تحميل كتاب جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة في المغرب الوسيط للأستاذ مصطفى نشاط بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة في المغرب الوسيط
المؤلف: مصطفى نشاط
الناشر: منشورات الزمن
عدد الصفحات: 112 ص
مقتطف من الكتاب
" قبل اختيار المكان الذي اتخذ لتأسيس فاس قام الناس بمباشرة عملية البناء بجبل زلاغ حيث غرسوا الزيتون والكرم والأشجار، وبعد هذه الإشارة المرتبطة بنهاية القرن الثاني الهجري، توالى ذكر زراعة الكرم بالمصادر ولا سيما الجغرافية منها ، ففي منتصف القرن الرابع هجري، تحدث ابن حوقل عن وجودها بحوض سبو، وفي القرن الخامس الهجري أشار البكري إليها بمنطقة سجلماسة. وتعددت إشاراتها في العصر الموحدي، فقد توزعت بين تادلا وتارودانت وبلاد رجراجة ووادي ماسة ونواحي سلا وجبل درن وبلاد تازة ومكناسة وصفرو. وفي القرن السابع تحدث ابن سعيد عن استمرار زراعة الكروم بحوض نفيس بينما وجدت لي القرن الثامن بأغمات وباقر سلوين وبأحواز فاس وبنفيس كذلك، ومع نهاية العصر الوسيط تحدث الأنصاري ابن سبتة عن وجودها بقرية بليوش ضواحي المدينة، ثم تكتمل الصورة عن جغرافية زراعة الكروم بالمغرب مع ما أورده الحسن الوزان، فقد كل المناطق السابقة، وأضاف إليها مناطق أخرى، معضمها موجود بالريف، وقد بدا من خلال كتابه أن اتنين وعشرين 22 منطقة بالمغرب الأقصى عرفت زراعة الكروم في القرن التاسع الهجري.
يستفاد من النصوص التاريخية أن العنب الأسود كان أكثر أنواع العنب انتشارا بالمغرب الوسيط، والى جانبه، وجد العنب الأبيض والأحمر، وكانت بعض المناطق تعرف زراعة الأنواع الثلاثة، كما كان الأمر عليه بمنطقة تازة، وقد اشتمل كل نوع من هذه الأنواع على أصناف مختلفة من الأعناب، فقرية بليوش كانت تحتوي على خمسة وستين بين رهط ونوع من الأنواع وكان العنب اكثر الفواكه تنوعا بها. وفي غياب اشارات مستفيضة عن أنواع العنب بالمصادر المغربية، التي تم الاطلاع عليها، يطالعنا كتاب عمدة الطيب لإبن خير الإشبيلي المتوفى أواخر القرن الخامس الهجري بجرد مطول لأنواع العنب التي سادت بالعدوة الأندلسية والمغربية.
فالعنب الأسود أصناف منه العسلي الأسود وقد أشار إليه الإدريسي بجبال درن وهو ( مائل إلى الحمرة قليلا، ومنه اللناط وهو عظيم الحب، أسود حالك بغبره كأنه رش بغبار الدقيق، ومنه البجن حبة في القدر حب الباقلي في لون عصارة الشقائق، ومنه النعرين، وهو أردؤها، حبة في قدر الحمص، كثير النوى، قابض الطعم، عسر النضج، ومنه الخنزيري وحبه في قدر عيون البقر الصغير الأسود، وهو غليض القشر، ينضج في الخريف ويعرف بالعبقري، وهو أصابع العذارى، ومنه القرشي وهو يشبه اللناط، إلا أنه أصغر منه، وهو حلو جدا، ومنه أصابع العذاري وهو كالبلوط طويل صلب القشر، وقد أشار إليه الإدريسي بتارودانت).
أما الأحمر فهو أنواع، منه الفتوحي وهو أعظم من أصابع العذاري وأطول يشبه قلوب الديكة، أحمر قانئ القشر لا ينضج الا في زمن الخريف، ويسمى أصابع القينات لأنه كأنامل مخضوبة بالحناء، ومنه الأبيض، وأنواعه كثيرة معروفة عند الناس. وعلى ذكر العنب الأبيض فقد عرفت مكناسة بنوع منه شديد الحلاوة يدعى المتروئي، يينما اختصت هسكورة بانتاج نوع من العنب الأحمر يسمى بلغة البلاد بيض الدجاجة لضخامة حبه، ويشهد الوزان على أنه لم يدق عنبا في حياته أجود من عنب منطقة زلاغ دون أن يحدد نوع هذا العنب. "
إن جغرافية زراعة الخمور لم تكن متاطبقة مع جغرافية صناعة الخمور والتعاطي إليها، فبعض المناطق عرفت بزراعة الكروم، لكن لم تكن تعصر الخمور بها مثل جبال البرانس، وسكان جبال درن لم يكن أحدهم يفكر في صنع الخمور لأنهم لا يشربونها، ولو انهم كانوا مجاورين الريف التي كان بعض سكانها يعاقرونها. "
Lien de téléchargement en PDF