لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب مصطلح التاريخ pdf تأليف د. أسد رستم

كتاب مصطلح التاريخ  للأستاذ أسد رستم - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


العنوان : مصطلح التاريخ.


المؤلف : د. أسد رستم.


عدد الصفحات : 253 ص.


الناشر : مركز تراث للبحوث والدراسات.


الطبعة الأولى : 2015 م.


حجم الكتاب : 5.38 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"التعرف إلى المؤرخ المجهول وتعيين الزمان والمكان


وهب أننا تثبتنا من صحة الأصل، وخلوه من كل دس أو تزوير، فهل ننقاد إلى نصه وننزل على حكمه، أم نمتنع عن ذلك، ونعرض عن الطاعة، إلى أن نتثبت من هوية المؤرخ، ونتعرف إلى شخصيته وتسبر غوره، وندرس المكان الذي عاش فيه، والزمان الذي دون فيه أخباره؟ أوكيس من فرق في قبول الشهادة وردها، بين رواية رئيس حكومة، عن أعماله في أثناء قيامه بأعباء الوظيفة، ورواية لحام عن الأعمال نفسها؟ أو بين رواية دونت في أثناء وقوع الحوادث المروية، وغيرها دونت بعد وقوع الحوادث بربع قرن من الزمن ؟ بلى ! فمن المحتم أن نتعرف إلى شخصية المؤلف، ونتثبت من أمـيـالـه ونزعاته ودرجة علمه، وذكائه، واتصاله بالحوادث التي يروي أخبارها، ولا بد من الوقوف على الزمن الذي كتبت فيه هذه الأخبار، والمكان الذي سطرت فيه.


وإذا تأملنا هذا الأمر مليا نرى أن الأصول هي في غالب الأحيان صلتنا الوحيدة بحوادث الماضي، فإن أخبرتنا الخبر على حقه توصلنا إلى الحقيقة التي ننشدها، وإن أرجفت فخاضت في الأخبار المخطئة أو الكاذبة أوقعتنا في مهاوي الضلال والتضليل، ولذا فإننا نرى لزاما في أعناقنا أن نتعرف إلى شخصية المؤرخين الذين نصوا هذه الأصول؛ كي نمزق ظلمات الإشكال ونكشف معالم الهدى. ومهمتنا من هذا القبيل هي أصعب بدرجات مهمة القضاة والمحامين ؛ إذ إن هؤلاء يتحدثون إلى من ينقل الخبر إليهم ويمتحنونه بالاستنطاق، فهو مُخبر حي ماثل أمامهم، أما مخبر المؤرخ فإنه ميت خلا مكانه وطويت صحيفته.


و مما يجدر ذكره من هذا القبيل، أنه في أواخر عام ١٩٢٦ فاجأنا صديق لنا بمخطوطة صغيرة، تحفظ أخبار الدولة المصرية العلوية في سوريا، في زمن إبراهيم باشا، وبعد أن تصفحناها قليلا وجدنا أنها مغفلة، لا تحمل اسم مؤلفها، ولا تشير إلى الزمان الذي كتبت فيه، ولا إلى المكان الذي دونت فيه أخبارها.


فدفعنا حب الاستطلاع إلى فحصها والتنقيب عن سرها؛ للتعرف إلى مؤلفها، وتعيين محل إقامته، والزمان الذي دون فيه أخباره.


وبعد أن قلبنا الطرف فيها، ونظرنا في أعطافها ومطاويها، ألفيناها تضم بين دفتيها، لا أقل من ثلاثة مؤلفات مختلفة، تحتوي جميعها تتفا من أخبار إبراهيم باشا في الأقطار الشامية وبر الأناضول ؛ فالصفحات الثلاث الأولى تختلف عن الخمس التي تليها، والصفحات الخمس هذه تختلف بدورها عما قبلها وبعدها.


وتسهيلا للبحث، وإيراد بعض البراهين نسمي الصفحات الثلاث الأولى (أ) والخمس التي تليها (ب)، والباقي (ج). فلو درسنا ما دُونَ فيما سميناه (أ) وجدناه يبتدئ من حصار عكا سنة ١٨٣١، وينتهي بموقعة قونية سنة ۱۸۳٢، ولو انتقلنا إلى «ب» وجدنا أن مؤلفها لا يبتدئ بذكر الحوادث التي وقعت بعد معركة قونية وينتهي بآخر أخبار الدولة المصرية في سوريا، كما هو منتظر منه في ما لو كان هو هو الذي كتب «أ» من قبل، بل نراه يكرر أخبار «أ»، ويقف عند ذكر فتح دمشق، وهكذا يفعل كاتب «ج ؛ فإنه يبتدئ من حصار عكا أيضا، ويكرر أخبار بعلبك والزراعة وزحلة... إلخ، وينتقل بعد تكرار هذه إلى ذكر الحوادث التي لم تذكر في «أ» و «ب»، والتي حدثت بعد موقعة قونية، ولدى التدقيق في تواريخ الحوادث، وجدنا اختلافا بين روايات (أ) و (ب) و(ج).


