لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب التاريخ الروماني pdf تأليف د. أبراهيم رزق الله أيوب

 كتاب التاريخ الروماني - تأليف د. أبراهيم رزق الله أيوب - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF








معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : التاريخ الروماني.


تأليف : د. أبراهيم رزق الله أيوب.


الناشر : الشركة العالمية للكتاب.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"عيوب النظام الروماني في الولايات


كان لسياسة الرومان التي فرّقت في المعاملة وتطبيق الأنظمة الرومانية، في مختلف الشؤون العسكرية والإدارية والمالية والاجتماعية والاقتصادية، بين الإيطاليين وغير الإيطاليين، اكبر مثار لسخط الأهالي الشديد على أوسع نطاق في الولايات. فقد أصبح أهالي الولايات في نظر الرومان مصدراً للكسب غير المشروع، على اعتبار انهم فقدوا على مر الزمن عادة حمل السلاح، واستطراداً لم تكن لديهم وسيلة فعالة لحماية أنفسهم من المفاسد المترتبة على إساءة الرومان استخدام سلطتهم ونفوذهم. ووسط هذه الظروف غدا أهالي الولايات ضحايا الاستغلال الذي أسهم فيه الموظفون الرسميون والنزلاء الرومان سواء بسواء.


 بالرغم من احتفاظ بعض الحكام الرومان بمستوى خلقي رفيع من النزاهة وعفة اليد، فإنهم كانوا قلة بالقياس الى الكثرة التي أساءت استغلال سلطتهم للفوز بثروة مشروعة حتى ضرب المثل بهذا الاستغلال لأن سلطة الحكام مطلقة. وزاد في الطين بلة ما كان تحت إمرتهم من قوات للمساندة لا تخضع لرقابة مباشرة من مجلس الشيوخ يغريهم الحكام على إشباع نهمهم في الوقت الذي هبط فيه المستوى الخلقي بوجه عام بين الرومان ولم يعد للضمير وازع. وقد كان قصر مدة حكم الحكام في الولايات يحول دون استطاعة الحاكم النزيه التعرف على ظروف ولايته وفهمها، وهو ما كان حافظاً قوياً للحكام المنحرفين على الشطط في جمع الثروة.

 ‏

والحكام لا يحصلون على مرتبات لقاء عملهم في الولايات، إنما يعطون مكافات شخصية لتغطية نفقاتهم هم وحاشياتهم. وفضلاً عن ذلك كان يحق لهم، في حال قيامهم بحرب ناجحة الاحتفاظ بجانب كبير من الأسلاب. وإذا كان الرومان يعتبرون الخدمة العامة في روما شرفاً لا ينتظرون الحصول على مكافآت مالية لقاء قيامهم بهذه الخدمة العامة في حين كانوا يعتبرون تولي حكم إحدى الولايات فرصة ذهبية لجمع الثروة وكان كلما عاد حكام الولايات وفي متناول أيديهم ثروات طائلة وكلما ازدادت تكاليف الحملات الانتخابية والأعباء المالية المترتبة على تولي الوظائف العامة حفاظاً على المظهر واستيفاء لتأييد الناخبين. أصبح الرومان ينظرون الى تولي حكم الولايات مصدراً لا غنى عنه لتعويض ما سبق انفاقه على الحملات الانتخابية والاستعداد لما سوف ينفق . فارتفعت لذلك بورصة التنافس بين المرشحين لتولي الوظائف العامة.


اختلفت اساليب الموظفين الرسميين في فن جمع الأموال دون وجه حق، فكان من أكثر هذه الأساليب شيوعاً ابتزاز الأموال لقاء مجرد الوصول الى الحاكم العام، ولقاء الاعفاء من الأعباء الإضافية التي كانت تفرض على الأهالي في الولايات. وهي اعباء توفير المأوى والمؤونة والوقود ووسائل النقل للجنود. حتى ان الأحكام التي كان يصدرها الحكام أو من ينيبوهم عنهم للفصل في القضايا المعروضة، مصدراً كبيراً للرشوة والثروة، تتوقف على مقدار الرشوة التي تدفع لهم. وفضلاً عن هذه الأعباء ما كان يجمع قسراً من «هدايا»، الغرض منها في الظاهر الاعراب عن التقدير والاجلال للحاكم أو تزويد الحاكم بالوسائل التي تمكنه من إقامة حفل ترفيهي للشعب الروماني عند عودته الى روما، على حساب أهالي الولايات.


