لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فقه الفلسفة؛ القول الفلسفي كتاب المفهوم والتأثيل - الجزء الثاني pdf تأليف د. طه عبد الرحمن

كتاب فقه الفلسفة؛ القول الفلسفي كتاب المفهوم والتأثيل - الجزء الثاني - تأليف د. طه عبد الرحمن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فقه الفلسفة؛ القول الفلسفي كتاب المفهوم والتأثيل.


الجزء : الثاني.


تأليف : د. طه عبد الرحمن.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf). 






مقتطف من الكتاب :


"التأثيل اللغوي: تفطن أهل اللغة وغيرهم مند القديم إلى أهمية هذه الدلالة السابقة في عموم المعرفة وحققوها في غير ما مصطلح، علميا كان أو أدبيا، وأفردوها باسم خاص، بل جعلوا الاشتغال بها علما مستقلا أطلقوا عليه اسم Metymology أو etymologie = إيتيمولوجيا») ؛ ويمكن أن نعرفه على وجه الإجمال يكونه العلم الذي ينظر في أصول المعاني وأزمانها وأطوارها أو، إن شئت قلت، تاريخها ؛ ولم يفت اللغويين العرب ولا علماء المسلمين الوعي بدور هذه الدلالة، ووضعوا لها اسم المعنى اللغوي، بل لا يكاد علم من علومهم يخلو، كلما دعتهم الضرورة إلى وضع مفهوم جديد من التنبيه على معناه اللغوي أو تحديد وجوه المناسبة بينه وبين معناه الاصطلاحي أو تقرير قواعد تضبط العلاقة بينهما؛ نذكر من هذه القواعد على سبيل المثال القاعدة التي تقول بأن الأصل في فهم الخطاب الخاص، عقيدة أو معرفة هو المعنى الاصطلاحي، لا المعنى اللغوي، ولا يصار إلى المعنى اللغوي إلا بدليل ؛ وكذا القاعدة التي تقرر بأن المعنى الاصطلاحي المنقول إليه يصير بعد النقل حقيقة، بينما المعنى اللغوي المنقول منه يصير،مجازا، والحقيقة راجحة

والمجاز مرجوح.


 والمثير للانتباه بحق في قواعدهم المستقرة هو إنزالهم المعنى اللغوي منزلة المعنى المجازي، لأن ذلك يزيد في تأكيد ما ادعيناه من أن هذا المعنى إشارة يقع بها تأثيل المفهوم ولو أن الأصل في إشاريته عندنا ليس هو الوضع المجازي الذي ينتقل إليه، وإنما الوضع الإضماري الذي يصير إليه كأنما الفيلسوف يحذفه عن قصد، اعتمادا على أنه بمقدور المتلقي استحضاره وإدراكه، متوخيا في ذلك سبيل الإيجاز؛ وإذا عرفنا أن الإيجاز يولد المجاز، بدا موقفنا آيلا إلى موقفهم في إقرار وجود المجاز؛ لكن هذا الاتفاق ظاهر وحسب، حيث إن المجاز عندهم يدخل على المعنى اللغوي، في حين يبدو عندنا داخلا على المعنى الاصطلاحي، إذ المجاز يلحق المحذوف منه لا المحذوف، والمحذوف منه هو هذا المعنى الاصطلاحي.

 ‏

وإن قيل بأن دخول المجاز على هذا المعنى يصرف عنه وصفه الاصطلاحي، فإننا نقول بأن الفيلسوف يُجري حذفه أو يختصر مدلوله كما يختصر العالم تعابيره في رموز، كل رمز يدل على تعبير مخصوص، يتعين على المتلقي استحضاره من أجل إدراك مدلول هذا الرمز، فتكون هذه الرموز اصطلاحية في حد ذاتها ولكنها مجازية بالنسبة إلى مرموزاتها، فكذلك المفهوم الفلسفي، فإنه يُعد اصطلاحيا بالنسبة إلى نفسه، مجازيا بالإضافة إلى مضمراته.


وانطلاقا من مصطلح المعنى اللغوي الذي استعمله أهل اللغة العرب، عمدنا إلى وضع مقابلنا العربي للمصطلح الأجنبي : etymology، وهو : «علم التأثيل اللغوي» أو التأثيليات اللغوية ؛ وبهذا يكون التأثيل اللغوي بحسب تصنيفنا، قسما من التأثيل المضموني الذي هو قسيم التأثيل البنيوي.


وإذ عرفت مقصودنا بالتأثيل اللغوي، نقول بأنه ليس في أهل المعرفة من هو حريص على تأثيل مفاهيمه بهذا الطريق حرص الفلاسفة عليه، حتى إن الواحد منهم ليفتتح استشكاله لمفهوم ما بالاستناد إلى معناه اللغوي، إن إيجابا أو سلبا.


