تحميل كتاب ميلاد الحركة النقابية العمالية الحرة بالمغرب لطيب بن بوعزة بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
مقتطف من الكتاب
إن التعويضات المالية كانت مرفوضة للعمال المغاربة بدعوى أن حاجياتهمهي دون حاجيات العمال الأوربيين. وحتى إذا منحت تلك التعويضات فهي تافهة ولا تؤدى لأغلبية العمال العاديين الذين كان يصعب عليهم تأكيد حضورهم في المعامل و الأوراش طيلة ستة أشهر الذي يفرضها القانون.
وفي الفلاحة لم يكن العمال الزراعيون والمشتغلون في الغابات يتمتعوت بتعويضات عائلية، وكانت الأجور تتراوح ما بين ستة ومائة فرنك لليوم، وهي أجرى كثيرا ما يتم خصمها عن طريق الغرامات الثقيلة وبفرض شراء القمح من المعمر الأوربي بثمن الذي يريده، وغالبا ما يكون العمال مدينون للمشغل الذي يقرضهم مسبقا وبكيفية التي تجعلهم غير قادرين على مغادرة الضيعة خوفا من العقاب أو السجن، وهكذا يسقط العمال في العبودية المقنعة، ويحرمون من الراحة الأسبوعية والعطل المؤدى عنها. وفضلا عن ذلك فإن الإدارة الفرنسية مارست ضغوطا على المؤسسات الأمريكية في القواعد الحربية لتجبرها على تطبيق مبدأ الميز العنصري والتخفيظ من أجور العمال المغاربة.
وبعيدا عن كل مركز حضري وتحت حراسة الشرطة وتعسف المراقبين المدنيين وضباط الشؤون الأهلية والقياد والشيوخ والمقدمين، كان المنجميون والعمال الزراعيون عرضة لأشد أنواع الاستغلال. وكانت المراكز المعدنية مصنفة في المرتبة الثالثة والرابعة للأجور في المناطق غير الآمنة. والمناطق غير الآمنة هي التي توجد بها العديد من المناجم والأوراش، وفي مقدمتها سد بين الويدان وكانت خاضعة لقبضة السلطة العسكرية ويمنع الدخول إليها والتجول فيها دون إذن.
ولم يكن التشريع الاجتماعي مطبقا داخل المدن بإستثناء مدينة القنيطرة، بالنسبة لليد العاملة الغير منظمة من حمالين وعمال الأرصفة قدر عددهم ب 800 ألف في الدار البيضاء وحدها. ولا يغيب عن الذهن الاستغلال الوقح الذي مارسه بحق العمال في الميناء يدعو التوزاني.
فالمرض المهني للعامل المغربي يعادل الطرد الفوري من الشغل بمجرد ما يتأكد ذلك من الفحص يضاف إلى هذا أن بعض أرباب العمل يعتبرون اليد العاملة موسمية ويتملصون من أداء التحملات الاجتماعية ولو كانت طفيفة.
كانت المراكز المنجمية والمؤسسات الكبرى عبارة عن معتقلات تضم شبكة من المخبرين على رأسها في أغلب الأحيان مراقب مدني أو ضابط في الشؤون الأهلية يطلقون عليه مراقب يد العاملة الأهلية."
Lien de téléchargement en PDF