لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ميلاد الحركة النقابية العمالية الحرة بالمغرب pdf

 تحميل كتاب ميلاد الحركة النقابية العمالية الحرة بالمغرب لطيب بن بوعزة بصيغة إلكترونية بدف pdf


معلومات عن الكتاب

العنوان : ميلاد الحركة النقابية العمالية الحرة بالمغرب 
المؤلف : الطيب بن بوعزة 
ترجمة: عبد الله رشد 
عدد الصفحات : 105 ص

مقتطف من الكتاب

" كان العامل المغربي تحث نظام الحماية يتخبط في فقر مدقع يتميز بالتفاقم الدائم لشروط العيش، واحتداد الاستغلال والتمييز الاستعماري. فقدرة العامل الشرائية اتسمت بالتدني المستمر نتيجة لسياسة تخطيط الأجور مقابل الزيادة المهولة في أسعار المواد الأساسية مثل الزيت والسكر والشاي والصابون والقهوة والقمح...بالإضافة إلى إرتفاع أثمان إيجار السكن والماء والكهرباء والنقل واللباس والأحذية وكلها أشياء تعرف زيادات متواترة.
ومن ناحية أخرى لم ينفك الفرنك يتدهور مما جعل قيمته تنقص  بوتيرة محسوسة، وحتى تلك التقديرات التي تنقصها  الدقة والصادرة عن الإصائيات الرسمية تكشف أن تكاليف الحياة ارتفعت ب 75٪ ما بين 1948 و1954.

الأجور: فلنأخذ مدينة الدار البيضاء كنموذج لأنها كانت ذات امتياز باعتبارها إحدى المناطق الأربعة المصنفة حينئد في الدرجة الأولى. إن الأجرة الشهرية للعامل غير المتخصص بلغت سنة 1950 سبعة الالف ومائتي فرنك ينفق منها على السكن ما بين خمسمائة وألفين وخمسمائة شهريا، تضاف إليها مصاريف الماء ومستحضرات النظافة، وشموع الإنارة والفحم والخشب وتصل إلى ألف وخمسمائة فرنك تقريبا.

إن التعويضات المالية كانت مرفوضة للعمال المغاربة بدعوى أن حاجياتهمهي دون حاجيات العمال الأوربيين. وحتى إذا منحت تلك التعويضات فهي تافهة ولا تؤدى لأغلبية العمال العاديين الذين كان يصعب عليهم تأكيد حضورهم في المعامل و الأوراش طيلة ستة أشهر الذي يفرضها القانون.

وفي الفلاحة لم يكن العمال الزراعيون والمشتغلون في الغابات يتمتعوت بتعويضات عائلية، وكانت الأجور تتراوح  ما بين  ستة ومائة فرنك لليوم، وهي أجرى كثيرا ما يتم خصمها عن طريق الغرامات الثقيلة وبفرض شراء القمح من المعمر الأوربي بثمن الذي يريده، وغالبا ما يكون العمال مدينون للمشغل الذي يقرضهم مسبقا وبكيفية التي تجعلهم غير قادرين على مغادرة الضيعة خوفا من العقاب أو السجن، وهكذا يسقط العمال في العبودية المقنعة، ويحرمون من الراحة الأسبوعية والعطل المؤدى عنها. وفضلا عن ذلك فإن الإدارة الفرنسية مارست ضغوطا على المؤسسات الأمريكية في القواعد الحربية لتجبرها على تطبيق مبدأ الميز العنصري والتخفيظ من أجور العمال المغاربة.

التشريع الاجتماعي:  لم يكن التشريع الاجتماعي رغم ضحالته معمول به إلا في المؤسسات الصناعية والتجارية، حيث كان ساري المفعول بالمدن المهمة وبشكل جزئي. فالعديد من رؤساء المقاولات المتهربون من تنفيذ بنوده لا يتعرضون لأدنى عقوبة، في حين أن مفتشي الشغل تلقوا أوامر قاطعة باقناع أرباب العمل فقط بمحاولة تطبيق القانون مع تجنب إحراجهم ومضايقتهم.

ففي المناجم وقبل ظهور النقابات، كان التشريع الاجتماعي غير مراقب عمليا، ويبقى تشغيل الأطفال دون السن القانوني معمولا به.

وبعيدا عن كل مركز حضري وتحت حراسة الشرطة وتعسف المراقبين المدنيين وضباط الشؤون الأهلية والقياد والشيوخ والمقدمين، كان المنجميون والعمال الزراعيون عرضة لأشد أنواع الاستغلال. وكانت المراكز المعدنية مصنفة في المرتبة الثالثة والرابعة للأجور في المناطق غير الآمنة. والمناطق غير الآمنة هي التي توجد بها العديد من المناجم والأوراش، وفي مقدمتها سد بين الويدان وكانت خاضعة لقبضة السلطة العسكرية ويمنع الدخول إليها والتجول فيها دون إذن.

ولم يكن التشريع الاجتماعي مطبقا داخل المدن بإستثناء مدينة القنيطرة، بالنسبة لليد العاملة الغير منظمة من حمالين وعمال الأرصفة قدر عددهم ب 800 ألف في الدار البيضاء وحدها. ولا يغيب عن الذهن الاستغلال الوقح الذي مارسه بحق العمال في الميناء يدعو التوزاني. 

فالمرض المهني للعامل المغربي يعادل الطرد الفوري من الشغل بمجرد ما يتأكد ذلك من الفحص يضاف إلى هذا أن بعض أرباب العمل يعتبرون اليد العاملة موسمية ويتملصون من أداء التحملات الاجتماعية ولو كانت طفيفة. 

كانت المراكز المنجمية والمؤسسات الكبرى عبارة عن معتقلات تضم شبكة من المخبرين على رأسها في أغلب الأحيان مراقب مدني أو ضابط في الشؤون الأهلية يطلقون عليه مراقب يد العاملة الأهلية."

                   Lien de téléchargement en PDF 

عن الكاتب

لمحات من تاريخ المغرب

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب