كتاب روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف للمؤلف محمد الصغير اليفرني أونلاين بصيغة PDF.
معلومات عن الكتاب :
العنوان : روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف.
المؤلف : محمد الصغير اليفرني ( ولد حوالي 1080 هـ وتوفي بعد 1155 هـ ).
تحقيق: عبد الوهاب بنمنصور.
الناشر : المطبعة الملكية بالرباط سنة 1415هـ - 1995 م.
عدد الصفحات : 176.
حجم الكتاب : 3,3 ميجا بايت.
صيغة الكتاب : PDFelement (البرامج المقترحة nitro pro, expert pdf).
مقتطف من الكتاب :
"في ذكر ولادته ونشأته، إلى أن ملكه الله أمر رعيته
قال المؤلف سدده الله
كان من خبر ولادته نصره الله، أن الدولة السعدية لما وهي أمرها، واختل نظامها وتساوت فيها الأسافيل والأعالي، نبغ في كل جهة قائم. وصاحَ في كل كدية ديك، وتقاسم الثوار البلاد، وصاروا كملوك الطوائف في الأندلس، فكان بمراكش مع اليسير من أخوازها مولاي محمد الشيخ السعدي، إلا أنه لم يضبطها كلَّ الضبط، ولا مهدها حق التمهيد بل كان يسوس الناس فيها بأمر لين وسياسة محلولة العُرى، وقد شقَّ عليه العصا في وسط البلاد أقوام من أخلاط السوس، فبقي يعالج مردّهم زمناً طويلا حسبما قررناه في كتابنا المسمى بـ ( تحفة الحادي، في أخبار أهل القرن الحادي )، وكان أمرُ فاس ومكناسة وما انضاف إليهما إلى وادي أم الربيع بيد أهل زاوية الدلاء، وقام بصقع سوس الأقصا ) وما انضاف إليه من بلاد الصحراء وسجلماسة أبو حسون علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الولي الصالح الكبير الشأن أحمد بن موسى نفع الله به، وكان مولاي الشريف رحمه الله مقدماً عندَ أهل سجلماسة، وكافة أهل المغرب يقصدونه ويستشفعون به في العويصات والمعضلات، ويهرعون إليه إذا عراهم خطب، فنمى بعض الحسدة الماردين من أهل سجلماسة خبره إلى أبي حسون وخوفه منه، وذكر أنه
يستميل الناس طمعاً في الخلافة، وأنه يُحَدِّثُ بها نفسه، فبعث أبو حسون لعامله على سجلماسة أن يوجه به إليه، فحمل إليه في حديث طويل فأوصله وفرح به، وبقي لديه مدة ، وكان ذلك في حدود الخمسين والألف، وقد وقفت على رسالة بعث بها الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي إلى أبي حسون يحضُّه فيها على البرور بمولانا الشريف بن علي لما بلغه أنَّ ابا حسون وجّه إليه، ونص الغرض المحتاج إليه منها هو قوله وما ذكرتموه لنا على الفاضل الشريف، الزكي العفيف، مولانا الشريف، ما سمعتُ قط أنه يخطرُ له ببال، ولا سددتم إلى جنابه بنادق الإضرار والنبال، فحمدنا الله على ذلك، وشكرناه على ما أولى من النعم، ودفع من النقم، ولكن مصائدَ النفوس والأهواء منصوبة، حفظنا الله وإياكم من أشراكها، وقد قيل إنَّ المعادن وإن طمست محالها، ودرست دلائلها، فلا بد لها يوماً من الظهور، ولو طالت السنون والدهور، والأيام والشهور وكنا مُهتمين لذلك أشدَّ اهتمام، حتى بلغنا كتابكم فانجلى الظلام، وحيثُ ورد علينا الشريف المنيف، الزكي العفيف، مولانا سعيد بن عبد الرحمان، وولد خديمكم الأنجد القائد حمو بن بلة بأخبار الجميع فاطمأنت لذلك النفوس، وتباعد منها الشر والبؤس.
انتهى ما احتيج إليه من تلك الرسالة وهي طويلة.
ولم يزل مولانا الشريف عند أبي حسون في تبجيل وتعظيم، إلى أن رجع إلى سجلماسة في حكاية طويلة.
وفي هذا الأمد ولد مولانا إسماعيل نصره الله، وكانت ولادته في نيف وخمسين، ويقال إنه نصره الله ولد في عام القاعة بالكاف المعقودة التي وقعت بين أخيه مولانا محمد بن الشريف وأهل زاوية الدلاء، وقد وقفتُ عليها مؤرخة في بعض رسائل مولانا محمد المذكور سنة 1056 وهو الموافق لما سيأتي من أنه بويع وهو ابن 26 سنة.
ولما ولد نصره الله فرح بولادته مولانا الشريف أشدَّ الفرح، لأنه وهب له على حين الكبر، وسمّاه إسماعيل لما سبق له في الأزل من السابقة، وما تقدم له في علم الله من الكرامة، وقد كان شاع في كتب. الأزياج والحدثان أن ملكاً يسمى إسماعيل يمهد المغرب كله، ويدين له فيه السهل والجبل، ويطولُ أمر ملكه حتى تنتشر في أيامه الخيرات، وتسع على الناس سحائب البركات.
ومن لطائف شيخ شيوخنا العلامة الدراكة قاضي القضاة أبي مدين المكناسي رحمه الله، أنه خطب بمولانا نصره الله عيد الفطر ، يوم وهو إذذاك نصره الله محاصر الرودانة، فقال في تحلية السلطان من الخطبة الثانية ما صورته فلو عاش أبوه الجليل، لقال كما قال الخليل (الحمد لله الذي وهب لي على الكبَرِ إسماعيل)، فاستحسن ذلك نصره الله كل الاستحسان، وغمر القاضي بأنواع العطيات والإحسان.
رابط تحميل الكتاب:
