لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ الفكر الغربي، من اليونان القديمة إلى القرن العشرين pdf تأليف غُنار سكيربك ونِلز غيلجي




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ الفكر الغربي، من اليونان القديمة إلى القرن العشرين.


المؤلف : غُنار سكيربك, نِلز غيلجي.


ترجمة : د. حيدر حاج إسماعيل.


الناشر : مركز دراسات الوحدة العربية.


عدد الصفحات : 1006 صفحة.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).


 






مقتطف من الكتاب :


"علوم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلم الاجتماع (السوسيولوجيا)


 الطفل مثل البذرة له قدرات فطرية يمكن تحقيقها. غير أن البشر لا ينمون مثل النباتات فهم يعيشون كمخلوقات عاقلة. وهم أنفسهم قد يقصرون في تحقيق أفضل إمكانياتهم، بينما تعجز عن ذلك البذرة. وهذا هو السبب الذي يشرح لماذا أنشأ البشر المعارف العملية وطوروها، كالأخلاق والسياسة لتساعدهم في إدارة حياتهم في مسعاهم لتحقيق أفضل الإمكانيات البشرية.


وعموماً رأى أرسطو أن أفضل القدرات البشرية مرتبطة بالنفس» البشرية الفريدة؛ العقل أي الحياة العقلية هي الهدف الكلي لجميع البشر. غير أن هدفنا هو تحقيق أفضل إمكانياتنا في المجتمع الذي نعيش فيه، أي أن نجد أسلوبنا ethos) ، وأن نجدد مكاننا في المتحد الاجتماعي في المكان الذي فيه يمكننا أن نحقق أفضل إمكانياتنا الشخصية. وتلكم هي الفضيلة (arete).


ولأننا لا نعرف كل شيء مثل الآلهة، ولسنا جهلة مثل النباتات والحيوانات، فإننا قد نخطئ قد أكون امتلكت القدرة في داخلي لصنع شيئ من نفسي، لكنني أخفقت تلك هي الفكرة المتكررة عن مأساة الحياة البشرية، لكنها ليست بذات صلة بحياة الآلهة والحيوانات.


واقترح أرسطو أن البشر يحتاجون إلى اختبار مراحل تقدمهم في عملية التفاعل الاجتماعي لكي يكونوا قادرين على تحقيق أفضل إمكانياتهم : فعلى الشخص أن يتطور عبر الأسرة والقرية، وأخيراً عبر دولة - المدينة، لكي يكون إنساناً كامل التطور. عندئذ فقط يمكن للبشر أن يحققوا إمكانياتهم. وطبيعة البشر - الإمكانيات (القوى) التي يملكونها - تنشأ أول ما تنشأ تتحقق فعلاً بواسطة ثلاث مجموعات اجتماعية، هي:


ويتم تسديد عدد متزايد من الحاجات، بدءاً من الحاجات الابتدائية (للأسرة) إلى الحاجات المعقدة لدولة المدينة)، إلى أن نتوصل إلى مستويات متصاعدة من التحقيقات الخاصة بالطبيعة البشرية. وبكلمات أخرى نقول : إن الطبيعة البشرية لا تكشف عن نفسها في الحياة البدائية والوحشية. وأول ظهور لهذه الطبيعة البشرية يحصل عندما يصير الكائن البشري متمدناً. وتجدر الإشارة إلى أن الكائن البشري عند أرسطو هو الذكر بشكل رئيسي. بينما ترتبط النساء، كما سوف نرى بشكل رئيسي بالأسرة والبيئة الأهلية، وهناك يمكنهن أن يحققن أفضل إمكانياتهنَّ. وفضلاً عن ذلك، ميز أرسطو بين الرجال الأحرار المستقلين - أي الإنسان بأفضل معنى - والرجال ذوي عقلية ،العبودية طبيعياً، أي: جرت العادة على استخدام العبيد في الأعمال الجسدية ورأى أرسطو أن مثل تلك الحياة هي أقل قيمة من حياة الرجال الأحرار اليونانيين. واعتقد أرسطو أيضاً أن هؤلاء العبيد المستعبدين هم عبيد بطبيعتهم. بالنسبة إلى أرسطو هناك علاقة تضايف بين عمل العبد وهو في حالة العبودية وصفاته الشخصية. يبدو العبيد من المنظورين كليهما، دون الإنسان اليوناني الحر. وبهذه الطريقة وضع أرسطو العبيد والنساء في وضع سفلي نسبة إلى وضع الرجال اليونانيين الأحرار: فكلاهما ينتميان إلى المنزل (oikos)، وليس إلى الحياة العامة في السوق (agora)، فالنساء والعبيد كلاهما بطبيعتهما ونسبةً إلى صفاتهما، يقعان في مستوى أدنى من مستوى الرجال الأحرار الذين يظهرون في الأمكنة العامة لدولة المدينة. لذلك عندما نقول إن الإنسان يحقق طبيعته في دولة المدينة، علينا أن لا ننسى أن هذا القول لا ينطبق عند أرسطو، على النساء ولا على العبيد.


وهكذا نرى أن المتحد الاجتماعي المجتمع، ليس خارج الكائن البشري. فالمتَّحد الاجتماعي شرط ضروري للكائنات البشرية لتتمكن من تحقيق أفضل إمكانياتها. وبكلمات أخرى نقول : الإنسان - في ـ المجتمع هو التصور الأساسي، وليس الفرد معزولاً عن المجتمع، ولا المجتمع (الدولة) بمعزل عن الفرد. ودولة المدينة ذات اكتفاء ذاتي، لا الفرد والإنسان يحقق ذاته بوصفه فاعلاً في الحياة - المدينة، أي ككائن اجتماعي وهكذا نرى أن أرسطو يتصور الإنسان حيواناً سياسياً» (zoon politikon في اليونانية). غير أنه، وفي الوقت نفسه، اعتقد أن أفلاطون ابتعد كثيراً في تأكيده أن الكائن البشري هو جزء من المتحد الاجتماعي. فأرسطو يقول : إن طبيعة الدولة هي في أن تكون مجموعة، أي مجموعة من البشر ) معنى القول إن علينا في العمل النظري وفي الممارسة السياسية أن لا نضع معايير، علينا أن لا نفرض وحدة أعظم مما هو طبيعي. لقد سبق أن قلنا إن المبدأ الإنساني الفريد في الحياة هو العقل بالمعنى الواسع. وعلى الكائنات البشرية أن تعيش في متّحد اجتماعي بشكل رئيسي، لكي تتمكن من إدراك قدرتها على التفكير وتحقيقها. فالتحقيق المُرْضي للعقل يفترض وجود دولة - مدينية صالحة فالمنطق (logos) والمدينة (polis) مترابطان. فلا يُظهر الطبيعة البشرية أولئك الذي يعيشون بطريقة غير عقلية ومن دون تفكير ومنطق ولا الذين لا ينتفعون من «النفس» البشرية الفريدة في اجتماعهم مع الآخرين وإنما يظهرها أولئك الذي يعيشون في متَّحد اجتماعي عقلاني ووحدهم يستطيعون ذلك."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب