لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المدينة الفاضلة للفارابي pdf تأليف د. علي عبد الواحد وافي

كتاب المدينة الفاضلة للفارابي - تأليف د. علي عبد الواحد وافي - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : المدينة الفاضلة للفارابي.


مؤلف : د. علي عبد الواحد وافي.


الناشر : نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.

 ‏

عدد ‏الصفحات: 110.


حجم الملف : 2.73 ميجا بايت. 


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"القول في احتياج الإنسان إلى الاجتماع والتعاون


(وكل واحد من الناس مفطور على أنه محتاج في قوامه وفى أن يبلغ أفضل كمالاته إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها هو وحده، بل يحتاج إلى قوم يقوم له كل واحد منهم بشئ مما يحتاج إليه. وكل واحد من كل واحد بهذه الحال )


يقرر الفارابي أن الإنسان مدنى بطبعه. وأنه بفطرته محتاج من الناحيتين المادية والمعنوية إلى أشياء كثيرة، ليس في وسعه أن يستقل بأدائها، وينفرد بالقيام بها ؛ بل هو محتاج إلى عمل كل فرد فى مجتمعه. ولعله يشير إلى الناحية المادية بقوله : « في قوامه »، وهي التي تتصل. ( بالقوة الغاذية )، ويشير إلى الناحية المعنوية بقوله ( أفضل كمالاته، وهى السعادة. وهذا التعبير الأخير تعبير فلسفى مأخوذ من مذهب أفلاطون وأرسطو ؛ إذ أن الكمال المطلق عندهما هو السعادة، والسعادة أن يُعبد للإنسان طريق القيام بالأمور التي تصدر عن فكر وروية. وإنما كانت السعادة أفضل الكمالات لأنها تتصل بأفضل القوى الإنسانية وهى القوة العاقلة. فالفارابي يريد أن يقرر أن السعادة نفسها لا ينالها الإنسان إلا بالتعاون، وخاصة التعاون الفكرى. ومعنى قوله « وكل واحد من كل واحد بهذه الحال، أن موقف كل فرد من كل فرد آخر تتوافر فيه الحال التي ذكرها، أي أن الناس قاطبة في حاجتهم إلى التعاون سواء.


( فلذلك لا يمكن أن يكون الإنسان ينال الكمال الذي لأجله جعلت له الفطرة الطبيعية إلا باجتماعات جماعة كثيرة متعاونين، يقوم كل واحد لكل واحد ببعض ما يحتاج إليه فى قوامه، فتجتمع مما يقوم به جملة الجماعة لكل واحد جميع ما يحتاج إليه فى قوامه، وفى أن يبلغ الكمال ولهذا كثرت أشخاص الإنسان فحصلوا في المعمورة من الارض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية ). 


ولا يمكن أن ينال الإنسان الكمال الذى تتجه إليه فطرته إلا باجتماع أفراد كثيرين يقوم كل منهم ببعض ما يحتاج إليه الآخرون في شئونهم المادية والمعنوية، وتحقيقاً لهذا الغرض كثر الأفراد، واستقروا في أنحاء الأرض متكتلين في طوائف متعاونة العناصر، فتكونت منهم المجتمعات.


( فمنها الكاملة ومنها غير الكاملة. والكاملة ثلاث : عظمى ؛ ووسطى، وصغرى. فالعظمى : اجتماعات الجماعة كلها في المعمورة ؛ والوسطى اجتماع أمة فى جزء من المعمورة، والصغرى اجتماع أهل مدينة في جزء من مسكن أمة. وغير الكاملة : اجتماع أهل القرية، واجتماع أهل المحلة ؛ ثم اجتماع في سكة ؛ ثم اجتماع في منزل. وأصغرها المنزلة. والمحلة والقرية هما جميعاً لأهل المدينة : إلا أن القرية للمدينة على أنها خادمة للمدينة ؛ والمحلة للمدينة على أنها جزؤها. والسكة جزء المحلة ؛ والمنزل جزء السكة ؛ والمدينة جزء مسكن أمه ؛ والأمة جزء جملة. أهل المعمورة ).


يقسم الفارابي المجتمعات إلى كاملة وغير كاملة. ويريد بالمجتمع الكامل ما يتحقق فيه التعاون الاجتماعي بوجه كامل ؛ وبغير الكامل ما لا يستطيع أن يكفى نفسه بنفسه، أو مالا يتحقق فيه التعاون الذي ذكره بصورة كاملة.


والمجتمعات الكاملة ثلاثة : أعظم وأوسط وأصغر. فالمجتمع الأعظم، أي أكثرها كمالا، هو انتظام العالم كله فى مجتمع واحد تحت سلطة حكومة واحدة ورئيس واحد. والأوسط، وهو ما يليه كمالا، هو اجتماع أمة في جزء من العالم بحكومة مستقلة. والأصغر، وهو أقلها جميعاً في الكمال، هو اجتماع أهل مدينة في أمة ما بحكومة مستقلة كذلك.


ويلاحظ أن الاجتماع الأول الذى ذكره الفارابي وجعله أكمل المجتمعات الكاملة جميعاً لم يذكره أحد قبله، بل لم يخطر ببال فلاسفة اليونان الذين اغترف من فلسفتهم ونظرياتهم كأفلاطون وأرسطو، ولعل ذلك يرجع إلى تأثره بتعاليم دينه. إذ إن الإسلام يهدف إلى إخضاع العالم كله لحكومة الخليفة. أما فلاسفة اليونان فلم يكن عندهم تلك الفكرة ؛ بل إن أكبر مجتمع فكروا فيه ووقعت عليه مشاهداتهم كان المدينة أو الجمهورية. 


وأما المجتمعات غير الكاملة فيقسمها أربعة أنواع : اجتماع أهل القرية وهى مجتمع تابع للمدينة وخادم لها، واجتماع أهل المحلة، وهي جزء من المدينة وحى من أحيائها، واجتماع في سكة، وهي جزء من المحلة، واجتماع في منزل، وهو اجتماع أفراد الأسرة في منزل واحد. وأنقص تلك المجتمعات في نظره هو مجتمع الأسرة ؛ وأقل منه نقصاً مجتمع السكة، وأقلها جميعاً في النقص وأدناها إلى المجتمعات الكاملة مجتمعا القرية والمحلة. وهاتان في درجة واحدة، غير أن الثانية جزء من المدينة بينما الأولى خادمة وتابعة لها."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب