تحميل كتاب الملابس العربية وتطورها في العهود الإسلامية بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
"عند صدور الإسلام كان في الجزيرة العربية مجتمعات ذات مستويات حضارية ومتعددة وطرز من الأنسجة والألبسة متنوعة لأن اكثر السكان كانوا بدوا ولدينا بعض التفاصيل عن ألبستهم التي حفظها اللغويون والمؤرخون. فقد كانوا البدو يتشملون بالاتواب اشتمالا لأن تفضيل التياب وتقديرها والحامها بالخياطة من مذاهب الحضارة وفتوتها.
وكان الرسول صلى الله عليه يهتم باللباس كما يهتم بنظافة تيابه وبساطتها وقد حفظت كتب الحديث والسيرة النبوية معلومات عن ألبسة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر ابن الجوزي ( أخبرنا الرواة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظرونه على الباب فخرج يريدهم وفي الدار ركوة فيها ماء فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته فقالت عليها السلام يا رسول الله وانت تفعل هذا قال نعم إذا خرج الرجل إلى إخوانه فليهئ من نفسه فإن الله جميل ويحب الجمال.
وفي غزوة بدر روى عن عمر رضي الله عنه إن رسول الله نظر إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم تلاثمئة فاستقبل القبلة ومد يديه يدعوا اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم أن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، فيما زال كذلك حتى سقط فأخذه ابي بكر رضي الله عنه فألقاه على منكبيه والتزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينحز لك وعدك.
يستخلص من هذا لو أن هذا الرداء كان لليدين لم يسقط عن منكب الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مما يؤيد من أن العرب في صدر الإسلام كانت تشتمل بالاتواب اشتمالا. وقد ذكرت الاستاذة سعاد ماهر أنه جاء في مجامع الأنهر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة مكفوفة بالحرير وكلمة مكفوفة بالحرير أي بطرفيها شريطين من الحرير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس القطن والكتان واليمنة وكانت له قلنسوة اسماط وكانت فيها تقبة، كما كانت له ملحفة مصبوغة بورس أو زعفران كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرقع توبه وأنه قال لعائشة لا تخلعي توبا حتى ترقميه، كما ذكر أن الخليفة عمر رضي الله عنه في توبه رقاع.
وقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك عشرة أتواب، توب حبرة وأزرارا عمانيا، وتوبيين صحاريين وقميص صحاريا وقميص سحوليا وجبة يمانية وملحفة مورسة وخميصة وكساء أبيض وقلانس صغارا ثلاثا أو أربعا."
Lien de téléchargement en PDF