تحميل كتاب الأولياء والمجتمع بالمغرب الإسلامي في عصر المرابطين والموحدين بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : الأولياء والمجتمع بالمغرب الإسلامي في عصر المرابطين والموحدين
أطروحة مقدمة لنيل الدكتوراه في التاريخ الإسلامي
المؤلف : البشير غانية
عدد الصفحات : 392 ص
مقتطف من الكتاب
" بالرجوع إلى مقدمة ابن خلدون الذي سمى الباب الثالث من الكتاب الأول ب في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية وما يعرض في ذلك كله من الأحوال وفيه قواعد ومتممات، والذي اتبث فيه أن الدول العامة الاستيلاء العظيمة الملك أصلها الدين إما من النبوة أو دعوة الحق، وبهذا نلاحظ انه ربط بين قيام الدولة ومنشأها الديني.
كما ربط المنشأ الديني للدعوة بضرورة دعمها ومسندتها بعصبية قوية، حيث بين أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عندها، بل يذهب إلى اكثر من ذلك ويؤكد أن الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم. إلا أن ابن خلدون يقف على نقطة مهمة وهي ان من طبيعة الملك الانفراد بالمجد، وهنا يقر ابن خلدون ان التفرد بالقرار يحول الدعوة الدينية إلى ملك أي التفرد في الحكم للامير وعصبيته على حساب غيرهم.
وبهذا نستطيع أن نلخص نظرية ابن خلدون للملك، ببدايتها بالدعوة الدينية الإصلاحية المدعمة بعصبية قبلية للتحول إلى ملك سياسي يتفرد شخص الحاكم وعصبيته بالحكم والمجد، وهذا ما يطرح في اذهاننا تساؤلا مفاده هل مرت دولة المرابطين والموحدين بالمراحل الخلدونية.
قامت دولة المرابطين على اكتاف قبيلة صنهاجة التي تعد أهم عناصر مجتمع المغرب الإسلامي في هذا العهد، وهذا ما أكده ابن خلدون في قوله، هذا قليل من أوفر قبائل البربر، وهو اكثر أهل الغرب لهذا العهد وما بعده لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط، حتى لقد زعم الكثير من الناس أنهم الثلث من أمم البربر. وتضم صنهاجة قبائل كثيرة بلغت زهاء سبعين قبيلة، منتشرين في كافة أنحاء المغرب، ومن هذه القبائل لمتونة وجدالة ومسوفة ولمطة ومسراتة ومداسة...، غير أن أهمية هذه القبائل تختلف حسب الدور الذي لعبته كل واحدة منها في تاريخ الدولة المرابطية.
لم نجد في المصادر التاريخية إلا ما تفرد به ابن عذاري عن أول تواصل المرابطين مع قبائل المصامدة في البدايات الأولى للدعوة حيث قال ( فمر عبد الله بن ياسين ببلاد المصامدة بعد منصرفه من الأندلس فوجدهم يغيرون بعضهم على بعض يغنمون الأموال ويقتلون الرجال ويسيبون الحريم ولا يرجعون إلى طاعة إمام) فكان من عبد الله بن ياسين بعض الإلهام أن قال لبعضهم ( ألا تعرفون الله ربكم ومحمد رسولكم عليه افضل الصلاة والسلام، قالوا له نعم عرفنا الله ربنا ومحمد نبينا فقال لهم عبد الله مالكم بدلتم وغيرتم هل قدمتم عليكم إماما يحكم بينكم بشريعة الإسلام وسنة النبي عليه السلام، فقال له بعض أشياخ المصامدة لا يرضى أحد منا أن ينقاد إلى حكم احد من غير قبيلة، فتركهم ورحل عنهم.
نلاحظ نقطتين، الأولى، أن ابن ياسين دعا قبائل مصمودة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اما الثانية أن الشيخ عرض امامة موحدة لكافة القبائل، وبالتالي هذا النص يؤكد يقينا أن اتصال الدعوة الصنهاجية بمصمودة كان منذ الانطلاقة الأولى ربما لتأكد صنهاجة أن نجاح دعوتها يجب أن يمر على القبائل المصمودية لقوتها وكثرة عددها في المنطقة.
يتطرق هذا البحث موضوعا يتصل بالفترة المرابطية والموحدية ويتعلق بالأولياء والمجتمع... إن دراسة العلاقة بين الأولياء ومختلف مكونات المجتمع المرابطي والموحدي ما هي إلا محاولة لملامسة التفاعل الفكري والديني والذهني والاجتماعي والسياسي، الذي أسهم في تحديد معالم العقلية المغربية التي هي نتاج تطور قرون من الزمن.
Lien de téléchargement en PDF