لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

النخبة المغربية ومسألة تعليم المرأة في عهد الحماية pdf تأليف د. محمد معروف الدفالي

مقالة "النخبة المغربية ومسألة تعليم المرأة في عهد الحماية" تأليف د. محمد معروف الدفالي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF


 






معلومات عن المقالة : 


العنوان : النخبة المغربية ومسألة تعليم المرأة في عهد الحماية.


المؤلف : ذ، محمد معروف الدفالي ( أستاذ باحث بكلية الآداب – الدار البيضاء – عين الشق ).


المصدر : مجلة أمل.


الناشر : محمد معروف.


المجلد / العدد : مج 7، ع 20، 19.


عدد الصفحات : 18.


حجم المقال : 0,5 ميجا بايت.


 صيغة المقالة : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من المقالة :


"تعليم المرأة بين التأييد والتحفظ


 حرصت سلطات الحماية منذ بدايات عملها بالمغرب، على محاولة نشر تعليم البنات المغربيات المسلمات. وذلك إما التزاما بسياسة الإصلاح، التي تضمنتها معاهدة 1912، أو في سياق السياسة الأهلية، ومحاولة استقطاب المرأة المغربية حتى لا تبقى عدوة لعمل فرنسا بالمغرب، وربما تتحول بعد التعليم إلى أداة دعاية وتسرب للنفوذ الفرنسي داخل البيوت. وكان المغاربة في هذه الفترة مازالوا أزهد الناس في الأمر، ومن مظاهر ذلك الزهد، أن إدارة المعارف" فتحت سنة 1915، مدرسة لتعليم البنات بفاس، لم يقصدها أحد، فاضطرت الإدارة إلى غلقها، ونفس المصير لا قته إحدى المدارس الأولى التي فتحت لنفس الغاية بمدينة سلا، وهي مدرسة باب "احساين". وفي سنة 1923، أعادت سلطات الحماية محاولة إنشاء مدرسة للبنات بمدينة فاس، وحتى لا تثير شكوكا، ومن أجل إنجاح المحاولة، تركت أمر البث في البرنامج إلى العائلات، وتقرر وضع المشروع تحت إشراف المجلس البلدي للمدينة. إلا أن الأمر لم يخل من إثارة نقاش حاد بين مؤيدين ومتحفظين، استند فيه المعارضون إلى طروحات من ضمنها، أن النساء عسيرات الانقياد بصفتهن جاهلات، فكيف بهن إذا صرن مثقفات، وأن الرجال قوامون على النساء، فلا يجوز عكس الأمر، وأن الساعة لم تحن بعد لتعليم البنات، وأن النساء بفاس غير النساء خارجها... وما شابه ذلك من تعبير عن الرفض المطلق.


لقد أولت يعض الكتابات، مثل هذا الموقف، الذي كان أنصاره أغلبية في المجتمع بأنه كان نوعا من التحفظ، منشأه الحرص الشديد على كرامة الفتاة والخوف من أن يؤذي بها التعليم، والخروج إلى المدرسة، إلى الانحراف والتعرض إلى ما من شأنه أن يخل بكرامتها وأخلاقها، كما أولته كتابات أخرى بأنه كان خوفا على البنات من أن يقذف بهن إلى أيدي المعلمات الأجنبيات ليتولين تعليمهن وتربيتهن، مع ما ينجم عن ذلك من سلبيات تمس البيت المغربي بل لقد ذهب هذا التأويل الأخير إلى تحميل مسؤولية عرقلة تعليم البنات إلى تدخل السياسة الفرنسية في الأمر، بشكل أثار مخاوف، ما كانت لتتار لــو تولى المغاربة بأنفسهم الإشراف على الفكرة وتنفيذها.


ومهما كان الأمر، فمسألة تعليم المرأة، في بداية الصدع بها بالمغرب اصطدمت بعدد من الخصوم والمناوئين، انبنت مواقفهم على التقاليد، وواقع الحال الموروث وعلى تأويلات خاصة للكتاب والسنة، خلصت إلى ادعاء معارضة الدين الإسلامي لمثل هذا التعليم المراد. وفي مقابل هؤلاء المعارضين، انتظـ أنصار ومنافحون، كان أغلبهم من رواد ورموز الحركة الوطنية، فقد كانت الحركة الوطنية حركة سياسية، وحركة اجتماعية، بل إنها كانت اجتماعية إصلاحية، قبل أن تكون سياسية. ومن هنا وجب توسيع الحديث عن روادها قبل أن يقلصهم العمل والاختلاف السياسي.