أما في حالة اعتبار الفيلسوف المدلول اللغوي سندا إيجابيا، فإن كان مقلدا، رجع فيه إلى مدلوله في اللسان الذي وضع فيه في الأصل، سواء أطابق هذا المدلول مدلوله في اللسان الذي يتكلمه أم لم يطابقه غير عابئ بالفرق بينهما، بل جاعلا أحيانا لسان واضعه على الأقل من هذه الجهة فوق لسانه؛ وإن كان مجتهدا، رجع فيه إلى مدلوليه في اللسانين معا، فدخل في المقارنة بينهما واقفا عند الفروق التي تفصلهما مع البحث عن سبل الوصل بينهما أو تكميل بعضهما ببعض ناقلا بذلك الاستشكال الأصلي للمفهوم من وضع إلى وضع قد يكون أوسع منه.


وأما في حالة اعتبار الفيلسوف المدلول اللغوي سندا سلبيا، فإن كان مقلدا، صرفه من غير استشكال له بحيث يكون انصرافه عنه غير مبرر، فيظل غير عارف بتأثيراته المحتملة في المدلول الاصطلاحي وضعا وتوظيفا؛ وهكذا، لا يضمنا لنفسه عدم دخول عناصر هذا المدلول اللغوي على فكره من جهات لا يدري بها؛ هذا، إذا لم يكن في صرفه لهذا المعنى جاريا على تقليد غيره ؛ وإن كان مجتهدا، لم يصرفه إلا مستشكلا له بما فيه كفاية، حتى يبرز حدوده ويتبين آثاره لكي يدفعها عنه فيما يقول ويعتقد ؛ وإذا كان لسانه غير لسان واضع المفهوم الذي ينظر فيه، واختلف مدلولاه اللغويان فيهما اختار بين صرف مدلوله في لسان واضعه أو في لسانه، ولا ينتقل عن واحد منهما ويحتفظ بالآخر إلا باستشكال مزدوج يبرر به انتقاله عن الأول واحتفاظه بالثاني؛ والغالب أن يُبقي على مدلول لسانه، وإذا صرفه لم يكن إلا عن إكراه؛ وقلما يصرفهما معا، لرسوخ تقليد التأثيل اللغوي بين عموم ! المشتغلين بالفلسفة.


ولما كان هذا التأثيل أبرز أنواع التأثيل المضموني التي مارسها الفلاسفة، تسليما بحجيته بينهم، فقد عقدنا له فصلا مستقلا بسطنا الكلام فيه عن المسلكين التأثيليين : مسلك المجتهدين في فوائده ويمثلهم أفلاطون و ديكارت)، ومسلك المقلدين في آفاته، ويمثلهم فلاسفة الإسلام ؛ وسوف تجد فيه من الأمثلة التطبيقية ما تبدو معه المنازعة في دعوانا بشأن تأثيل الفلاسفة لمفاهيمهم من باب المكابرة أو المغالطة؛ وحسبنا هنا أن نورد على هذا التأثيل مثالا واحدا فيه من الدلالة ما يجعل كل متفلسف أصيل يعتبر به وليس هذا المثال إلا اسم «الفلسفة» نفسه.


فهناك تقليد تأثيلي عام يتوارثه الفلاسفة بعضهم عن بعض على مدى القرون، حتى لا يكاد يخرج عنه واحد منهم إلى يومنا هذا، بل يتزايد رسوخا مع كل فيلسوف تصدى للتجديد في مسار الفلسفة؛ وهذا التقليد هو أخذ الفيلسوف للمدلول اللغوي للفظ «الفلسفة» في كل تعريف يضعه لها أو على الأقل التذكير به متى بدا له أن يأتي بتعريف لها من عنده يوافق،مذهبه بحيث لا يزيد هذا التعريف الخاص نفسه عن كونه تأويلا متميزا لعناصر هذا المدلول اللغوي التي لا ينازع في وجودها ولا في سابق دلالتها.


 ويتم ذلك بإرجاع الكلمة اليونانية «فيلوسوفيا»، كما تعلم، إلى أصلها المزجي، إذ تتألف من لفظيين هما «فيليا» و«سوفيا» وقع إدغام بعضهما مع بعض في المقابل المعرب : «الفلسفة»، فصارا هما «فَل» و«سف»؛ وقد اشتهر بين جمهور الفلاسفة أن فيليا» تفيد «المحبة) أو (الحب) وأن سوفيا) تفيد (الحكمة)، بحيث يدل التركيب المزجي منهما: «فيلوسوفيا» على معنى محبة الحكمة ؛ وقد أنزل جل الفلاسفة هذا المعنى المشهور منزلة تعريف للفلسفة، لا سيما أولئك الذين مضوا بعيدا في التصديق بالمقولة التي لا يصدقها إلا مقلد وهو أن الفلسفة لا موضوع لها ولا منهج ؛ وحرصا من بعضهم على التنبيه إلى هذا الأصل، فإنه كان يكتب كلمة «فيلوسوفسا» في كلمتين موصولتين بخط على هذا الشكل : «فيلو - سوفيا»."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب