تحميل الجزء الثاني من كتاب الحالة الاجتماعية بفاس خلال القرن 12 هجري 17/18 م من خلال الحوالة الاسماعيلية بصغة بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : الحالة الاجتماعية بفاس خلال القرن 12 هجري 17 /18 م من خلال الحوالة الاسماعيلية
المؤلف : عبد الحق ابن المجذوب الحسني
الناشر : منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
عدد الصفحات : 294 ص
مقتطف من الكتاب
تتعدد وسائل البر، وتختلف بواعث الخير، وتتباين طرائق الإحسان ويتفنن المسلم عامة والمحسن خاصة في اختيار احسن السبل التي تقوي الضعيف وتريح المحتاج وتطعم الجوعان وتدعم العلم وأهله وتقصي حاجة من كان في حاجة إلى المساعدة، فتكثر نتيجة ذلك الصدقات والتبرعات، وتعظم النفقات والهبات وتعم مسالك البر والخيرات فيسود أفراد المجتمع المحبة والوئام، وتنعدم فيهم روح الكراهية والحسد والانتقام، وذلك طمعا في رضى رب العالمين والظفر بجنات النعيم، لأن الإنسان لا يدري وقت حتفه، حيث يقيم في قبره وحيدا، تاركا كل شيئ وراءه لورثته، وعليه حسابه وعقابه، فمن ينجيه من حساب يوم عظيم ويؤنسه في وحشته ودار غريته لا شيئ الا عمل صالح قدمته يداه في دنياه..
ومن أجله يبذل المرء في وجهات الخير، وينفق في سبيل الله بأسلوب يستهوي الأفئدة، ويبعث في النفس الطمأنينة، ويثير فيها معاني البر الحقيقية امتثالا لقوله تعالى " مثل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" وأفضل وسيلة لهذا الانفاق يتمثل في الوقف الكي قيل فيه " الوقف من أجل أبواب القرب الكثيرة التواب، النافعة لصاحبها يوم المرجع والمآب، لجريان توابها له وهو تحث التراب، حسبما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة السالمة من الشك والارتياب، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه الأخيار الانجاب.
فعمت هذه الأوقاف جميع بقاع العالم الإسلامي، غير انها كانت تتفاوت من بلد إلى آخر والرجوع إلى الحوالات الحبسية يتبين أن مدينة فاس كانت من الطليعة. يقول الاستاذ سيدي محمد المنوني، " ومن المؤكد أن فاس هي البلد المغربي الوحيد الذي لفتت أحباسه نظر ابن الخطيب فذكر أن اوقافها جارية، هذا يعني أن هذه المدينة تحتل الصدارة في هذا الميدان على بقية جهات المغرب الأخرى بما فيها مراكش التي يسجل في المسند الصحيح الحسن وفرة أحباس خارجها.
وقد تنوعت الأحباس في هذا العصر، غير أن هذا التنوع في الحقيقة استمر طيلة قرون كثيرة بدءا من المرينيين ومرورا بالسعديين وصولا إلى العلويين حيث تعاظم وتكاترت، الحوالات عامة، والإسماعيلية خاصة، خير شاهد على ذلك، وهكذا تفرعت هذه الأحباس إلى عدة شعب في كثير من جهات المغرب وابرز هذه الشعب: أولا: أوقاف جامع القرويين التي بلغت غلة أحباسها المتسعة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الاف دينار فصة في بعض الأعوام. الثاني والثالث: أوقاف المدارس والمستشفيات، وكانت له مداخيل وفرة. الرابع :أوقاف جامع الأندلس. الخامس: أوقاف مكة المكرمة. السادس : أوقاف الزوايا. السابع : أوقاف تازا بمدينة فاس وناحيتها. الثامن : أوقاف بقية مساجد فاس. التاسع : أوقاف الوصايا.
اما الجهات للتي تنفق فيها مداخيل الأحباس، فقد كانت كثيرة فإلى جانب لوازم المساجد، صارت الأحباس، في هذا العصر، تنفق على المدارس والمستشفيات والملاجئ، وعل مرحبا كثير من أبواب البر والإحسان. ومن الجذير ان نذكر هنا أن الأحباس في حال عجزها كانت تتلقى ما يسدد عجزها من أبواب أخرى من الميزانية العامة.
Lien de téléchargement en PDF