الناشر: اتحاد كتاب العرب
عدد الصفحات: 229 ص.
مقتطف من الكتاب
"تعرضت أقطار المغرب العربي للظاهرة الاستعمارية الاحتلالية الحديثـة منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر وحتى النصف الثاني من القرن العـشرين . إذ احتلـت فرنـسا الجزائـر (١٨٣٠ــ ١٩٦٢ (وتـونس (١٨٨١ ـ ١٩٥٦ ( وموريتانيا (١٩٠٣ــ ١٩٦٠ ،(وشـاركتها إسـبانيا فـي احـتلال المغـرب (١٩١٢ـ١٩٥٦ .(أما إيطاليا فقد احتلت ليبيا عـام ١٩١١ واسـتمر وجودهـا الاستعماري حتى منتصف الحرب العالمية الثانية حينما تقاسمت النفوذ فيها كل من بريطانيا وفرنسا حتى عام ١٩٥١. اشتركت القوى الاستعمارية في سياسة واحدة قامت على إلغـاء الحقـوق الوطنية لكل قطر مغاربي فضلاً عـن الـسيطرة والاسـتحواذ علـى الأرض وإمكاناتها الاقتصادية وتجريد أهالي البلاد من ممتلكاتهم، ولم يقف الأمر عنـد حدود الاستلاب السياسي والاقتصادي، بل مارس ت عـدواناً قوميـاً وحـضارياً استهدف الإنسان وجوداً وهوية من خلال القتـل والنفـي والتـشريد وتـشجيع الاستيطان الاستعماري ومحاولة القضاء على لغته ودينه وقيمه وتقاليده . وتعـد فرنسا أبرز القوى الاستعمارية التي تحكمت فـي مـسار التطـور المعاصـر للمغرب العربي تليها إيطاليا وإ سبانيا في العمل المنظم للقضاء علـى الوجـود القومي والديني والحضاري لأبناء المغرب العربي . كان الرد المغاربي عموماً على ((صدمة)) الاحتلال العسكري الاستعماري اعتماد أسلوب الكفاح المسلح لانتزاع الحقوق الوطنية ـ المغربيـة . إن عـدم التكافؤ في الإمكانات التسليحية أفق د المقاتل في المغرب العربي قدرتـه علـى المواجهة، لكن لم يفقده الإيمان بعدالة القضية التي يقاتل مـن أجلهـا، قـضية الحرية والاستقلال والهوية . وعليه تبدل أسلوب الحركـات الوطنيـة."
رابط التحميل