لمحات من تاريخ المغرب لمحات من تاريخ المغرب

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب الانتروبولوجيا البنيوية - كلود ليفي ستروس - ج2 pdf

 كتاب الانتروبولوجيا البنيوية للمؤلف كلود ليفي ستروس الجزء الثاني أونلاين بصيغة PDF.








معلومات عن الكتاب :



العنوان : الأنثروبولجيا البنيوية.


الجزء :الثاني.


المؤلف : كلود ليفي ستروس.


ترجمة : د. مصطفى صالح.


الناشر : وزارة الثقافة والإرشاد القومي - دمشق.


عدد الصفحات: 518.


الحجم: 13.9 ميجا بايت. 


صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).



مقتطف من الكتاب :


العرق والتاريخ

-1-

العرق والثقافة


لعل الحديث عن اسهام الاعراق البشرية في الحضارة العالمية، في من سلسلة الكراسات الرامية الى مكافحة التعصب العرقي، ينطوي على ما يثير الدهشة فقد يكون من العبث تخصيص كل هذه الموهبة والجهود لاثبات عدم وجود شيء، في حالة العلم الراهنة، يسمح بتأكيد التفوق الفكري او الدونية الفكرية لعرق بالنسبة لآخر ، إذا كان ذلك فقط لاعادة القوة خفيةً لمفهوم العرق ، وذلك بالظهور بمظهر من يبرهن على أن الجماعات الاتنية الكبرى التي تؤلف البشرية قدمت، بصفتها تلك ، اسهامات نوعية للتراث المشترك.


 وليس ثمة شيء أبعد عن قصدنا من مشروع من هذا النوع لا يفضي إلا الى وضع النظرية العرقية بصورة معكوسة. عندما نحاول تمييز العروق البيولوجية بخصائص سيكولوجية خاصة، نبتعد كثيرا عن الحتميقة العلمية، سواء حددنا هذه الخصائص بطريقة ايجابية أو سلبية. ولا يغيبن عن البال أن غوبينو، الذي استحق بتاريخه لقب أبي النظريات العرقية، كان مع ذلك لا يتصور « تفاوت الاعراق البشرية ) بصورة كمية بل بصورة نوعية : ذلك أن العروق الكبرى التي ساهمت في نظره بتكوين البشرية الحالية بدون امكان نعتها بالبدائية – العرق الابيض، والعرق الاصفر، والعرق الاسود – لم تكن متفاوتة بالقيمة المطلقة بقدر ما كانت متنوعة بكفاياتها الخاصة. كان يربط عيب فساد النوع بظاهرة التهجين بدلا من ربطها بمركز كل عرق في سلم من القيم مشترك بين الاعراق كلها؛ فاذن كان هذا العيب معداً للتأثير في البشرية كلها، المحكوم عليها، دون تمييز عرقي، بتهجين يزداد تسارعا. ولكن الخطيئة الاصلية للانتروبولوجيا تكمن في الخلط بين المفهوم العرقي البيولوجي بصورة بحتة ( على افتراض أن هذا المفهوم، حتى في هذا المجال المحدود، يستطيع نشدان الموضوعية، مما ينكره علم الوراثة المعاصر ) وبين النتاجات السوسيولوجية والنفسانية التي خلقتها الثقافات البشرية. وما ان ارتكب غوبينو هذه الخطيئة حتى وجد نفسه سجين الدائرة الجهنمية التي تقود من خطأ فكري لا يستبعد حسن النية الى تبرير غير متعمد لجميع محاولات التفرقة والاضطهاد.


ولهذا عندما نتكلم في هذه الدراسة عن اسهام الاعراق البشرية في الحضارة ، لانريد القول ان الاسهامات الثقافية التي قدمتها آسيا أو اوروبا ، افريقيا او امريكا تستمد بعض الاصالة من واقعة أن سكان هذه التمارات هم اجمالا من أصول عرقية مختلفة . واذا كانت هذه الاصالة موجودة – وليس الامر مريباً فانها ترتبط بظروف


جغرافية وتاريخية وسوسيولوجية وليس بكفايات متميزة متعلقة بالتكون التشريحي أو الفيزيولوجي للسود او الصفر أو البيض. ولكن بدا انا ان سلسلة الكراسات المشار إليها، في نطاق محاولتها الحكم لصالح هذه النظرة السلبية كانت تجازف في الوقت نفسه بابعاد جانب ذي اهمية مماثلة من حياة البشرية الى المرتبة الثانية : وهو أن البشرية لا تتطور في ظل نظام ذي رتابة مطردة، وانما من خلال صيغ شديدة التنوع من المجتمعات والحضارات؛ وهذا التنوع الفكري والجمالي والسوسيولوجي لا يقترن بأية علاقة سببية بالتنوع الموجود، على الصعيد البيولوجي، بين بعض مظاهر التجمعات البشرية التي تتسنى ملاحظتها : بل يوازيه فقط في مجال آخر. ولكنه يتميز منه ، في الوقت نفسه، بخاصتين هامتين. أولا .يتعين موقعه في نسق آخر من الاتساع ذلك أن الثقافات البشرية أكثر عددا من الاعراق البشرية نظراً لأن تلك تعد بالآلاف، وهذه بالوحدات : فقد تختلف ثقافتان أعدهما بشر ينتمون الى عرق واحد بقدر ما تختلف، أو اكثر، ثقافتان تنتميان الى جماعتين متباعدتين عرقيا. ثانيا، خلافا للتنوع بين الاعراق الذي ينطوي على اهمية رئيسة هي أهمية أصلها التاريخي وتوزعها في المكان، يطرح التنوع بين الثقافات مشكلات عديدة، لأنه يمكن التساؤل ما إذا كان يشكل للانسانية حسنة أو سيئة، وتلك بالطبع مسألة اجمالية تتفرع الى مسائل أخرى عديدة. "


رابط تحميل الكتاب:



رابط ثاني:

عن الكاتب

كاتب التاريخ المغربي

التعليقات


اتصل بنا

نحرص دائما على عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، لذا يحق للمؤلفين ودور النشر المطالبة بحذف رابط تحميل لكتاب من الموقع. إذا وجدت كتاب ملك لك ولا توافق على نشر رابط تحميل الكتاب أو لديك اقتراح أو شكوى راسلنا من خلال صفحة اتصل بنا، أو عبر البريد الإلكتروني: lamahat.histoirmaroc@gmail.com

جميع حقوق الكتب والدراسات تابعة لمؤلفيها من حيث الطباعة والنشر والخصوصية

لمحات من تاريخ المغرب