وجباة الضرائب الرومان ساروا على خطأ الحكام وفي هدي سياستهم، لذلك لم يكونوا أبداً انبل وأعطف من الحكام في جمع الضرائب لأن من صالحهم ان يجمعوا أكثر مما كان يحق لهم، ولأن كل ما زاد على ما تعاقدوا عليه مع الحكومة الرومانية كان من نصيبهم. لهذا نراهم يختلقون شتى المعاذير، ولا يترددون عن التهديد باستخدام العنف لاعتصار قدر اكبر من الضريبة المقررة. وإذا رفع أحد ابناء الولايات ظلامته الى الحاكم الذي كان من واجبه ان يكبح جماح جشع الجباة، كان لا يقوم بواجبه بل يتقاعس عنه في هذا الصدد لعدم تعاطفه مع ضحايا الجباة، وليترك مجالاً لهؤلاء الجباة حتى يستفيدوا ويفيدوا إن لم يكن بطريق مباشر فعلى الأقل بطريق غير مباشر نتيجة لكسب رضاء الرأسماليين الرومان أصحاب النفوذ لجني الأرباح وتوسيع فروع شركاتهم بالإلتزام في جميع الولايات الرومانية، وترك الحبل لهم على الغارب في جمع الضرائب.


ولجأ الجباة الرومان الى اسلوب ولا ابشع وطريقة ولا أحقر وذلك بالاتفاق التجار الرومان Mereatores. فساروا وراء وسيلة وضيعة أخرى في سبيل الربح الأوفر، عارضين على المزارعين الفقراء شراء محاصيلهم من الحبوب باسعار منخفضة عقب المحصول مباشرة، وهم يعرفون كل المعرفة بأن المزارعين الذين استدانوا من الأغنياء في موسم الحراثة، هم في أشد الحاجة الى بيع محاصيلهم لسد ما عليهم من دين حتى لا يستعمل معهم اصحاب الديون أساليب قاسية وقاهرة في آن. فيبيعون المحاصيل بأرخص الأسعار لأنهم بأمس الحاجة، ليعودوا فيشترونها في موسم الحراثة والزراعة بأغلى الأسعار حين يقل العرض ويكثر الطلب على الحبوب في الأسواق.


وعملية الاستغلال لأهالي الولايات لم يغب عن ساحتها المصرفيون negotiatores الرومان ، إذ وجدوا فيها مجالاً خصباً، وربحاً مرتفعاً حيث انتشروا في جميع أرجاء الولايات والاقاليم المجاورة لها وحيث كان النفوذ الروماني سنداً، وحماية لنشاطهم وبخاصة كونهم ينتمون الى طبقة الفرسان، شأنهم في ذلك شأن جباة الضرائب. وكانوا يقدمون قروضاً بفوائد مرتفعة، تصل الى ٤ في الشهر الواحد، لأنهم كانوا عملاء، أو شركاء سريين لأعضاء مجلس الشيوخ المحظور عليهم قانوناً أن يمارسوا بأنفسهم مثل هذا النشاط. لذلك كان المصرفيون يخفون وراءهم، أعضاء من مجلس الشيوخ، وازاء نفوذ هؤلاء المصرفيين وخشية الحكام مما يترتب من نتائج قد تؤثر في مستقبلهم السياسي اذا هم وقفوا في وجههم، أو ترددوا في مساعدتهم، على جمع ديونهم. لذلك لم يدخروا وسعاً في الاستجابة الى مطالبهم مطالب الدائنين الجشعين - بوضع قوات الولاية تحت إمرتهم، أو على الأقل بنقل هذه القوات لتنزل ضيوفا ثقلاء على المتلكىء في السداد الى ان يضطر المدينون الى السداد سداداً كاملاً وإن إنطوى ذلك على بيع أراضيهم أو عبوديتهم.


كان مجلس الشيوخ هو المسؤول عن الاشراف على حكم الولايات، وبالتالي عن محاسبة هؤلاء الحكام. ومع هذا فإن المجلس لم يمارس إلا اشرافا عاماً على سلوك الحكام. فيقوم مجلس الشيوخ عند عودة كل حاكم الى روما، بفحص حساباته والترتيبات التي وضعها في إقامة مهرجان نصر إذا كان له نشاط عسكري ناجح. وهذا بالطبع لم يضع حداً للمفاسد والمظالم التي كان الاهالي في الولايات يتعرضون لها. لذلك كانت تفد الى روما من وقت الى آخر بعثات من أهالي الولايات لترفع شكواها الى السناتو أو مجلس الشيوخ بحق تصرفات بعض الحكام. واحياناً للاطراء عليهم بايحاء من الحكام أنفسهم وتحت ضغطهم. وكذلك كان ينبري من حين لآخر بعض قادة الرأي من الرومان للدفاع عن أهالي الولايات إما بوازع من ضمائرهم وأما بدافع من انتهاز الفرصة للنيل من خصم سياسي."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب