير الرغبة أو أن الأمر على النقيض، الرغبة هي التي تخلق المرغوب فيه. وما إذا كنا عاشقين لامرأة لأنها جديرة بالمحبة أو ما إذا كانت المرأة جديرة بالمحبة لأننا عاشِقون لها. يجب أن نَفهم أنّ هذه الطريقة في طرح السؤال تتعلق بمقولة السببية المرغوب فيه يُصبح سببًا للرّغبة أو العكس)، وأنها تنتمي إلى رؤيةِ ثُنائية للأشياء (وجودُ الذاتِ من ناحية، ووُجُود الموضوع من جهة أخرى)، كل منهما رهين لخصائصه الخاصة، ومن هذه الناحية وبحكم أنها تحول دون مُقاربة المشكل بصورة جدّية. 


والرغبة تستبعد ارتباط السَّبب بالنتيجة مهما كان، بل هي حرَكةُ شيءٍ مَا تنزَعُ نحو الغير كما لو أنها تنزع نحو ما ينقُصُها هي نفسها. وهذا يعني أن الغير أو إذا أردنا الموضوع، لكن هل أنّ الموضوع المرغوب فيه، كما يبدو في الظاهر، هو فعلا ما ننزَعُ إليه حقا؟ حاضِرٌ لدى من يرغب، وإن حضُوره يكون بالغياب. إن من يرغب يعاني من الحرمان الذي بدونه لن يرغب ولن يجد ما يرغب فيه ولا حتى ما الذي سيعرِفُه، وإلا فإنه سوف لن يرغب فيه مطلقا.


وإذا استعدنا مفهومي الذات والموضوع، فإن حركة الرغبة تظهر الشيء المزعوم كشيء ما حاضر في الرغبة من غير أن يكون مع ذلك وجوده محسُوسًا، وتظهرُ الموضوع المزعوم كشيء ما غير محدَّدٍ وغير مكتمل ويحتاج إلى غيره لكي يتحدد ويكتمل المُتَحَدِّدُ وهو بالغير والمتحدّد بالغياب. وبناء عليه، يوجد من الجهتين نفس البنية المتناقضة غير أنها متناظرة، فلدى «الذات» يوجد غياب المرغوب فيه، ونقصانه في جوهر حضوره الخاص، ويوجد العدم في الكائن الراغب، وفي «الموضوع» يُوجد حضور هو حضور في الراغب الذكرى والأمل) في شكل غياب لأن الموضوع يُوجد هناك كشيء مرغوب فيه ومن ثمّ كشيء وقَعَ تملكه.


2 - ومن ثَمَّ يَنجُمُ مَبَحَثُنا الثاني. فأصلُ الرغبة يكمن في هذه البنية التي تجمع بين الحضور والغياب، وهذا الجمع ليس أمرا عرَضيًّا بمعنى أنّ الرّغبة لا توجد إلا بشرط أن يغيب الحاضر عن ذاته أو أن يصبح الغائب حاضرا. والرغبة مُثارةٌ حقا ومُؤسَّسَةٌ على غياب الحاضر والعكس بالعكس. فشيء ما يكون حاضرا لا يكون موجودا بل ينزع إلى الوجود حتى يتطابق مع ذاته ويتحقق وما الرغبة سوى هذه القوّة فقط التي تشدّ الحضور والغياب إلى بعضهما بعضا بعيدا عن الخلط بينهما."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب