لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب المغرب العربي الكبير في العصر الحديث (ليبيا تونس الجزائر المغرب) pdf تأليف د. شوقي عطا الله الجمل

كتاب المغرب العربي الكبير في العصر الحديث (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب) للمؤلف شوقي عطا الله الجمل - أونلاين بصيغة إلكترونية ONLINE PDF









معلومات عن الكتاب :


عنوان الكتاب : المغرب العربي الكبير في العصر الحديث (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب).


المؤلف : د. شوقي عطا الله الجمل.


الناشر : مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة.


رقم الطبعة : الأولى - 1977.


عدد الصفحات : 540.


حجم الملف : 12 ميجا بايت.


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).









مقتطف من الكتاب :



"الدولة السعدية (١٥٠٩ - ١٦٤٠)


تذهب السعديون إلى أنهم من أولاد على بن أبي طالب، وقد قال بعض المؤرخين بصحة هذا النسب، بينما أنكره آخرون وقالوا إنهم عرب من بني سعد بن بكر ولذا سموا بالسعديين، ويقول البعض إنهم سموا بهذا الإسم لأن البلاد سعدت بهم، ولا يرضى السعديون بهذا القول لأنه يبعدهم عن نسبة الشرف التي يحرصون عليها جد الحرص.


وقد بدأ نفوذ السعديين فى بلاد ( درعه ) والسوس الأقصى وكان ظهورهم في وقت كانت الشواطىء المغربية فيه عرضة لأطماع البرتغاليين والأسبان، بينما كانت الدولة الوطاسية قد وصلت إلى درجة من الضعف بحيث أصبحت عاجزة عن رد الأعداء الذين أخذوا يستولون على التغور المغربيه الواحد تلو الآخر.


فالتفت القلوب حول ( ابي عبد الله الملقب بالقائم بأمر الله ) وبايعوه بالإمارة سنة ( ٩١٥ ه - ١٥٠٩ م ) فأخذ يعد العدة لتصفية الدولة الوطامية و تثبيت أركان دولته حتى يستطيع التفرغ لمقاومة البرتغال.


وأخذت الوفود ترد إلى أبي عبد الله محمد السعدى – تبايعه وتشكو مما تتعرض له نتيجة هجوم البرتغال على البلاد ونهبها دون أن يجدوا من يقف في وجههم، فنهض من سوس إلى بلاد ( حاحة ) حيث نزل ( بأفغال ) وظل هناك يعد العدة لمقابلة العدو إلى أن أدركته الوفاة سنة ٩٢٣ه ١٥١٧ م فتولى الأمر بعده ابنه ( أبو العباس أحمد - الذي عرف بالأترج ) وكان قد بويع بولاية العهد في حياة ابيه فجددت له البيعة بعد وفاته، واجتمع الناس على بيعته من سائر الأفاق وأتوه طاعتهم - كما يقول صاحب الاستقصاء. من رضا منهم فأستقام أمره، واستطاع أن يصرف عزمه إلى تمهيد البلاد وإقتناء الأجناد وتعبئة الجيوش إلى الثغور وشن الغارات على العدو في الإقبال والبكور.


ومن وثائق الأرشيف البرتغالى يتضح أن أبا العباس أحمد لجأ في البداية إلى عقد معاهدة سلام مع ( جيان الثالث ) ملك البرتغال لكن بعد أن استتب له الأمر بدأ يناوشم ويشكو من نقضهم للإتفاق السابق.


وقد أحرز السلطان أبو العباس الأعرج انتصارات عظيمة على المستعمرين الطامعين في ( تلست ) و ( آسفى) وغيرهما من الأماكن التي كانوا


قد أستقروا بها فانتشر بذلك ذكره وكاتبه أمراء ( منتاته ) ولاة مراكش يخطبون وده ويطلبون الدخول فى طاعته ، فأجاب طلبهم وأنتقل إلى مراكش فدخلها في عام ( ۵۹٣٠ - ۱۵۲۳ م )، وقد أثار هذا النصر حفيظة الوطاسيين فخشوا على ما بقى لهم من نفوذ في فاس ونواحيها فالتجأوا لمحاربته فكانت لهم معه معارك متعددة.


هذا وقد كان أبو عبد الله محمد الشيخ الشقيق الأصغر لأبي العباس والياً على سوس فى عهد أبيه وبقى كذلك حين ولى الأمر أخوه الأعرج أبو العباسي الأعرج، وكانت القبائل السوسيه تكن له الولاء والاحترام فقد نشأ بين أظهرهم وسبروه وعرفوا نجابته وكفايته منذ تركه أبوه عندهم عند إنتقاله إلى أفغال. وكان أخوه السلطان أبو العباس يستشيره في أمور الدولة، فكانت كلمتهما واحدة - إلى أن دخل الوشاة بينهما فأفسدوا قلوبهما وأقتضى الحال إلى القتال بينهما، وأنقسم الجند حزبين انصرفت كل طائفة إلى متبوعها وصاحب أمرها وتقاتلا مدة وأنتهى الأمر بأن غلب أبو عبد الله محمد الشيخ على أخيه أبي العباس وقيض عليه وأستولى على ما بيده وأودعه هو وأولاده السجن وأصبح ملكا مستقلا بعد أن كان والياً من قبل أخيه وكان ذلك سنة ٩٤٦ ه.


وقد حفلت فترة حكم أبي عبد الله الشيخ ( ٩٤٦ - ٥٩٦٤ ) - ( ١٥٣٩ - ١٥٥٦م) بالنشاط . فمن جهة البرتغال واصل الجهاد ونجح في طردهم من حصن فوتى ( ٥٩٤٧) بعد أن كانوا قد أقاموا فيه إثنتين وسبعين سنة وأختط أبو عبد الله الشيخ بالقرب من فونتى حصن ( أكادير ). هذا على أن البرتغال إزاء شعورهم بما يهددهم من خطر - أضطروا لإخلاء ( أسفى ) و ( آزمور ) و ( آصيلا) من غير قتال ( ٥٩٤٨ - ١٥٤٢ م ).


وبعد أن أطمأن أبو عبد الله الشيخ من ناحية البرتغال ، وبعد أن أستقرت له الأمور في مراكش - إتجه إلى مد نفوذه على باقي بلاد المغرب ، فخرج مولياً وجهه صوب الشمال يفتح البلاد ويستولى على القرى والأمصار حتى وصل إلى ( فاس) مقر الوطاسيين فحاصرها نحو السنة إلى أن دخلها سنة ٩٥٦ ٥ - ١٥٤٩ م ، وقبض على بقايا الوطاسيين وبعث بهم إلى مراكش عدا ( أبا حسون) فقد فر إلى الجزائر مستجيراً بالأتراك بها. كما اتصل بشارل الخامس ( Charles Quint ) الإمبراطور الأسبانى يستنجد به لإسترجاع عرشه.


كما أن هناك مراسلات بين أبي حسون والأمير فيليب ولى العهد الأسباني الذي أصبح ملكا على إسبانيا ( ١٥٥٦ - ١٥٩٨م) بهذا الشأن.


وعكف أبو عبد الله الشيخ بعد ذلك على تنظيم شؤون مملكته، فنظم الضرائب لضمان المساواة والعدالة بين الأهالي، كما تم في عهده تشييد عدة جسور على الأنهار الرئيسية في المغرب ) جسر سبو، وجسر وادى أم الربيع ).


وقد كان أبو عبد الله الشيخ رجل دولة بالمعنى الصحيح كان متمرساً بالحرب قادراً عليها، مهيباً ذا شخصية قوية طاغية طويل الأناة والصبر، كثير الأمل، مثقفا راسخاً في العلم، عالما بالشريعة - يحفظ القرآن ويفهمه. ولم يكن يعيبه إلا أنه كان قاسياً. رفا في القسوة، قتل العقية ) أبى على حرزوز ) خطيب مكناس حين بلغه إنه كان في خطيه يحذر الناس من الإنقياد إليه، ولما بلغه أن الفقيه (عبد الوهاب الزقاق ) كان يميل إلى أبى حسون وينصره، وأنه كان يرى في خروج السعديين على الوطاسيين تفريقاً لسكلمة المسلمين أمر بالقبض عليه، وكانت محاكمة قصيرة رائعة .. سأله السلطان اختر بأي شيء تموت .. فأجابه الفقيه .. أختر أنت لنفسك .. فإن المرء مقتول بما قتل به فأمر السلطان بقطع رأسه (بشاتور ).


على أن العلاقات بين المغرب والأتراك العثمانيين الذين كانوا قد وطدوا نفوذهم في الجزائر ، وتونس، وطرابلس بالإضافة إلى مصر - إزدادت توتراً بعد أن فر ابوحسون الوطاسى مستجيراً بهم وبدأ الصدام بين المغرب والاتراك حين تقدم أبو عبد الله الشيخ إلى ( تلمسان )، وكان الأتراك قد استولوا عليها فحاصرها تسعة أشهر ودخلها سنة ٨٩٥٧ / ١٥٥٠ م لكن عاود الأتراك الكرة وطردوه منها فتركها على أن يعاود غزوها في فرصة أخرى مناسبة.


وقد بعث الأتراك الفقيه ) أيا عبد الله محمد بن على الخروبي ) سنة ١٩٦١/ ١٥٥٣م لمفاوضة السلطان أبي عبد الله الشيخ لعقد هدنة بين الدولتين وعقد إتفاق لتحديد مناطق الحدود بينهما - لكن لم تسفر هذه المفاوضات عن نتيجة ـ فلجأ الأتراك للحرب، منتهزين فرصة وجود أبي حسون الوطاسي بالجزائر فأمدوه بقوة لمحاربة أبي عبد الله الشيخ وإثارة الفنن في بلاده، وكان لأبي حنون أعوان في فاس وغيرها من مدن المغرب يمدونه بمعلومات عن الأوضاع هناك. ونجح أبو حسون بعد معارك طاحنة في دخول فاس عام ٥٩٦١ / ١٥٥٣م وفر أبو عبد الله الشيخ إلى مراكش حيث استنفر قبائل السوس لمعاونته على قتال عدوه، وخرج بجيش استطاع به أن يستعيد فاس ويقتل أباحسون وبذا صفا له أمر المغرب ."


رابط تحميل الكتاب:


عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب

2025