تحميل كتاب تاريخ التعليم بالمغرب الوسيط للأستاذ الحسين أسكان بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
وكان فقهاء المذهب المالكي والحنفي قد أجازو اخذ الأجرة على تعليم القرآن وحده، لكنهم لم يتفقوا حول الحكم الشرعي، على الاجازة لتعليم العلوم الأخذ في التكون مع القرن الثاني للهجرة، من فقه الفرائض وغيرها، فمنهم من اجازها ومنهم من حرمها، لكن أغلبهم اضطر في الأخير إلى إجازتها ، إذ أجاز فقهاء الأندلس في القرن الثالث الهجري قبل فقهاء القيروان الاجازة على التعليم أغلب العلوم، وكانت دائما تعطي تبريرات لجوازها في القرون التالية منها، سعيد العقباني مثلا، الذي برر جواز الاجازة بضعف أرزاق العلماء في القرن 8 هجري.
وتظهر كثير من الأحداث والوقائع التاريخية أن الاجازة على التعليم كانت قد أصبحت عادة متأصلة بالغرب الاسلامي منذ القرن الثالث الهجري، ولاحظ العلوم في المساجد بأجرة فالعالم منهم بارع، لأنه يطلب العلم بباعث من نفسه يحمله على أن يترك الشغل الذي يستفيد منه وينفق من عنده حتى يعلم.
كانت الأجرة في التعليم الاولي تؤخذ عينا ونقذا، ويتم التعاقد مع المعلمين بالبوادي بعقد يسمى المشارطة مدة سنة، وتتخذ المشارطة أشكالا مختلفة حسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية للجماعات، ففي الوحات الصحراوية والقطر السوسي جرت العادة خلال العصر الوسيط على تقسيم أجرة المعلمين على مياه العيون في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى على ايام دولة عيونهم، وبعض الجامعات تجعل شيئا من الأجرة على المياه وشيئا على الرجال والصبيان. وكيفما كانت نوعية الأجور في بعض البوادي، فإنها كانت كافية لضمان العيش للمعلمين وجعلهم في مأمن خطر المجاعات الدورية.
كانت طبيعة المجالس العلمية التي يعقدها الحكام تختلف حسب الدول المتعاقبة على حكم المغرب، وحسب عمر الدولة وأوضاعها السياسية والاجتماعية. في عهد المرابطي كان الجيل الأول من الأمراء حتى عهد يوسف بن تشافين غير متعلمين، وليست لهم سوى ثقافة دينية شفوية تلقوها على يد الوعاظ مثل عبد الله بن ياسين برباطه في الصحراء، لكن الجيل الثاني تكون على يد المؤدبين تكوينا علميا متينا، وكان من بين مؤديي الأمراء في عهد المرابطي ابن حرازهم مثلا، فحرص هذا الجيل على التعمق في العلوم مثل علي بن يوسف الذي حرص على الحصول كباقي طلاب الحديث على السند العالي فيها والاجازة. وكان عبد الله الخولاني الذي كان له سند عال من ضمن الشيوخ الذين أجازوه، وكما فعل ابراهيم بن تشافين حين أرسل إلى أبي علي الصدفي وهو في مجلس درس للقدوم عليه لسماع الحديث عليه ورغب إليه أن تكون له منه دولة في منزله، فأسعفه على أن يصل بعد الفراغ من إسماع أصحابه والقيام من مجلسه. فكان أمراء هذا الجيل يعقدون المجالس العلمية في دار ملكهم مثل المجالس التي تعقد في عهد علي بن يوسف، فعندما وصل ابن تمورت لمراكش اقترح الوزير بنتان بن عمر على الأمير، أشركه في بساطك يعلمنا العلم. أهم ما يميز المجالس العلمية فب عهد المرابطين هيمنة الدراسات الفقهية عليها، نظرا لتحكم الفقهاء خاصة الأندلسين منهم فب زمام الأمور.
Lien de téléchargement en PDF