لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر؛ تسليم غرناطة ونزوح الأندلسيين إلى المغرب pdf لمؤلف مجهول




معلومات عن الكتاب :


اسم الكتاب : نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر؛ تسليم غرناطة ونزوح الأندلسيين إلى المغرب.


اسم المؤلف : مؤلف مجهول.


تحقيق : الفريد البستاني.


الناشر : مكتبة الثقافة الدينية.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).

 






مقتطف من الكتاب :


"تسليم غرناطة

سقوط آخر حصن للعروبة والإسلام في الاندلس !

استيلاء النصارى على جميع البلاد الاسلامية 

٨٩٧ - ٩٠٤ ه


وفي هذه المدة المذكورة انجلى كثير من الناس الى بلاد البشرة لما نالهم من الجوع والخوف، وكانت الطريق للبشرة على جبل شلير وكان يأتي للبلد على ذلك الطريق خير كثير من القمح والشعير والذرة والزيت والزبيب وغير ذلك من الفواكه والسلع، وما زال حال البلد يضعف ويقل من الطعام والرجال الى ان دخل شهر المحرم من عام سبعة وتسعين وثمانمائة ودخل فصل الشتاء والثلج نازل الجبل وقطع الطريق من البشرة فقل الطعام عند ذلك في اسواق المسلمين في غرناطة واشتد الغلاء وادرك الجوع كثير من الناس وكثر السؤال والعدو ساكن ببلده ومحاته، ولقد منع الفحص كله ومنع المسلمين من الحرث والزراعة وقطع الحرب في هذه المدة بين الفريقين فلما دخل شهر صفر من عام التاريخ اشتد الحال على الناس بالجوع وقلة الطعام وادرك الجوع كثيراً من الناس الموسرين فاجتمع اعيان الناس من الخاصة والعامة والفقهاء والأمناء والاشياخ والعرفاء ومن بقي من انجاد الفرسان ومن لهم النظر بغرناطة وساروا الى أميرهم محمد بن علي فاعلموه بحال الناس وماهم فيه من الضعف وشدة الجوع وقلة الطعام وان بلدهم بلد كبير لا يقوم به طعام مجلوب فكيف ولم يجلب اليه شي. وان الطريق التي كانت يأتيهم عليها الطعام والفواكه من البشرة انقطعت وان انجاد الفرسان هلكوا وفنوا ومن بقي منهم اثخن بالجراحات وقد امتنع عنهم الطعام والزرع والحرث، وان رجالهم هلكوا في تلك الملاحم ثم قالوا له : ان اخواننا المسلمون من اهل عدوة المغرب بعثنا اليهم فلم يأتنا احد منهم، ولا عرج على نصر تنا واغاثتنا وعدونا قد بنى علينا وسكن وهو يزداد قوة ونحن نزداد ضعفاً، والمدد يأتيه من بلاده ونحن لا مدد لنا، وهذا فصل الشتاء قد دخل ومحلة عدونا قد تفرقت وضعفت وقد قطع عنا الحرب، وان تكلمنا معه الآن قبل منا واعطانا كل ما نطلب منه، وان بقينا حتى يدخل فصل الربيع تجتمع عليه جيوشه مع ما يلحقنا نحن من الضعف والقلة فلن يعود يقبل منا ما نطلبه منه، ولا نأمن نحن على انفسنا من الغلبة ولا على بلدنا منه، فانه قد هرب لمحلته من بلدنا اناس كثيرون يدلونه على عوراتنا ويستعين بهم علينا».



- فقال لهم الأمير محمد بن علي : انظروا ما يظهر لكم وما تتفقون عليه من الرأي الذي فيه صلاحكم :


فاتفق رأي الجميع من الخاصة والعامة ان يبعثوا لملك الروم من يتكلم معه في أمرهم وامر بلدهم، وقد زعم كثير من الناس ان أمير غرناطة ووزيره وقواده كان قد تقدم بينهم وبين ملك النصارى النازل عليهم الكلام في اعطاء البلد الا انهم خافوا من العامة وكانوا يحتالون عليهم ويلاطفونهم، فحين اتوهم بما كانوا اضمروا عليه الأعفوهم من حينهم ولاجل ذلك كان قد قطع عنهم الحرب في تلك المدة المذكورة حتى وجدوا لذلك الكلام مسلكاً مع العامة، فلما بعثوا لملك الروم بذلك وجدوه راغباً فيه، فانعم لهم بجميع ما طلبوا منه وما شرطوا عليه. 


ومن جملة الشروط التي شرط اهل غرناطة على ملك الروم: ان يؤمنهم على انفسهم وبلادهم ونسائهم وصبيانهم ومواشيهم ورباعهم واجباتهم ومحارثهم وجميع ما بايديهم، ولا يغرمون الا الزكاة والعشر لمن اراد الاقامة ببلدة غرناطة ومن اراد الخروج منها يبيع أصله بما يرضاه من الثمن لمن يريده من المسلمين والنصارى من غير غبن ومن اراد الجواز لبلاد العدوة بالغرب يبيع اصله ويحمل امتعته ويحمله في مراكبه الى اي ارض اراد من بلاد المسلمين من غير كراء ولا شيء يلزمه لمدة من ثلاث سنين ومن اراد الاقامة بغرناطة من المسلمين فله الامان على نحو ما ذكر، وقد كتب لهم ملك الروم بذلك كتاباً واخذوا عليه عهوداً ومواثيق في دينه مغلظة على انه يوفي لهم بجميع ما شرطوه عليه. 


فلما تمت هذه العقود والمواثيق قُرنت على اهل غرناطة. فلما سمعوا ما فيها اطمأنوا اليها وانقادوا لطاعته وكتبوا بيعتهم وارسلوها لصاحب قشتالة وسمحوا له في الدخول الى مدينة الحمراء والى غرناطة.


 فعند ذلك امر أمير غرناطة محمد بن علي باخلاء مدينة الحمراء فاخليت دورها وقصورها ومنازلها واقاموا ينتظرون دخول النصارى القصبتها.


فلما كان اليوم الثاني لربيع الأول من عام سبعة وتسعين وثمانمائة اقبل ملك الروم بجيوشه حتى قرب من البلد وبعث جناحاً من جيشه فدخلوا مدينة الحمراء وبقي هو ببقية الجيش خارج البلد لانه كان يخاف من الغدر، وكان طلب من اهل البلاد حين وقع بينهم الاتفاق على ما ذكر رهوناً من اهل البلد ليطمئن بذلك، فاعطوه خمسمائة رجل منهم واقعدهم بمحلته، فحينئذ قدم كما ذكرنا.


 فلما اطمأن من اهل البلد ولم ير منهم غدراً سرح جنوده لدخول البلد والحمراء فدخل منهم خلق كثير وبقي هو خارج البلد و اشحن الحمراء بكثير من الدقيق والطعام والعدة وترك بها قائداً من قواده وانصرف راجعاً الى محلته، وبقي حينئذ يختلف بالدقيق والعلوقات وانواع الطعام والغدة وما يحتاجون اليه وقدم في البلد قواداً وحكاماً وبوابين وما يحتاج البلد اليه من الأمور، وصار المسلمون يختلفون الى المحلة البيع والشراء والنصارى كذلك بالبلد.

 ‏

فلما سمع اهل البشرة ان اهل غرناطة دخلوا تحت ذمة النصارى ارسلوا بيعتهم الى ملك النصارى ودخلوا في ذمته ولم يبق حينئذ للمسلمين موضع بالاندلس افانا الله وانا اليه راجعون.


ثم ان ملك الروم سرّح الذين كانوا عنده مرتهنين مؤمنين في اموالهم وانفسهم مكرمين، ثم اقبل في جيوشه حين اطمأن في نفسه فدخل مدينة الحمراء في بعض خواصه وبقي الجند خارج المدينة وبقي هو يتنزه في الحمراء في القصور والمنازل المشيدة الى آخر النهار ثم خرج بجنده وصار الى محلته."


رابط تحميل الكتاب


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب