تحميل كتاب سقوط الدولة الموحدية دراسة تحليلية في الأسباب والتداعيات بصيغة إلكترونية بدف pdf
معلومات توثيقية
مقتطف من الكتاب
منذ أن اضمحلت دولة الأمويين في قرطبة مطلع القرن 5. 11 م شابت أوضاع المغرب والأندلس تمزقا وانقساما فقد عصفت النازعات القبلية والمذهبية والخلافات الإقليمية والشخصية بالعدوة المغربية والأندلسية، وفي ظل هذا الوضع المتأزم تمكن المرابطين من تأسيس دولتهم التي كان لها الفضل الكبير في توحيد أجزاء واسعة من بلاد المغرب الإسلامي، واضعين بذلك حدا للخطر النصراني الذي كان يهدد بلاد الأندلس بعد أن تمكن النصارى من استيلاء على طليطة 1085م ومحاصرة سرقسطة،وبعد أمد غير يسير خسر المرابطون سرقسطة عام 512م ومعها عدة مدن وحصون وتوالت ضربات النصارى عليهم، وتبع ذلك ظهور أمر الموحدين بالمغرب الأقصى 1121م فواجه المرابطون وضعا متأزما داخليا وخطرا محذقا خارجيا، ففي البداية أولوا الخطر الخارجي جل أمرهم فتفاقم الوضع الداخلي، ولما توجهوا إليه بكل تقلهم خرجت الأندلس عن سيطرتهم، ودخلت عصر الطوائف ثانية، وبعد فترة قصيرة فقدوا المغرب مقر حكمهم بعد أن قوض الموحدون دولتهم واستولوا على عاصمتهم مراكش.
أما المغرب الأوسط والادنى فكان يعيش من جهته تحث وقع الزحف الهلالي، وما أعقبه من ضعف وانهيار للدويلات الصنهاجية، وسقوط الصقلية في يد النورماند وبروز خطرهم على السواحل المغربية.
وعن الظروف الثقافية التي سادت هذه الفترة، فقد ميزها عموما المنهج الذي رسمه المؤسس الروحي للدولة المرابطية عبد الله بن ياسين وازدادت تلك البنية الثقافية توطدا بفضل السند السياسي، وعليه أصبح كافة الرعية تعتقد بالسلفية في العقيدة والمالكية في الفقه، وذلك بتوجيه من الفقهاء الذين كانت لهم اليد العليا في تقرير النمط الثقافي السائد.
Lien de téléchargement en PDF