 لقد أثارت مسألة تعليم المرأة في المشرق العربي خصوصا في واحت نهضته، مصر والشام - قبل المغرب، نقاشات ميزت بين المجددين نتاج حركة الأفكار الغربية، وحركة التجديد الإسلامي، وبين المحافظين، الذين رأوا في المسألة نوعا من الهرطقة ولم يكن المغرب بمنأى عن النقاشات التي دارت بالشرق حول الموضوع. فقد اطلعت عناصر من النخبة المغربية على حركة النهضة النسوية بالشرق، من خلال المجلات، ومن خلال ما نشره المتحمسون والمهتمون بتعليم الفتاة، وتطوير موقعها داخل الأسرة والمجتمع. فكتابات قاسم امين، على سبيل المثال - كانت كثيرة التداول بين المتعلمين، وكان اسمه مشهورا في أوساطهم، كما كان كتاباه : تحرير "المرأة" و "المرأة الجديدة"، من أشهر الكتب المتداولة. إذ ينص عدد من رواد الحركة الوطنية في مذكراتهم، أن هذين الكتابين، كانا من ضمن مقروءاتهم، أواسط العشرينات. ومثل ذلك كـانت كتابات "ملك حفني ناصف (باحثة البادية)، وكتابات وأنشطة "هدى شعراوي" متداولة ومعروفة، وأشعار كبار الشعراء، من دعاة التجديد في المسألة النسائية محفوظة ومرددة.

 ‏

 ‏ ومن خلال الرغبة في التجديد، وضرورة مسايرة العصر، ومن خلال الآثار الفكرية التي ولدتها الكتابات المشار إليها نثرا وشعرا، تبلورت حركة مناصرة تعليم البنات، والدعوة إليها. وتذكر بعض الشهادات، أن المعركة بين أنصار وخصوم تعليم المرأة بالمغرب كانت خفيفة، وسهلة، مقارنة مع نظيرتها كما عرفها الشرق، وذلك لأسباب منها : ضعف التيار المناهض، وعدم تنظيمـ وآثار عامل الزمن الذي عمل في اتجاه التفتح والتطور، واقتناع العلماء والوجهاء والشباب المثقف، بحتمية تطوير الفتاة بالتعليم والتربية، من أجل حياة العصر على رأس المنادين، والمتحمسين الأول لتعليم المرأة، محمد بن الحسن الحجوي" وهو عالم سلفي، وتاجر، وأحد رجالات المخزن. فقد كان لهذا الرجل سبق ومكانة في إطار هذه المسألة، حيث نقرأ في أحد أعداد مجلة المغرب "أن للأستاذ الحجوي أعمالا جلى في ميدان الإصلاح سيذكرها له التاريخ، بكل امتنان، وهو في مقدمة المفكرين الذين دعوا منذ نشر الحماية إلى الاهتمام بتعليم النساء وتحريرهن من بعض العوائد الضارة بهن وبالمجتمع. وقد سعى في ذلك سعيا محمودا فألقى المحاضرات، وكتب المقالات، وانتهز كل فرصة سانحة لبث أفكاره ولم يثبط عزمه في ذلك ما لاقى أحيانا من معارضة ونقد....". لقد آمن هذا الرجل بضرورة تعليم المرأة وتهذيبها، من أجل إعداد الرجال الصالحين، تأثرا بروح العصر، واعترافا بالدور الذي لعبته جدته في تربيته، فكان أول من كتب وحاضر حول الموضوع، وعبر عن رأيه الشخصي، الذي أدخله معركة فكرية ضد عدد من رجال المخزن - وعلى رأسهم الصدر الأعظم محمد المقري وضد عدد من الفقهاء المختلفين معه في الرأي. جهر الحجوي برأيه في الموضوع سنة 1341 هـ (1923م) في مسامرة بمعهد الدروس العليا بالرباط بحضور عدد من رجال المخزن، وقضاة وعلماء وأعيان الرباط وسلا، وعدد من مسؤولي إدارة الحماية، وبعض المستعربين الفرنسين، في محاضرة حول "تعليم الفتاة ومشاركتها في الحباة "، رأى فيها وجوب تعليم الفتاة تعليما عربيا إسلاميا على نحو تعليم السلف الصالح نساءهم، من غير أن يؤدي ذلك إلى السفور ورفع الحجاب". ويبدو أن مضمون المحاضرة لم يكن مستساغا من طرف عدد من الحاضرين. وهو موقف ترجمه الصدر الأعظم محمد المقري، الذي قاطع المحاضر أثناء المحاضرة بقوله : " إن الدين الاسلامي لا يساعد على تعليم البنت تعليما يجعلها تشارك الرجل وتزاحمه في الحياة، وسانده في الرأي الشيخ أبا شعيب الدكالي لما طلب رأيه بقوله " إن تعليما للفتاة يبلغ بها هذا الحد لا تقره مبادئ الاسلام" أثارت محاضرة الحجوي، زوبعة من النقاش في مختلف الأوساط و سارت بها الركبان على حد تقويمه لها نفسه فيما بعد، ولقيت استحسانا في تونس والعالم الاسلامي شرقا وغربا"."


رابط التحميل


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب