تحميل كتاب الفقراء في المغرب نماذج من القرنين 16-17 للأستاذ محمد استيتو بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : الفقراء في المغرب نماذج من القرنين 16-17
المؤلف : محمد استيتو
الناشر : منشورات الزمن
مقتطف من الكتاب
" يترتب عن الطلاق في كثير من الأحيان مشاكل اجتماعية خطيرة، كتفكك الأسرة وتعرضها لانحلال اذ لم يتوفر لافرادها موارد مادية أو مساعدات تجبنهم الحاجة والخصاص، وتشكل المطلقات،عادة الحلقة الأظعف في الأسرة، بعد حدوث الطلاق والأكثر عرضة لأفة الفقر، لا سيما وأن منهن من كن يطلقن من غير أن يحصلن على حتى على مؤخرات صداقهن فما بالك على ما ذمة أزواجهن من ديون عليهم لفائدتهن، أما إذا كن اصلا فقيرات أو ممنوعات من من الإرث أو مفلسات أو غير قادرات على الكسب لسبب أو الآخر، فإن وضعيتهن تكون غالبا غير مريحة.
وقد كان الطلاق شائعا بين بعض رجال التصوف وأتباعهم من الفقراء والمريدين في كثير من البلاد الإسلامية وفي بلاد المغرب خاصة لانه اعتبر وسيلة للتخلص من ملذات الحياة والابتعاد عن مشاغل الدنيا والزهد فيها، فالقيه محمد الجماعي المستنغانمي لما عزم على الخروج مع شيخه النفاتي إلى بلاد الجريد، كانت له زوجة فطلقها له شيخه فأمضى طلاقها ثم خرج معه.
وترد في كتب التراجم والحوليات خاصة عدة اشارات إلى أشخاص معوقين بدنيا أو حركيا، مثل المقعدين ومبتوري بعض الأطراف كالأيدي، أو المكفوفين او متخلفين ذهنيا وحتى بدنيا وحركيا، كالمختلين عقليا والمعتوهين وساقطي التكليف وغيرهم، وقد كانو غالبيتهم فقراء كمعوقين والمعتوهين من صنف المجاذيب والبهاليل.. وأمثالهم من الذين تسمح المعلومات عنهم باخذ فكرة ولو مقتضبة عن هذه الأصناف من الفقراء الذين كانت عاهات بعضهم تحول بينهم وبين مزاولة انشطة إنتاجية أو امتهان حرفة تغنيهم عن السوال لا سيما في فترات الازمة.
تسجل المصادر عوامل كثيرة مختلفة كانت تعرض الناس لحالات من الإفلاس المادي وتقلب حياة متوسطي الحال وحتى الموسرين منهم رأسا على عقب، وتلحق بعضهم بفئات الفقراء. وتعتبر الفتن والحروب والاضطرابات من بين تلك العوامل التي كانت تتسبب في افقار العديد من الناس وافلاسهم ومنها الأحداث التي ارتبطت بالغزو الابيري للسواحل وبتبعيات سقوط الأندلس على المهاجرين الأندلسيين الذين قلب الدهر ظهر المحن الكثيرين منهم بمجرد ما وطئت أقدامهم دار المهجر، لا سيما بالمغرب حيث تعرضوا للنهب على يد اللصوص وقطاع الطرق،بينما افلس الآخرون بعدما استقروا وطاب لهم المقام في الوطن الجديد أمثال أبناء سلطان غرناطة محمد بن للاحمر، الذين خذلهم الزمن حتى باتوا في القرن 11 هجري 17 هجري يأخذون من أوقاف الفقراء والمساكين ويعدون من جملة الشحادين بفاس.
وفيما يتعلق بتبعيات الغزو الابيري للسواحل البلاد على أحوال الناس وما كان يصيبهم من فقر نتيجة لذلك،فليس هناك أبلغ من شهادة أحد البرتغاليين بشأن غارة برتغالية حاكم سانتا كروز لأكادير دوك فراسينسكو دي كاسترو وحليفه القائد مالك بن داوود وأتباعه على بلدة أزرو والدواوير المجاورة لها، اذ قتلوا فيها من قتلوا ثم عادوا منها بالكثير من المسلمين والمسلمات شبانا وشبات، دوابا وامتعة من كل نوع، زرابي وبرانس، وبدائن وخنانف واحياكا، وأقمشة أخرى وأسلحة وخيلا مسرجة وملجمة واحجارا وحميرا وبغالا وجميع أنواع الدواب، وقمحا وشعيرا وتمرا وجوزا وفواكه كثيرة من مختلف الأصناف التي وجدوا الجمال محملة بها، وقد اغتنى منا دوم فراسينسكو دي كاسترو إلى درجة أنه لما التحق بالمملكة ليزوج ابنته، انه جاء بصندوق من الجلد مملوءة نقودا ذهبية وتبرا، غنمها في هذه الغزوات التي كانوا يقومون بها باستمرار.
ولعبت الحروب والفتن الداخلية هي الأخرى دورا كبيرا في إفلاس العديد من القبائل والخصوم السياسيين للسلطة، فقد تعرض أمراء شفشاون من بني الراشد للنفي إلى مراكش، لما اخضع السعديون بلادهم، فاصبحوا فيم منفاهم يعيشون عيشة الفقراء. "
Lien de téléchargement en PDF
