لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدّولة الأغلبّية pdf تأليف عبد العزيز الثعالبي




معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدّولة الأغلبّية.


المؤلف : عبد العزيز الثعالبي.


تحقيق : د. أحمد بن ميلاد - د. محمد إدريس.


تقديم ومراجعة : حمادي الساحلي.


الناشر : دار الغرب الإسلامي.


رقم الطبعة : 2.


تاريخ الإصدار: 1410هـ / 1990م.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"طريف البرغواطي وأتباعه 


إن إخفاق الثورة البربرية عن ملاحقة العرب والتخلص من سلطانهم على البلاد قد فتح مصارع الكيد في أدمغة دهاة البربر لمناهضة الإسلام قبل العرب كما فعلوا بالنصرانية، بعد أن أحاطوا بأسباب إخفاقهم وتبين لهم أنها دينية محضة، وأن العرب إنما تفوّقوا عليهم بالدين الذي امتلك قلوب الكثيرين منهم فأرادوا نبذه وأن يتخذوا لأنفسهم ديناً يعزّزون به وطنيتهم ويستغنون به عن الإسلام. وبذلك يتخلصون من حكم العرب.


ومن أعظم دهاتهم الذين كانوا يرون هذا الرأي طريف البرغواطي الذي أسلفنا ذكره في وفد البربر إلى هشام، فإنه بعد موقعة العرب مع ميسرة بن مطغري الحقير على طنجة ذهب إلى بلاد تمسنة وانقطع بها لوضع الدين وترتيب عقائده وأحكامه. ولما أتم كتابته سلمه لابنه صالح وأمر أن يحمل البربر عليه. 


ولما كان الوقوف على تاريخ هذه النحلة يهم تاريخنا القومي من الوجهتين العلمية والسياسية رأينا أن نستعرض بعض الإفادات عنه، وهي مقتبسة من [كتاب] أبي صالح زمور بن موسى ابن هشام بن واردزين البرغواطي، كتبه إلى أمير المؤمنين الحكم المستنصر الأموي، وهو من أئمة هذه النحلة ومتولّى صلاتها ولا ينبئك مثل خبير. وكان قد أرسل من قبل مولاه أمير برغواطة أبي منصور عيسى بن أبي الأنصار عبد الله بن أبي يحيى محمد بن معاد ابن اليسع بن صالح بن طريف البرغواطي في شوال سنة 352 هـ


أخبر زمور: أن طريفاً أبا ملوكهم احتل بلاد تمسنة، وكان إذ ذاك ملكاً لزناتة وزواغة فقدّمه البربر على أنفسهم وولي أمرهم. وكان يُظهر الإسلام إلى أن هلك فخلفه ابنه صالح وكان مع أبيه في حرب ميسرة الحقير وهو صغير ويعرف بالعلم والنباهة . فتنبأ فيهم ودعاهم إلى دين برغواطة. وادعى صالح أنه أنزل عليه قرآنهم الذي يقرأونه . قال :زمور وهو صالح المؤمنين الذي ذكره الله عز وجل في قرآن محمد عليه السلام في سورة التحريم. وعهد صالح إلى ابنه إلياس بديانته وعلمه شرائعها وفقهه في أحكامها. وأمره ألا يظهر ذلك إلا إذا قوي وأمن. وخرج صالح إلى المشرق ووعد أنه يعود إليهم في دولة السابع من ملوكهم، وزعم أنه المهدي الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان لقتال الدجال، وأن عيسى بن مريم يكون من أصحابه، ويصلي خلفه، وأنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً. وتكلّم لهم في هذا النحو كلاماً كثيراً نسبه إلى موسى، وإلى سطيح الكاهن وإلى ابن عبّاس، وزعم أن اسمه في العربية صالح، وفي السريانية مالك وفي الأعجمية عالم وربية وفي البربرية ورياوري (أي الذي ليس بعده شيء).


(قال زمور) فتولّى إلياس الأمر بعد خروج أبيه. وكان يظهر الإسلام ويخفي النحلة التي عهد إليه بها أبوه خوفاً وتقيّة . وكان طاهراً عفيفاً لم يتلبس بشيء من الدنيا إلى أن هلك بعد أن ملك خمسين سنة وترك جملة من الولد منهم يونس. فتولى الأمر بعد أبيه وأظهر ديانتهم ودعا إليها وقتل في سبيل نشرها خلقاً كثيراً، وقتل من صنهاجة خاصة في وقعة واحدة ألف وغد.


(قال زمور) : ورحل يونس إلى المشرق وحج ولم يحج أحد من أهل بيته قبله ولا بعده ومات يونس بعد أن ملك 44 سنة وانتقل الأمر عن بنيه بقيام ابن عمهم ابن غفير محمد بن معاد بن اليسع بن صالح بن طريف عليهم، فاستولى على الملك بدين آبائه واشتدت شوكته وعظم أمره وكانت له وقائع كثيرة في البربر مشهورة قال عنها أبو عبيد البكري : لا تنسى مع الأيام»، منها واقعة تيمغيسن وكانت مدينة عظيمة أقام القتل في أهلها ثمانية أيام من الخميس إلى الخميس حتى شرقت دورهم ورحابهم وسككهم ومنها وقعته بموضع يقال له بهت، عجز الإحصاء عن عد من قتل فيها.


 (قال زمور) : وكانت لأبي غفير من الزوجات 44 وكان له منهن من الولد عددهن ومات أبو غفير بعد أن ملك 29 وذلك سنة 300 وولي الأمر بعده من بنيه عبد الله أبو الأنصار وكان سخياً ظريفاً يفي بالعهد ويحفظ الجار ويكافىء على الهدية بأضعافها. ومن أوصافه أنه كان أفطس شديد الأدمة ناصع البياض طويل اللحية وكان يلبس السراويل ويلتحف عليها ولا يلبس القميص ولا يعتم إلا في الحرب. ولا يعتم أحد في بلده إلا الغرباء. وكان يجمع جنده وحشمه في كل عام ويظهر أنه يغزو من حوله. فتهاديه القبائل وتتألّفه. فإذا استوعب هداياهم وألطافهم فرق أصحابه وسكنت حركته. فملك بهذه السياسة 42 سنة في دعة ولما هلك دفن في مسلاخة وبها قبره.


وولي بعده من بنيه ابنه منصور بن عيسى بن أبي غفير وهو ابن 22 سنة وكانت ولايته سنة 341، فسار بسيرة أبيه، ودان بديانتهم، واشتدّت شوكته وعظم سلطانه. وكان أبوه وقاه قبل موته بموالاة خلفاء الأندلس وكذلك كان يوصي جميعهم المرشح للملك من بعدهم.


وحكى عنه زمور أنه قال: يا بني أنت سابع الأمراء من أهل بيتك وأرجو أن يظهر صالح بن طريف في عهدك كما وعد."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب