تحميل كتاب صفحات من الوطنية المغربية من التورة الريفية إلى الحركة الوطنية بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات عن الكتاب
العنوان : صفحات من الوطنية المغربية من التورة الريفية إلى الحركة الوطنية
المؤلف : محمد زنيبر
عدد الصفحات : 77 ص
مقتطف من الكتاب
" من أهم المواقف في حياة الشعوب مواقف الرفض، لأن الظلم والعدوان دخلا في العلاقات بين الشعوب منذ فجر التاريخ، ولأن منطق القوة وقانون الغاب كان وما زال يتحكم في العالم، ويكفي أن نذكر كمثال قضية الشعب الفلسطيني الذي يسلم الكل في العالم بمشروعية مطالبه، وتسانده كل المنظمات الدولية في نضاله من أجل بناء كيانه، ولكن مازالت القوة الغاشمة تحول دون إداراكه لحقوقه. ولولا أن الشعب الفلسطيني أعلن عن رفضه بالاستماتة والدخول في معارك متواصلة مع عدوه لضاعت قضيته ولما وجدت من يؤمن بها ويساندها.
فمواقف الرفض تتمتاز بروعتها وتكون أشد إثارة للإعجاب والتعاطف من غيرها لأن ورؤها يكمن صراع بين الظالم والمظلوم بين قوي يجعل من هواه مقياسا للحق ومستضعف لا يرضى بالهوان ويثور لردع الطغيان والانتصاف من عدوه.
ولطلما عرف المغرب في تاريخه العريق بمواقف الرفض، ولو أردنا أن نضرب الأمثال على ذلك منذ عهد الاستعمار الروماني إلى اليوم لاستطعنا أن نملاء كتابا ضخما، ويكفينا أن نقف عند قرننا الحالي الذي مازلت أحداثه حية في الخواطر والأفكار لتأتي بشواهد ناطقة بليغة. فما أكثر الرجال الذين وقفوا في وجه الاستعمارين الفرنسي والإسباني ليقولو: لا، وشفعوا قولهم بالكفاح الطويل والجهد المتواصل، فها هو ماء العينين يهب من جوف الصحراء ويتجه على رأس أتباعه نحو الشمال إلى أقاليم سوس والأطلس تحدوه فكرة انقاد المغرب من الهجوم الاستعمار. وها هو موحى الزياني يقف شوكة في حلق الاستعمار الفرنسي ويدخل معه في معارك ضاربة، وها هو محمد امزيان يقف من جهته في وجه العدوان الاسباني بشرق الريف ويواصل كفاحه حتى الموت.
وها هو محمد بن عبد الكريم الخطابي يقوم بأعظم ثورة شاهدها الاستعمار فيما بين الحربين العالميتين حتى أصبحت خطته الحربية نموذجا يدرس ويسترشد به في كل حركات التحرر العالمية، وها هي الحركة الوطنية التي أمسكت المشعل من يد المجاهدين في الجبال والسهول تدخل في لون آخر من الكفاح الشعبي وتتحول إلى حركة عصرية بأسلوبها ووسائلها.
إن هاته السلسلة الذهبية من مواقف الرفض هي التي ايقضت الضمير الوطني لدى الشعب المغربي وغذته باستمرار وجعلت المخططين لحركة التحرر الوطني يضعون المنهاج الأصلح لتحقيق الأهداف المنشودة بعد المرور من تجارب مختلفة ومحاولات متتالية لتصحيح المسيرة وإيجاد الأداة الصالحة لمعركة التحرير.
لقد عرف اهل الريف منذ قرون عديدة بشجاعتهم وروحهم الجهادية واستماتتهم فب الدفاع عن كرامتهم وحريتهم، يكفي ان نذكر انهم كانوا يعيشون في واجهة بحرية مهددة على الدوام بالغزو الأجنبي، وأنهم قاوموا بتباث كل المحاولات العدوانية التي أقدم عليها الاسبان في شواطئهم. لكن المجتمع الريفي كبقية المجتمع المغربي كان يمر في تاريخه من فترة تخلف من أخطر مظاهرها الانحطاط والانقسام الناشئ عن طغيان الروح القبلية وضعف عوامل الالتحام والتأزر. "
Lien de téléchargement en PDF
