تحميل كتاب مراكش من التأسيس إلى آخر عصر الموحدي بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
وهكذا نجد جميع كتب تدريس التاريخ في بلدان المغرب تستند إلى ابن خلدون وإبن أبي زرع لتحدد سنة 1062 م تاريخا لتأسيس مراكش وتنسب هذا التأسيس إلى يوسف ابن تشافين، ولو وقع التنبيه إلى هذين المعطيين لظهر ما بينهما من قلة الموافقة، فتيحتم اذا مراجعة هذا وذاك، ذلك بأن قواعد الأولى لحضارة الجنوب المغربي الكبرى إنما، وضعت بعد مرور ثمان سنوات على هذا التاريخ المجمع عليه، كان ذلك على وجه التدقيق يوم 8 ماي 1070 ولم يكن يوسف بن تشافين هو صاحب المبادرة في هذا التأسيس وإنما كان هو ابن عمه سالفه ابي بكر بن عمر.
إن تاريخ 1070م يندرج في سياق من تاريخ المرابطين مختلف اختلافا محسوسا عن التاريخ التي تقترحه مجموعة القرطاس والعبر، وله على هذا الأخير ميزة ترتيب وتتابع أكثر موافقة للمنطق بتحاشي الفجوات الممتدة في الزمن. إن هذا التاريخ تعطيه مجموعة أخرى من الحوليات يرجع تاريخ تأليفها أيضا إلى القرن الثامن ولكنها تستند في أخبارها استنادا مباشر إلى مصدر معاصر للمرابطين أنفسهم نأسف على ضياعه ألا هو كتاب المؤرخ الرسمي للدولة، الأندلسي أبي بكر بن الصريفي، وتتكون هذه المجموعة الثانية من كتاب البيان المغرب لإبن عذاري،وكنا قد عثرنا منه على نبذ موسعة تهم عصر المرابطين، ومن كتيب آخر نجهل إسم مؤلفه وهو كتاب الحلل الموشية وقد طبع مرتين وترجم إلى الله الإسبانية.
وليس في نيتي قط أن أقوم في هذه الصفحات القليلة بمعالجة نقدية مفصلة لمصادر المرابطين ولا ان اتعقب ابن ابي زرع وابن خلدون في نقائصهما سيما وأن هذا الأخير لم يفتأ يعتبر، عن تقدير مبالغ فيه بالنسبة لتاريخ المغرب قبل عصر المرينيين، مصدرا أساسيا للأخبار يحظى بالتقة أكثر ما يحظى به غيره من المصادر. أما المسألة التي تهمنا في الحال، هي مسألة تاريخ تأسيس مراكش وشخص مؤسسها، فقد كان من السهل حتى ولو لم تستعمل تواريخ الجديدة التي يعطيها البيان المغرب والحلل أن يقع التدليل على أن المعطيات تقبلت لحد الآن على أنها صائبة يوشك أن يبين وهمها.
إن لدينا في واقع الأمر على هذه المسألة شهادة لا تناقش قيمتها، شهادة الجغرافي الأندلسي الكبير أبي عبيد البكري، وهو من هو في وثوق الأخبار وجودتها، وإن تسرع فب مناقشته أحيانا م. ج دوسلان ناشر كتابه ومترجمه عند الكي نورده أسفله. اظإننا نستطيع باتستناد إلى البكري أن نؤكد انه في عام 1068 م اي بعد مرور ستة سنوات على التاريخ الذي زعم أنه تاريخ تأسيس مراكش، لم يكن يعرف شيئ عن هذه المدينة سواء في المغرب أو الأندلس، فالبكري يذكر صراحة في النبذة القيمة التي خصصها لتاريخ المرابطين إلى غاية وقت تحرير كتابه المسالك والممالك، أن أمير المرابطين إلى اليوم وذلك سنة ستين وأربعمائة ابو بكر بن عمر وامرهم منتشر وغير ملتئم ومقامهم بالصحراء. "
Lien de téléchargement en PDF