تحميل كتاب حركة المدارس الحرة بالمغرب 1970-1919 بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
العنوان: حركة المدراس الحرة بالمغرب 1919-1970
المؤلف: جون جيمس ديمس
ترجمة : السعيد المعتصم
الناشر: تانسيفت
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert
pdf).
عدد الصفحات: 213 ص
مقتطف من الكتاب
" ظهرت أول المدراس الحرة بالمغرب، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بفترة وجيزة اي سبع سنوات فقط على فرض الحماية الفرنسية والإسبانية، ثم انتشرت في معضم الحواضر الرئيسية خلال فترة العشرينات، ولتحديد وفهم نشأة هذه المدراس المبكرة، يتعين الرجوع إلى الوسط الفكري الذي انبثقت منه، ويمكن حصر معالم البارزة للوسط المغربي في العشرينات على الأقل من جانب دائرة اهتمام هذه الدراسة المحدودة، في ما يلي: التعليم المغربي التقليدي، والسياسات التعليمية لسلطة الحماية الفرنسية، نمو الحركة السلفية. وسوف نعرض في هذا الفصل بإيجاز هذه المعالم ونحللها. فالخاصية الأولى تتعلق بالإرث الناجم عن انتشار الإسلام بالمغرب في القرن الثامن الميلادي، ينما تعد الخاصية الثانية والثالثة تباعا نتيجة لفرض الحماية الفرنسية سنة 1912 ورد الفعل الذي أعقبها.
إن تحليل التعليم المغربي التقليدي الوثيق الصلة بدراسة نشأة وتطور المدارس الحرة الأولى في العشرينات، وذلك لسببين رئيسيين: الأول لكون المؤسسين ومعظم المدرسين في المدراس الحرة الأولى قد تلقوا بدورهم تعليما تقليديا، مع أن محتوى هذا التعليم ونوعيته يختلفان، بطبيعة الحال، من فرد إلى آخر. وثانيا لكون المدارس الحرة الأولى كانت تنطوي على عملية إصلاح وتحديث المدارس التقليدية في مستواها الابتدائي وأحيانا حتى في مستواها الثانوي.
وعلى عكس ما يزعمه عدة باحثين فرنسيين، فإن التعليم المغربي التقليدي في العشرينات لم يكن يعرف حالة من الركود الثام. فعلى مستوى التعليم العالي ،كانت التيارات الدينية على أشدها منذ سنة 1900 على الأقل ، وبما أن الطلبة المتأثرين بهذه الدراسات يدرسون لاحقا في المستويات الدنيا
، فإنهم كانوا يدخلون عناصر من التغيير والتحديث على بعض المدراس الابتدائية والثانوية.
لقد كان التعليم المغربي التقليدي في فترة العشرينات تعليما دينيا بالأساس، وكذلك كان شأنه منذ ألف سنة. فكل شيئ في المجتمع المغربي يرتكز على الدين الإسلامي قضاء ومالية وإدارة، لهذا اعتبر الالمام بالاسلام مسألة ذات فائدة قصوى. وكان التعليم المغربي التقليدي دائما تعليما خصوصيا، اذ لم تكن هناك اي ميزانية خاصة بالتعليم العمومي قبل الحماية. ولم تكن الدولة تتدخل لإنشاء مدارس جديدة، وعلى الرغم مم افتقادها لحق التفتيش، فإن الدولة عادة ما كانت تطلب من المدرسين إتباث كفائتهم المهنية والخلقية، فلنتقل الآن من مستوى الملاحظة العامة إلى مستوى الدراسة المدققة للتعليم المغربي التقليدي في العشرينات، من خلال مستوياته الثلاثة: الابتدائي والثانوي والعالي.
كان المغاربة يتلقون عادة تعليمهم في المدارس القرائنية المسماة بالمكتب أو الكتاب في العربية الفصحى، غير أن المصطلح المستعمل غالبا للدلالة على المدراس القرآنية في المغرب لفظة المسيد وهي كلمة تستعمل في اللغة العربية المكتوبة في كل أرجاء المغرب، وفي لغة التخاطب في فاس ومكناس والرباط وسلا والدار البيضاء، وتستعمل كلمة الجامع في طنجة ومراكش، ولدى بعض الجماعات القروية، في حين تستعمل كلمة المعيمرة في مناطق جبالة وكلمة المحضر في أسفي.
وفي كل قرية يوجد على الأقل مسيد واحد بل حتى في كل دوار. أما المدينة فتعيل عدة مسايد، ففي فاس كانت هناك 135 مسيد في مطلع القرن. وقبيل الحماية، كان العدد الإجمالي للتلاميذ المنخرطين في المسايد يتراوح يتراوح ما بين 120000 و 150000 تلميذ من ساكنة يبلغ عددها أربعة ملايين على الأقل، وتشمل 800000 طفل في سن التمدرس، وهذا يعني أن واحدا من ثلاثة مغاربة، كان يدرس بالمسيد، وإذا كانت الأرقام المتعلقة بالعشرينات غير متوفرة فإن بوسع المرأ أن يفترض بأن الوضعية لم تتغير كثيرا عما كانت عليه في العقد السابق. "
Lien de téléchargement en PDF