تحميل كتاب المهدي ابن تمورت حياته وأراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وآثره بالمغرب للدكتور عبد المجيد النجار بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان: المهدي ابن تمورت حياته وأراؤه وثورته الفكرية والاجتماعية وآثره بالمغرب
المؤلف: عبد المجيد النجار
الناشر: دار الغرب الإسلامي
عدد الصفحات: 602 ص
مقتطف من الكتاب
" كان المجتمع الأندلسي مجتمعا حضريا، فيما كان المجتمع المغربي مجتمعا تغلب عليه البداوة، ولما توحد القطران في عهد يوسف بن تشافين، خثل بينهما المزيد من التمازج والأخذ والعطاء، انتهى إلى فشو المظهر الحضري بالمدن الكبرى للمغرب وعلى رأسها مراكش.
ويظهر أن الجانب السلبي في التحضر الأندلسي المتمثل في ظاهرة التميع وأنواع الفسوق، قد تسرب هو أيضا إلى المدن المغربية، ولم يكن ما عرف به يوسف بن تشافين وابنه علي من التقى والورع حائلا دون تفشي هذه المظاهر المشينة من الأمراض الأخلاقية الاجتماعية.
ففي مجال السلطة شهد عهد علي بي يوسف ظهورا لبعض مراكز القوى متمثلة في الولاة والحكام المرابطين، وبدأت هذه المراكز تمارس تحث تراجع الهيمنة التي كانت لشخصية الخليفة بعض الاستبداد والتسلط على الرعية وهو ما وصف المراكشي بقوله : اختلت حال أمير المسلمين رحمه الله بعد الخمسمائة اختلالا شديدا، فظهرت في بلاده مناكر كثيرة، وذلك لاستيلاء أكابر المرابطين على البلاد ودعواهم الاستبداد، وانتهو في ذلك إلى التصريح، فصار كل واحد منهم يصرح بأنه خير من أمير المؤمنين، وأحق بالأمر منه)
وتشير بعض المصادر أن عنصر النساء أصبح له دور كبير في تدبير الأمور في جو متعفن تصنع فيه القرارات في المجالس المشبوهة، ويشرك فيه السفهاء من القوم، فقد استولى النساء على الأحوال، واسندت إليهن الأمور، وصارت كل امرأة من اكابر لمتونة ومسوفة مشتملة على كل مفسد وشرير. وقاطع السبيل وصاحب خمر ومخمور.
لا شك أن ابن تمورت بدأ حياته العلمية بالتردد على بعض الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم، ويمكن أن يكون ذلك استغرق كامل صباه إلى أول سنوات الشباب دون أن يتناول شيئا من العلوم الأخرى وهي عادة اهل المغرب كما وصفها ابن خلدون بقوله ( فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم ومساءلة، واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه في شيئ من مجالس تعليمهم)
وتفيد بعض الإشارات في المصادر القديمة أن المهدي أبدى نباهة في طلب العلم، وكان على شغف في تحصيله يبدو في كثرة ملازمته للمساجد، وقد كان ذلك مناط ملاحظة من قبل أسرته وقومه، كما كان ينال به شيئا من الظهور والتميز بين اقرانه.
لقد كانت في المغرب في ذلك الزمن مراكز علمية مهمة مثل مراكش وسبتة وبجاية، لكننا لا نعثر على أي خبر يشير إلى أن ابن تمورت قصد واحدا منها لطلب العلم والتبحر فيه، ولو كان فهل ذلك لوجدنا له أثرا بوجه من الوجوه، لما له من أهمية في حياته، ولما تتوفر له من دواعي الذيوع، حيث يرويه فيما بعد ظهوره واشتهار أمره بعض مشائخه وزملائه في الطلب.
لقد كان المشرق بالنسبة لأهل المغرب عامة، محط آمال الراغبين في العلم، التواقين إلى التبحر فيه، فلا يحقق ذلك عندهم سوى الارتحال إلى عواصم العلم هناك، مثل بغداد ودمشق والمدينة وغيرها، وقد كانت هذه الرحلة في العرف المغربي عنصر مهما في تكوين الشخصية العلمية، وفي اكتساب الهيبة والاحترام، وهو ما جعل طلاب العلم يحرصون شديد الحرص على تحقيق هذه الرحلة، ويرون فيها السبيل إلى الشهرة العلمية. "
Lien de téléchargement en PDf