تحميل كتاب اللذة والعنف، تاريخ الزواج، بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
العنوان: اللذة والعنف تاريخ الزواجالمؤلف: لحسن العسبي
المصدر، سلسلة شراع العدد السابع سنة 1996
عدد الصفحات: 152 ص
مقتطف من الكتاب
" في العهود الغابرة كان الفراعنة الحضارة الوحيدة التي كرمت المرأة والرجل معا، ووضعتها على على قدم المساواة، فقد كانت تربية الأطفال، لا يفرق فيها بين الإناث والذكور ولا يميز بينهما، كانت الفتاة الفرعونية تتعلم كل الذي يتعلمه الفتى الفرعوني، وكان هامش اختيارها للزوج الذي سيكون رفيق حياتها، هامشا كبيرا، كان عمر زواجها يحدد في سن الخامسة عشرة الذي ما أن تبلغه الفتاة حتى يشرع والدها في البحث عن زوج تتوفر فيه الشروط المادية، التي ستحقق طلبات إبنته في الزواج، واللافت للنظر هو أن زيجات الحب كانت كثيرة في الحضارة الفرعونية. وأن الهة الحب والفرح أنثى، وهي أثور. هل لا بد أن نذكر هنا بإمرأة العزيز في قصة يوسف عليه السلام؟ ثم بالفاتنة الاسطورية كيلوبترا التي كانت كارثية بجمالها الفتان، ورهيبة بأحابيليها ودسائسها، والتي انتهت تلك النهاية المشهورة، حين ملت من أيامها، فأمرت خدام القصر أن يأتوها بأفعى رقطاء هائجة من الصحراء، التي ما أن احضروها حتى أمرتهم ان يطلقوها غي غرفة النوم وأن يغادرو الغرفة، لتتجه هي صوب الأفعى قائلة:
تعالي يا أفعى الصحاري عانقي أفعى القصور، كانت كلمة المرأة مسموعة في الحضارة الفرعونية، ويحدث أن يعارض الأب زواج إبنته، لكن إصرار الخطيب وثبات المحبوبة على العهد، يلين في النهاية من موقف الأب الذي لا يجد بدا من الإذعان لسلطان الحب... إذا كان حظ الفتيان والفتيات الفراعنة باسما لهذه الدرجة من البهاء، فإن حظ أقرانهم بباقي الحضارات القديمة ليس مشابها، بل هو على النقيض تماما، حيث أن الزواج أمر رجالي بامتياز.
في كتابها تاريخ الحياة الخاصة الصادر سنة 1986 يتحدث كل من فليب اري وجورج دوبي، عن أن الزواج في تلك الحضارات القديمة، عقد يتم بين أب العريس وأب العروسة، وأن الهاجس كان هو الحفاظ على الدم والقرابة، والزيادة في السلالة، بل إن الزيجات كانت تتم والأبناء لا زالو بعد في أحضان أمهاتهم رضعا صغارا والذين كانوا بشكل من الأشكال عملة التداول وتبادل المصالح عبر المصاهرة.
في اليونان القديمة كانت تتزوج الفتيات لأكثر الشبان شجاعة وقوة، ولكي يختار الأب زوج ابنته، كان لا بد أن يشرف على مباريات المبارزة بين العرسان، والتي تشمل معارك البدن والأخلاق والسلوك والفكر، والذي يحظى باعجاب الأب هو الذي يكون زوج الإبنة المنتظر. لهذا السبب تورد الحكايات والأخبار كيف أن الفاتنة بينيلوب زوج عوليس الفارس الذي ركب البحر وغاب، وكانت دوما ترد العرسان الذين يتحاربون ويتنافسون للظفر برضاها زوجة ورفيقة عمر،. وكانت كلما اشتدت المعارك تقول لخطابها، ما أن أنتهي من غزل هذا القماش حتى أسمح لكم بالمبارزة. وفي الليل كانت تفك خيوط كل ماغزلته، لتعيد غزله من جديد في الصباح، وهكذا لسنوات لم تنته بينليوب من غزل القماش حتى عاد عوليس زوجها الذي اطاح بكل غرمائه من الفرسان.
وفي القرن السادس قبل الميلاد ستتزوج جدة بيركليس رجل دولة من أثينا بقرن إسمه بأول تجربة ديمقراطية في التاريخ، وخلف أعظم المآثر الإغريقية في اليونان ، ستتزوج بنفس الطريقة اليونانية، ذلك أن والدها مالك أثينا القديمة وديكتاتورها كليستين، أعلن أمام شعبه عن فتحه باب الترشح للزواج من ابنته الفاتنة اغاريستي وأن كل شاب يرى في نفسه الأهلية للزواج منها عليه أن يتقدم لباب القصر. "
Lien de téléchargement en PDF