لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب فقه الفلسفة؛ الفلسفة والترجمة - الجزء الأول pdf تأليف د. طه عبد الرحمن

كتاب فقه الفلسفة؛ الفلسفة والترجمة - الجزء الأول - تأليف د. طه عبد الرحمن - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF







معلومات عن الكتاب :


إسم الكتاب : فقه الفلسفة؛ الفلسفة والترجمة.


الجزء : الأول.


تأليف : د. طه عبد الرحمن.


الناشر : المركز الثقافي العربي.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).






مقتطف من الكتاب :


"كيف الوصول إلى الإبداع الفلسفي؟


ليس في الأسئلة عن الفلسفة الإسلامية العربية سؤال يشغل البال ويستحق الجواب مثلما هو السؤال عن قدرتها على التجديد وقدرها من الإبداع : فهل الفلسفة الإسلامية العربية مجددة ومبدعة بالإضافة إلى المنقول الفلسفي، قديمه وحديثه، أم هي منحصرة في تقليده، مقتصرة على اتباعه؟


وليس عجبا أن تتعدد الأجوبة على هذا السؤال وتتفرق بأصحابها السبل، متى علمنا أن من تولوا الإجابة عنه لم يكونوا هم | المتفلسفة المسلمون العرب وحدهم، بل شاركهم في هذه الإجابة أهل المنقول الفلسفي نفسه الذين تسموا بـ«المستشرقين»، إن لم يسبقوهم إليها، فيرسموا لهم مسالكها ويقيدوهم باتباعها؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإن الجواب عن السؤال بشأن إبداعية الفلسفة هو نفسه واقع تحت طائلة التقليد، فنحتاج إلى وضع السؤال عن قدر هذا الجواب ذاته من الإبداع، فهل أقوالنا في الإبداعية الفلسفية العربية، إن إيجابا أوسلبا، تتضمن اجتهادا وتجديدا، أم أنها تخلو منهما خلوا؟ بل ألا يكون التقليد والاتباع قد تطرقا لا إلى هذه الأقوال في إبداعية الفلسفة فحسب، بل أيضا إلى السؤال الأصلي الذي جاءت هذه الأقوال للإجابة عنه، بمعنى أن السؤال عن إبداعية الفلسفة قد يكون هو نفسه لا إبداع فيه؟


وقد نرتقي درجة في الكشف عن مظاهر الاتباعية فنجد أن السؤال عن هذه الإبداعية والجواب عنه ليسا هما وحدهما الواقعين في التبعية، بل يكون تصورنا عن «الإبداع» وعن نقيضه الاتباع هو نفسه حاملا لآثار التقليد، ولا أدل على هذه الآثار من أن مفهوم الإبداع قد اقترن في الأذهان بمفهوم «الانقطاع» مع حمله في المجال الفلسفي على معنيين اثنين:


أحدهما: الانقطاع عن المنقول الفلسفي : فلا إبداع في الفلسفة الإسلامية العربية ما لم تأت بفلسفة تختلف في إشكالاتها وأدلتها عن المنقول الفلسفي.


والثاني : الانقطاع عن المأصول الديني : فلا إبداع فلسفي في الفكر الإسلامي العربي ما لم يتم فيه قطع الصلة بالاعتقادات الدينية.


ومتى أصبح إبداع الفلسفة الإسلامية العربية يُقدِّر بمدى الانقطاع عن المنقول الفلسفي والمأصول الديني معا فلا غرابة من أن يُصار إلى رميها بالضحالة في الاستشكال والضالة في ا الاستدلال، وأن تُنسب علاقتها بالمنقول الفلسفي إلى أحد الضروب الثلاثة من النقل المذموم :


إما إلى النسخ، فيقال: «ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا منتجلا للفلسفة اليونانية يحفظ منها اللفظ والمعنى معا.


أو إلى السلخ، فيقال: «ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا مُلِمّا بالفلسفة اليونانية يُبدل اللفظ دون أن يُبدل المعنى.


أو إلى المسخ فيقال: ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا مغيرا على الفلسفة اليونانية يبدل اللفظ كما يبدل فروع المعنى لا أصوله».


وقد تصح هذه الأحكام بصدد الفلسفة الإسلامية العربية لو كنا نسلم بإمكان تحقق هذين الانقطاعين: «الانقطاع عن المنقول الفلسفي» و«الانقطاع عن المنقول الديني، فضلا عن التسليم بضرورة الجمع بينهما.


والواقع أن ضرورة الجمع بين هذين الانقطاعين أمر غير مُسَلّم ؛ فلو فرضنا أن الانقطاعين المذكورين يمكن تحققهما على افتراق بينهما، فلا يترتب على هذا التحقق بالضرورة تحققهما على اجتماع بينهما.


فمن ينقطع عن الفلسفة المنقولة، ويخرج إلى فلسفة غير منقولة، قد لا ينقطع عن المأصول الديني إلا أن يكون من شرط كل تفلسف معارضة الدين، وهذا ما لا يقول به عاقل أو على الأقل لا يتفق عليه أرباب التفلسف، فضلا من أنه لا تكفي في التسليم به الأقوال التي تزعم هذه المعارضة بل يلزم فيه أن ننظر كيف أصحاب هذه الأقوال عند العمل بها هل يأتونه على الوجه الذي تتحقق به هذه المعارضة، أم أنهم يتصرفون على خلافها بحيث تكون هذه المعارضة توهما محضا وتكون أقوالهم عنها تحكما صرفا؛ كما أن من ينقطع عن الدين المأصول، قد يستغرق في المنقول الفلسفي حتى يستولى على مداركه جميعها فلا يقدر على أن يأتي فيه بما يُخرجه إلى وصف يجدده أو ينقله من طوره إلى طور يعلوه هذا على تقدير أن القائل بالانقطاع يستطيع أن يتصور إمكان وجود ضرب من التفلسف لا يكون على مقتضى المنقول الفلسفي.


أما إمكان حصول الواحد من الانقطاعين فهو كذلك غير مُسَلَّم؛ فالانقطاع عن الموروث الفلسفي لم يتأت لمن شُهِد لهم بكمال الإبداع من كبار فلاسفة الغرب أنفسهم، فكيف يُوجب على غيرهم ممن كان طلب المعرفة يلجئهم إلى أخذ العلم من المنقول الفلسفي وحتى لو فرضنا أن هذا الانقطاع ممكن حصوله، فإن هؤلاء المستشرقين أشربوا في قلوبهم النموذج الفلسفي المنقول، حتى إنه لا حول لهم على تصور غيره ولا على قبول ما يضاهيه ولا على الاعتراف بمخالفه، فيبقى حينئذ كل فكر مأصول - ولو بلغ ما بلغ من تمام التجديد - هو عندهم فكرا غير فلسفي؛ كما أن الانقطاع عن الموروث الديني لم يتأت لمن شهد لهم بالدعوة إلى تمام الفصل بين الفلسفة والدين من كبار متفلسفة الغرب، فكيف يُطلب من غيرهم ممن كان مقتضى التدين، كما هو حال التدين الإسلامي، يحملهم على طلب العلم والحكمة حيثما كانا وممن كان!


فيتبين أن اشتراط الانقطاع عن المنقول الفلسفي والمأصول الديني معا في تحقيق الإبداع الفلسفي، يكاد يكون تكليفا بما لا يطاق؛ وما من أحد يكلف بما لا يطاق على زعم أنه يطاق، إلا ويكون مُعَرِّضا أكثر من غيره لأن يُنسب عمله إلى الضعف والتقصير، فحينئذ لا نستغرب أن لا يرى القائلون بالانقطاع في الفلسفة الإسلامية العربية إلا نسخا أو سلخا أو مسخا."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب