تحميل كتاب الحالة الاجتماعية بفاس خلال القرن 12 هجري 17 ميلادي من خلال الحوالة الاسماعيلية بصغة بدف pdf
معلومات عن الكتاب :
العنوان : الحالة الاجتماعية بفاس خلال القرن 12 هجري / 17 م
المؤلف : عبد الحق ابن المجذوب الحسني
رقم الجزء : الأول
الناشر : منشورات وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية
عدد الصفحات : 408
مقتطف من الكتاب
" إن الدارس للحوالات الحبسية والكاشف لمداخارتها وخباياها يدرك إدراكا تاما أن الحوالة الحبسية تشكل عالما مستقلا بها، وتعكس بما فيه الكفاية الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية... لعصر من العصور فبالرغم من أن موضوعها الأساسي لا يخرج عن نطاق تسجيل النصوص الحبسية، وبالرغم كذلك كم أن اغلب صفحاتها تتضمن جردا بالرباع المحبسة مصحوبة بلفظ التحبيس وأهداف المحبسين فإن ماتزخر به، تلكم الظهائر الملكية التي تبت في كثير من القضايا المختلفة التي تهم المجتمع بكل طبقاته، وكذا فتاوى العلماء واجتهادات الفقهاء، فضلا عن ذكر بعض العادات والتقاليد والأعراف التي كانت شائعة في حقبة تاريخية محددة، فاين تجد موضوع الرجوع عن ادعاء الانتساب إلى ال البيت، وحالة العوائد في الأفراح والأتراح، والاستعانة مؤقت القرويين بكرتي العلم الأرضية والسماوية، واعتداء رئيس الفتنة بالحبس ببيعه، والفتاوى المتعلقة بالجلسة واخرى بالرق وكسب الإماء وغيرها من الموضوعات التي تستأتر بها الحوالات الحبسية وما زالت تحتفظ بها، وتعكس بجلاء الحالة العامة التي تعيشها مدينة فاس مثلا لولا الحولات؟.
علما أن هذه الموضوعات كانت تشغل بال كل الفئات الاجتماعية على حد سواء، مما يستدعي استصدار ظهائر ملكية تعالج قضايا شائكة، وتأتي بحلول مناسبة هدفها رتق الفتق وسد ثلمة الخرق، ومرادها الاصلاح وطمأنة المواطنين، من ذلك مثلا الظهير الملكي الذي حل أزمة معاصير الزيتون بفاس، والظهير الذي منع مصاهرة أهل فاس للشرفاء السجلماسين، والظهير الخاص بتنظيم الاحتفالات العائلية التي طبعتها المباهاة والمغالاة وحب الظهور، وما صحبها من تبرج كان مدعاة لاستنكار الفقهاء والعلماء، هذه الظهائر الملكية التي تفتقر إليها معظم البلاد الآخرى إن لم نقل كلها والتي يقصد بها تلك القوانين التي يصدرها الملك سواء عرضت على مجلس النواب أو أصدرها جلالته بمقتضى سلطات خولها له الدستور وهذه التسمية يستأتر بها المغرب وهي غير معروفة في أي بلد آخر.
ولذلك تعتبر الحوالات بحق ذخيرة عزيزة بحق للمغرب أن يفتخر بها، فإذا أضفت إلى تنوع هذه الموضوعات خصوبتها وندرة المهتمين بها، وقصور البحوث المتعلقة بها رغم ما تكتسيه من أهمية عظمى. وغموض الأحداث والحوادث التي عاشتها مدينة فاس في القرن 12 هجري باعتبارها متفرقة في كتب التاريخ والنوازل هنا وهناك، ولا تستنبط إلا من ثنايا بعض العبارات والسطور في الكثير من المصادر والمراجع ويصعب بالتالي تجميعها وجعلها موضوعا متكاملا يتحدث عن حالتها الإقتصادية والاجتماعية والثقافية، علمت ولا شك، السبب الذي من أجله اخترت هذا الموضوع، والذي لم يكن في الواقع إلا إحياء لما هو صميم المغرب، مرتكزا على مدى تطبيق الفقه الإسلامي، وأهميته وتأثيره على القوانين الوضعية وأثار المذهب المالكي التي تركها في الميادين الفقهية والقانونية وغيرها. والحقيقة أن الذي ساعدني على ذلك وعلى تناول الموضوع هو وجودي بهذه المدينة نفسها بين دروبها وأزقتها ومؤسستها الثقافية والدينية، أجوب أسواقها واتردد على نظارات الاوقاف بها حيت اهم الحوالات الحبسية".
Lien de Téléchargement en Pdf
