تحميل كتاب تاريخ العمارة الإسلامية والفنون التطبيقية بالمغرب الأقصى بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : تاريخ العمارة الإسلامية والفنون التطبيقية بالمغرب الأقصىالمؤلف: عثمان اسماعيل
عدد الصفحات: 402 ص
مواضيع الكتاب
مقتطف من الكتاب
لا شك أن عناصر العمارة والفنون والصناعات التطبيقية إنما هي عصب التجمع البشري والعمران الإنساني. ولا شك ان تلك الآثار التي خلفها الإنسان العربي على أرض المغرب إنما كانت نتيجة احتكاكه المادي والذهني بظروف البيئة الطبيعية بما فيها من موقع وتضاريس ومناخ وغلات، كما كان نتيجة ظروف أخرى سياسية داخلية وخارجية.
" لقد نشأت العمارة اولا كصناعة بسيطة للبناء، ثم تطورت في الحضارة الإسلامية على أرض المغرب وخلقت أعمالا من صنع بنائين وحجارين حققوا ابتكارات علمية طوال العصور الإسلامية مازالت تدهشنا إلى اليوم. فعلى الرغم من ظهور تخصصات عديدة في أنواع المهندسين المعماريين، مزال من الصعب الكشف عن كنه الروائع العلمية التي أنجزها بناؤون مغاربة من قصر البديع، وتفسير المنجزات المعمارية التي حققها المسلمون في مسجد حسان الجامع، والكشف عن أسرار وطبائع تلك الأعمال المتمثلة في تخطيط المدرسة البوعنانية بفاس وحلية مدرسة العطارين بعاصمة العلم والفن.
إن الخط العربي الذي واكب تلك المباني قد تخطى جانبه الموضوعي إلى فكرة الحسن والجمال وشاعرية الحياة، كما أن الآيات القرائنية والأدعية الدينية لا يخلوا منها بناء او تحفة فتية، كانت تأكيدا وإصرارا على الإيمان الابدي.
إن المساحة البارزة التي تحتلها العمارة الدينية في سجل المنشآت المغربية دليل على أن هذه الأمة ارتبطت خلال مراحل تاريخها بالدين منذ قيام أول مملكة عربية إسلامية على يد الاشراف الادارسة أسباط الرسول الله، منذ أن قام نظام الحكم أساسا على اتجاهات الإسلام كنظام للدين والدولة. إن مجرد الكشف عن تلك الحقيقة لكفيل بازاحة الستائر عن محور الايديولوجية الثابتة ف حياة الأمة المغربية وهي عقيدة الإسلام قولا وفعلا.
ولا شك أن دراسة المحاولات الثقافية والفكرية التي تمثلها الآتار لا تعدوا أن تكون جزءا من الوعي بالذات لأن العمارة والفن كانا ولا يزالان جزءا من الفكر. ويمتل الفن المعماري والزخرفي في عصر الأمويين أول الطرز العربية الإسلامية كما يعتبر في دور النشأة كمرحلة بين فنون الشرق الادنى والفن المسيحي الشرقي وبين الطراز العباسي المستقل بشخصيته. وتتلخص مؤثرات الطراز الأموي الشرقي في التقاليد العربية القديمة وتنظيمات الإسلام واتجهاته في العمارة والفن والحصيلة التأثيرات الهلنسية والمسيحية الشرقية التي كانت سائدة بالمنطقة.
يشير الجزنائي إلى أن أحمد بن أبي بكر الزناتي مؤسس صومعة القرويين الحالية سنة 345 قد ركب عاى رأسها بأعلى القبة الصغرى تفاحات صغيرة مموهة بالذهب في زج من الحديد تنتهي بسيف الإمام إدريس ابن إدريس الذي أقام عدوة القرويين تبركا بالاثر الجليل لسبط الرسول. وربما كانت أقدم تحفة معدنية هي الثريا الكبيرة التي عثر عليها في أحد المخازن محرمة الزخارف الكوفية الكتابة درسها عدد من العلماء منهم مارسيه ولم يجدوا بها أثر لتاريخ يحدد عصرها وموطنها ولكن نسبت إلى الطراز المغربي المبكر بناء على دراسة طراز الخط الكوفي الذي يعكس خصائص الكتابة المغربية في أواخر القرن الرابع والخامس هجري. ومما يؤكد صناعتها المغربية وجود اسم الصانع منقوشا على هذه التحفة.
وكان المغرب منذ الادارسة طريقته الخاصة في صنع الاعمدة المحلية بالمواد الوطنية وصبها في القالب يعد حسب القياسات المطلوبة لإنتاج أعمدة محلية رخيصة التكاليف قوية الاحتمال كما هو الشأن في الاعمدة التي ثم اكتشافها بحفائر شالة الإسلامية التي تعتبر دليلا ماديا على صحة وصف المؤرخين المبكرين الاعمدة المساجد الإدريسية.
Lien de téléchargement en PDF