فإن واضع «أ» لا يستعمل إلا التاريخ الهجري، وأما واضع «ب» فإنه يتشبث بالتاريخ المسيحي، ثم إن واضع (أ) يؤرخ خبر توجه عبد الله باشا إلى مصر في ٢٠ ذي الحجة سنة ١٢٤٧، وأما «ج» فإنه يؤرخ الخبر نفسه في ٢٩ ذي الحجة من السنة نفسها، وبينما واضع «أ» يؤرخ معركة حمص في ٩ صفر سنة ١٢٤٨، فإن واضع «ج» يذكرها مع حوادث ربيع الأول من السنة نفسها.


وفي الهامش، على خلاف عادته، يقول : إن إبراهيم باشا دخل حمص في ٨ تموز نهار الأحد. كذلك نرى واضع (أ) يقول : إن الأمراء الشهابيين ملحماً وبشيراً وقاسماً، توجهوا إلى إمارتهم في ٢٥ جمادى الأولى من سنة ١٢٤٨، بيد أن واضع (ج)) يجعلنا نظن أن توجههم هذا، كان بين الثاني والثامن من الشهر نفسه. أفلا يصح لنا بعد هذا الاختلاف، أن نقول : إن مخطوطتنا إنما هي مجموعة لتواريخ، لا تاريخ واحد؟!


أما مؤلف القسم الأكبر من هذه المخطوطة «ج»، فإنه مجهول عندنا، لا نعرف اسمه ولا مهنته ولا نعلم عنه شيئًا سوى ما يمكنا أن نتنسمه من أخباره في سياق كلامه عن حوادث هذه المخطوطة، فإننا لو أحصينا مثلا، جميع ما ذكره في (ج) من الأخبار، وجدنا أن ثلثيه أو أكثر عن لبنان، والثلث الآخر عن باقي الأقطار الشامية وبر الأناضول. ولو أعدنا النظر في ما أثبته عن لبنان، وجدنا نحو ثلثيه عن دير ا القمر وبيت الدين، والثلث الآخر فقط عن سائر المقاطعات اللبنانية، ولو أنعمنا النظر في حوادث الدير وبيت الدين لألفيناها أدق من غيرها وأكثر تعيينا وضبطا.


نراه مثلا يؤرخ وفاة امرأة حنا الحاصباني في دير القمر، وحضور المعلم بطرس كرامة من بيت الدين إلى بيته في الدير، وظهور الطاعون في البلدة نفسها، ويترك من أخبار سائر المقاطعات اللبنانية، ما هو أهم منها بدرجات، ونراه يقول : دخل إبراهيم باشا إلى بتدين في ٢٩ أيلول بعد الظهر، وحلت عساكره الظافرة في غربي سحرا الدير، عند البيادر، وأنه كان لديه خمس ألايات ومدفعان وعشرون جمل جباخانة»، ويكتفي في كلامه عن بعض حوادث كسروان، بقوله : شاع  خبر أنه صار حرب في كسروان بين عثمان باشا في عين الشقيف وأهل كسروان».


ثم نراه يشير إلى المعلم بطرس كرامة بقوله، حسب عادة أهل الدير : «المعلم»، وإلى رئيس كنيسة التلة في الدير بلفظة: «الريس» فقط، ويذكر غيرهما من أعيان سائر مقاطعات، لبنان، بكامل أسمائهم، أفلا يصح لنا، بعد هذا كله، أن نقول : إن المؤلف إن لم يكن لبنانيا ديرانيا، فقد كان م المقيمين في الدير في أثناء وقوع الحوادث المروية في المخطوطة؟


بقي علينا أمر آخر، وهو أن ندرس خط هذه المخطوطة، ونقابله بما بقي من خطوط تلك الأيام ؛ لنتوصل إلى معرفة كاتبها وهكذا فعلنا؛ فإننا قصدنا المكتبة البطريركية، في بكركي، وطلبنا رسائل الحقبة ١٨٣١ - ١٨٤١، فوجدنا بعد العناء الطويل، عدة رسائل مكتوبة بالخط نفسه، وممضاة هكذا : «القس أنطون الحلبي مدبر أنطونياني»، وحينما فحصنا محتويات هذه الرسائل، وجدنا أن نفسها هو نفس مخطوطتنا، وموضوعها موضوعُ هذه المخطوطة بعينه، ووجدنا أيضا أن لهجة هذه الرسائل ولغتها هما لهجة مخطوطتنا ولغتها.


فقصدنا عندئذ غبطة البطريرك الماروني ماري إلياس حويك، وسألناه عن القس أنطون المذكور، لنعرف علاقته بالأمير الشهابي الكبير، فتكرم علينا بالجواب، وأكد لنا أنه أي القس أنطون المذكور - كان من أقرب المقربين للأمير الكبير، فشجعنا هذا الجواب الصريح على استقصاء أخبار القس المذكور، وأشار علينا سيادة المطران عبد الله بمراجعة الأب عمانوئيل البعبداتي الأنطونياني، شيخ رهبانيته ومؤرخها، فطلبنا كتابه في تاريخ الرهبانية المذكورة، ووجدنا أن القس أنطون الحلبي، كان أستاذ الأب عمانوئيل، وأنه سكن بتدين، وتقرب من الأمير الكبير."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب